
نقلا عن المركزية –
لم يكن وقع الاعلان عن إضاءة صخرة الروشة في بيروت بصورة الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بمناسبة الذكرى الاولى لاغتياله،بواسطة طائرات العدو الاسرائيلي مريحاً، لدى معظم ابناء بيروت، لانه حرك في مشاعرهم ونفوسهم تلقائيا، مرحلة سوداوية ودموية، عايشوها، استهدفت العاصمة،ودفعوا ثمنها غاليا من ارواح ابنائها وامنهم واستقرارهم، تحت شعارات وذرائع واهية ومضللة، كان هدفها الوحيد السيطرة على قرار العاصمة ، والحاقها قسراً مع لبنان كله، بتحالف نظام بشار الاسد ومشروع ايران المذهبي للسيطرة على المنطقة العربية.
اول ما تذكّر صورة نصراالله البيارتة، بارتكاب جريمة اغتيال زعيم وطني لبناني وعربي واسلامي كبير هو رفيق الحريري، على يد عناصر منظمة وباشراف مباشر من قياديين بارزين من الحزب، أُدينوا بالوقائع والادلة الثابتة من قبل المحكمة الدولية، من دون ذنب او سبب جوهري، الا لإلحاق لبنان بالمشروع الايراني المذهبي،والذي بذل نصرالله كل ما في وسعه للتغطية على الجريمة الارهابية بامتياز، وتعطيل التحقيقات، واجتياح العاصمة بسلاح ما يسمى بالمقاومة يوم السابع من ايار عام ٢٠٠8، والذي سماه يومها باليوم «المجيد»، قافزاً فوق آلام ومشاعر البيارتة واللبنانيين، ومتباهيا بارتكابات حزبه ضدها.
ليس بهذه البساطة يتم استغلال ذكرى اغتيال نصرالله، لاعادة صورة نصرالله الى العاصمة وابنائها، وحزب االله بقيادة نصرالله نفسه، لم يبادر قبل اغتياله بسنوات، من تسليم القتلة المدانين ونعتهم بـ «القديسيين»، او القيام بمصالحة تنمُّ عن فتح صفحة جديدة مع عائلة الرئيس الشهيد وجمهوره، ليتجاوز هذه الجريمة النكراء وتداعياتها الخطيرة على وحدة المسلمين واللبنانيين، تقارب بين اللبنانيين وتنهي الخصومة بينهم، بل امعن في سياسة الاستقواء والهيمنة واستباحة الدولة والمؤسسات لصالح المشروع الفتنوي الايراني، الذي دفع الحزب لشن حرب «الاسناد»، التي دمرت الحزب والحقت بلبنان ضررا فادحا، يجهد اللبنانيون بكل قواهم لتجاوزه واصلاح خرابه.
محاولة الحزب اضاءة صورة نصر الله في بيروت في هذا الظرف بالذات، لا تمحو ذكرى اغتيال الحريري وسائر شهداء ثورة الارز الاخرين من قلوب واذهان اللبنانيين، ولا تعيد تلميع صورة الحزب ونفوذه الساقط بكل المقاييس، لدى البيارتة ومعظم اللبنانيين، بل تزيد من التباعد وعزلة الحزب الذي يقبع منفردا ومعزولا، بلا حلفاء واصدقاء وادوات مأجورة، تبرأوا منه على عجل، كما يظهر يوميا في اكثر من مناسبة.
واذا كان لا بد من صفحة جديدة، هذا يتطلب تجاوز اساليب الماضي وادواته ومنها استفزاز اللبنانيين بالصور والشعارات الدينية والتبعية المطلقة لايران، لانها سقطت مع الماضي، والاجدى استبدالها بشعارات واساليب، تقرب الحزب من الاخرين، ولا تزيد الهوة بينه وباقي مكونات الوطن.
معروف الداعوق – اللواء
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.