نقلا عن المركزية –
نووي جديد، أقلّه في المدى المنظور؟ بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تكاثرت في الساعات الماضية المؤشرات المقلقة على خط المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية، وبدا ان ساحتي القتال من جهة والمفاوضات من جهة ثانية، تداخلتا، بحيث اختلط الحابل بالنابل وبات من الصعب الفصل بين المدافع العسكرية وطاولات الحوار الدبلوماسي.
ففي نهاية الاسبوع، أعلنت موسكو ان العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الصراع في أوكرانيا أصبحت حجر عثرة في الاتفاق النووي الإيراني، ونبّهت الغرب إلى ضرورة مراعاة المصالح القومية الروسية. سرعان ما سُمعت أصداء هذا الموقف في فيينا، اذ قال مسؤول إيراني كبير لوكالة “رويترز”، السبت، إن مطالبة روسيا بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات على موسكو لن تضرّ بتعاونها مع إيران، “غير بنّاءة” للمحادثات بين طهران والقوى العالمية والتي تهدف لإحياء اتفاق 2015 النووي. وأضاف المسؤول “طَرَح الروس هذا الطلب على الطاولة قبل يومين. ثمة تفاهم بأن بتغيير موقفها في محادثات فيينا، تريد روسيا تأمين مصالحها في أماكن أخرى. هذه الخطوة غير بنّاءة لمحادثات فيينا”.
الى هذا المعطى الذي ترك بوضوح آثارا سلبية على مسار المفاوضات ومصيرها، تتابع المصادر، سُجّل آخَر غير مشجّع. فقد اعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إحياء اتفاق 2015 النووي لن يكون ممكناً ما لم تحلّ طهران مشكلاتها مع الوكالة أولاً. وغير ان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اشار في مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي في طهران، الى أنه سيتم التوصل إلى حلّ للقضايا العالقة بحلول نهاية حزيران، مضيفاً أن طهران وافقت على “تقديم وثائق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإغلاق القضايا المتبقية”.
وللتذكير، فإن إيران وبموجب اتفاق 2015، ملزمة بأن تحدّ من أنشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم، ليكون من الصعب عليها إنتاج مواد تُستخدم في صنع أسلحة نووية، وذلك في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها… الا ان طهران لم تتقيد بهذه الشروط وعادت الى التخصيب بنسب عالية والى تطوير الاسلحة والصواريخ البالستية والذكية…
انطلاقا من كل هذه المعطيات، تعتبر المصادر ان الاجواء في فيينا عادت لتتلبّد من جديد، بعد ان كان الاوروبيون والاميركيون بلغوا حد الحديث عن اتفاق وشيك الاسبوع الماضي. وتشير الى ان اي اتفاق جديد بين ايران ومحاوريها بات على الارجح، بعيد المنال، أقلّه في الاسابيع القليلة المقبلة في انتظار انقشاع الرؤية في عواصم القرار وتبيان مسار الازمة الناشئة في أوروبا ومآلها والتي قلبت الاهتمامات الدولية رأسا على عقب…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.