نقلا عن المركزية –
هي مسألة ساعات او ايام قليلة في الحد الاقصى يفترض ان يتظهّر معها الخيط الابيض التشكيلي من الاسود الحكومي. فبعد ان خلطت تطورات اليومين الماضيين، وأبرزها تجديد الدعم المطلق السني الروحي والسياسي للرئيس المكلف سعد الحريري من جهة، وتحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من صعوبة ايجاد بديل منه كرئيس مكلّف من جهة ثانية، الاوراق حكوميا، تتجه الانظار الى ما سيحمله بحر الاسبوع من تطورات لانها ستكون حاسمة في تحديد خيارات الحريري ومستقبل ملف التشكيل برمّته.
بري والحريري: في جديد المعلومات، اشارت مصادر مطّلعة لـ”المركزية” الى ان الحريري سيزور بري في الحادية عشرة قبل ظهر غد لعقد اجتماع “مهمّ”. فيما لفتت معلومات صحافية الى ان الحريري لن يعتذر أقله من اليوم إلى الخميس مفسحا في المجال امام إيجاد حل أو مخرج ما. وقالت ان من الممكن أن يقدّم تشكيلة حكومية على قاعدة الـ 24 وزيراً ، وفي ضوء موقف الرئيس ميشال عون منها، سيحدد ما اذا كان سيعتذر ام سيستمر في التكليف.
خلية الازمة على الخط: هذا الخيار، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” دخلت على خط فرملته خلية الازمة في الاليزيه التي فتحت قنوات اتصالاتها مع عين التينه وبيت الوسط والبياضة وبكركي، مواكبة للاتصالات الداخلية لدفع مبادرة الرئيس نبيه بري قدما. وابلغت عين التينه باريس ان الازمة تراوح مكانها وان الرئيس بري مستمر بمبادرته والرئيس سعد الحريري يواصل جهوده لحل العقد التي تعيق التشكيل. فتمنت فرنسا، وبعدما لمست اتجاه الحريري للاعتذار، التريث وعدم الاقدام على الخطوة ، الامر الذي تظهّر في اعقاب اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي، في انتظار نتائج التحرك الاوروبي وما قد تفضي اليه اجتماعات القمة الاوروبية التي تعقد في 24 الجاري في بروكسل وتناقش ملف الازمة اللبنانية بالتفصيل في ضوء تقرير ستقدمه فرنسا، هو نتاج معاينة ميدانية لواقع حال الشعب اللبناني ومعاناته جراء ممارسات المنظومة السياسية التي انهكت البلاد ونخرتها بفسادها ومحسوبياتها ومحاصصاتها حتى النفس الاخير، كما سيطلع الاتحاد على مقاربة لأزمة لبنان يعدها المفوض السامي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل الذي يحط في بيروت نهاية الاسبوع، في اطار مهمة تهدف الى استطلاع الأوضاع عن كثب بهدف تكوين المقاربة هذه.
75 مليون يورو: وليس بعيدا، كشفت المصادر ان الاتصالات الفرنسية والايطالية مع المجتمع الدولي ودول عربية، نجحت في حشد مشاركة عربية لا سيما خليجية في مؤتمر دعم الجيش الذي سيعقد في 17 الجاري في باريس برعايتها عبر تطبيق زوم، وتشارك فيه مجموعة الدعم الدولي للبنان ودول عربية وفي تأمين نحو 75 مليون يورو حتى الساعة.
المبادرة قائمة: في المواقف، أشار نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الى أن مبادرة الرئيس بري الحكومية لا تزال قائمة، وفريق تيار المستقبل في انتظار نتيجة هذه المبادرة. وفي حديثٍ اذاعي قال “القناعة مستمرة بين كل من بري والرئيس المكلّف على أن تكون الحكومة من دون ثلث معطل لأي فريق“. وأضاف علوش “ما يقوم به فريق العهد من تعطيل اليوم يخدم طموحات رئاسية في المستقبل القريب”.
أمل تحذّر: وسط هذه الاجواء، حذر المكتب السياسي لحركة امل من النتائج الكارثية لتعطيل (مبادرة لبنان) التي بناها الرئيس نبيه بري على ركائز المبادرة الفرنسية لتكون بوابة حكومة إصلاح تنقذ البلد وتضعه على سكة الخروج من أزماته. واعتبر ان في اللحظة التي يحتاج فيها لبنان واللبنانيون إلى حكومة ومؤسسات فاعلة تعيد حضور الدولة كناظم وراعٍ لشؤون المواطنين، لا يزال البعض يمعن في ضرب القواعد الدستورية بمحاولة خلق اعرافٍ جديدة تمس أسس التوازنات الوطنية والمرتكزات التي أرساها إتفاق الطائف مما يعطّل قبول مهمة فيها نسف للأصول والاعراف، وتضع البلد في مواجهة مخاطر جمّة وتعطل اداء المؤسسات وتغطي بالشعارات والمزايدات الشعبوية والبيانات والتسريبات الاعلامية التي لا يمكن أن تلبي احتياجات الناس بل تسبب مزيداً من الانهيار على الصعد كلها في حين أن اللبنانيين هم بأمس الحاجة إلى وجود من يتحمل مسؤولية الرد على التحديات التي يواجهونها في قضاياهم واوضاعهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية والنقدية التي حولّت اللبنانيين إلى متسولي حبة دواء وليتر محروقات ورغيف خبز وإنفلات سعر الدولار الاميركي من عقاله وغياب الإجراءات التنفيذية الرادعة والمانعة للإنهيار النقدي الشامل، وعدم التزام حكومة تصريف الاعمال بواجباتها وتحمل مسؤولياتها في رفع الغبن والظلم عن الناس.
الراعي: من جهته، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مفتتحا اعمال السينودس اليوم “(…)هي إياها اليوم مسيرة “كفاح الرجاء” الذي نساعد به، روحياً ومادياً ومعنوياً، شعبنا على الصمود في وجه أصعب محنة يعيشها بسبب إهمال كامل من المسؤولين في الدولة أدى ويؤدي إلى تعطيل السلطة الإجرائية المتمثلة بالحكومة، وبعدم تأليفها تتعطل مقدرات الدولة الاقتصادية والمالية، ويتفشى الفساد في إداراتها العامة، ويحتضن التهريب عبر معابرها الشرعية واللاشرعية بل وفي مرافقها من مطار ومرافئ. هذا الواقع أفقر نصف الشعب اللبناني، وقضى على الطبقة الوسطى، وأتاح لقلة أن تصبح أكثر ثراء، وهجر خيرة قوانا الحية“..
طوابير واضراب: معيشيا اذا، الاوضاع تتفاقم ومن سيئ الى اسوأ. وبينما الدولار يحلّق، الطوابير امام المحطات والمستشفيات والصيدليات والافران على حالها، فيما تستعد القطاعات العمالية للاضراب تلبية لدعوة الاتحاد العمالي العام في 17 الجاري وقد قال رئيسه بشارة الأسمر للـmtv: وعدنا الناس أن نكون في تحرّكٍ تصاعديّ عنوانه الأول والأخير الدعوة باتجاه تشكيل حكومة. واضاف “تحرّكنا واضح وهو من أجل المطالبة بعدم وقف الدعم قبل إيجاد سياسة بديلة ومن الضروري النزول معًا إلى الشارع لرفع الصوت عاليًا”.
المحروقات..لا حل ومداهمات: على خط ازمة المحروقات المتمادية فصولا، اعلن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن “توزيع المحروقات بدأ منذ الصباح بحسب الاتفاق مع الشركات والمحطات”، الا انه اكد في حديث إذاعي أن “الازمة لن تحل كليّاً اليوم“.. وقال بعد الظهر “موضوع أزمة المحروقات تُرك بيد 3 جهات هي مجلس النواب والحكومة ولجنة الأشغال لإيجاد حلّ سريعاً إما برفع الدعم أو ترشيده أو إيجاد بديل”. في الموازاة، دهم المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر، بمؤازرة من عناصر امن الدولة، الشركات المستوردة للنفط للكشف على جداول التوزيع على المحطات... وليس بعيدا، اشارت المعلومات الى ان فتح الاعتمادات ووصول بواخر إضافية تباعاً إلى لبنان لن يحلا أزمة المحروقات لأنّ الكمية مقننة إلى حين إيجاد حلّ فعلي والتقنين سيكون للحدّ من التهريب ولإطالة مدة الدعم.
حسن والادوية: اما “صحّيا”، فيواصل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عملية التقصي والمتابعة المستمرة منذ الاسبوع الماضي، وقام بعد ظهر اليوم بعملية دهم لأحد مستودعات المواد والمستلزمات الطبية وكواشف المختبرات في بيروت.
عويدات والاحتكار: وفي متابعة قضائية للوضع المعيشي، اصدر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات تعميما على النيابات العامة حول التشدد بملاحقة احتكار المواد الغذائية والمشتقات النفطية. وورد في نص التعميم، أنه كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الإمتناع عن بيع المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وأسعار الأخيرة خاضعة كليا لدعم من مصرف لبنان، أو بيعها بأسعار تفوق تلك المحددة من قبل المراجع الإدارية المختصة، وهذه الأعمال تشكل الجرائم المنصوص عنها في المواد 23 من المرسوم الإشتراعي رقم 73، والمادتين 685 و 686 من قانون العقوبات، لذلك يُطلب منكم التشدد بملاحقة هذه الجرائم وإقفال المحال والمستودعات والمحطات العائدة للمشتبه بهم بالشمع الأحمر، وضبط المواد الغذائية أو المشتقات النفطية الموجودة فيها واعتبارها من المواد القابلة للتلف.
البنك الدولي مستعدّ: من جهة ثانية، عقدت جلسة للجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمراجعة وتقييم القروض المبرمة والقروض غير المنفذة مع البنك الدولي ،في حضوروزير المال والمدير الاقليمي للبنك الدولي-دائرة الشرق الأوسط. وبعد الجلسة، لفت كنعان الى أن هناك مشاريع بمليار دولار من البنك الدولي غير منفذة ونبحث اعادة التخصيص في اولويات الساعة ووفق حاجات لبنان واللبنانيين. وأكّد أن ” الجلسة مهمة”، مشيراً الى أن “البنك الدولي أبدى الاستعداد لاعادة النظر في تخصيص المليار دولار من قروضه وفق الحاجات الملحّة للبنان“. وقال: الانهيار الحاصل لا نريده ان يستمر ونحتاج لاستعادة بعض الثقة التي فقدت وهو ما يستدعي من الحكومة التحرّك بقوة في هذا الاتجاه وسيكون للجنة المال سلسلة اجتماعات مع البنك الدولي والوزارات التي يتم فيها تأخير او تنفيذ المشاريع. واشار كنعان الى أن “المليار دولار من قروض البنك الدولي يمكن الاستفادة منها في سياق معالجة رفع الدعم او ترشيده“.
شكوى: الى ذلك، قالت معلومات صحافية ان البنك الدولي ابلغ لجنة المال والموازنة استعداده لاعادة تخصيص ٩٥٩ مليون دولار من القروض غير المنفذة لشبكة الامان الاجتماعي بمسار تنفيذي مدته من ٣ الى ٦ اشهر حسب تجاوب الحكومة اللبنانية. وقالت ان “البنك الدولي ابلغ اللجنة شكوى من التأخير الحاصل في تنفيذ المشاريع المقرّة قروضها وقد تقررّت دعوة الانماء والاعمار ووزارة الاشغال الى اجتماعٍ الاسبوع المقبل”.
عودة الوسيط!: على صعيد آخر، تحرّك فجأة ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل ابيب اليوم. فقد حط الوسيط الأميركي لعملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البرية الجنوبية السفير جون دوروشيه، اليوم في بيروت. وخلال زيارته قصر بعبدا ، ابلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رغبة لبنان في استمرار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية واستضافة دولية، وذلك بهدف الوصول الى تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية، على نحو يحفظ حقوق الأطراف المعنيين بالاستناد الى القوانين الدولية. وطلب الرئيس عون من الوسيط الأميركي ان يمارس دوره للدفع نحو مفاوضات عادلة ونزيهة، ومن دون شروط مسبقة لان ذلك يضمن قيام مفاوضات حقيقية مستندة الى الحق الذي يسعى لبنان الى استرجاعه. واعرب الرئيس عون عن امله في ان تلقى المساعي التي سوف يبذلها السفير دوروشيه مع المسؤولين الاسرائيليين، نتائج إيجابية آخذين في الاعتبار وجود حكومة جديدة في إسرائيل الامر الذي يتطلب ربما جهدا إضافيا لعدم حصول المزيد من التأخير في المفاوضات التي لا يمكن لإسرائيل ان تفرض وجهة نظر أحادية على مسارها. وشدد على انفتاح لبنان على الأفكار المطروحة ضمن اطار السيادة اللبنانية الكاملة برا وبحرا، لافتا الى ان لدى لبنان خيارات عدة في حال عدم تجاوب الإسرائيليين مع الجهود المبذولة لتحريك المفاوضات.. ويفترض ان يزور الدبلوماسي عين التينة ايضا، في وقت اشارت ال بي سي اي، الى ان المسألة الاهم ان ديروشيه سيحدد الموعد لاستئناف المفاوضات وسيتوجه ايضا الى تل ابيب لمقابلة رئيس الحكومة الاسرائيلية الجديد نافتالي بينيت الذي امّن النواب العرب في الكنيست بأصواتهم فوزه.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.