نقلا عن المركزية –
أكد مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق لشؤون الشرق الاوسط دايفيد شنكر، ردا على سؤال حول الرسالة التي قدمها 25 نائباً اميركياً جمهورياً وديمقراطياً الى وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، لمساعدة لبنان، “ان الولايات المتحدة الاميركية تقدم الدعم للجيش اللبناني، علماً ان الجيش الاميركي لا يدفع معاشات الجيوش في الدول الاخرى، لكنه قدم المساعدات للجيش اللبناني على اكثر من مستوى
وأضاف في مقابلة بثتها قناة الحرة ضمت كلا من شينكر ومنسق التجمع من اجل السيادة نوفل ضو: “قدمنا ايضا مساعدات اجتماعية عبر البنك الدولي بقيمة 270 مليون دولار، لا اعتقد ان الولايات المتحدة يمكنها ان تفعل المزيد فعلنا الكثير من اجل لبنان وعملنا ايضا مع صندوق النقد الدولي على خطة اصلاحية. الامر يعود الان الى لبنان الموافقة على الخطة الاصلاحية والحصول على اموال من صندوق النقد الدولي لكن هذا يقرره لبنان، الولايات المتحدة لا يمكنها ان تفعل المزيد”.
ورداً على ذلك، قال ضو: “للأسف الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي يتعاطيان مع لبنان وكأنه بلد منكوب، وليس بلداً خاضعاً للاحتلال. اذا ارادت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فعلا مساعدة لبنان، فعليهما ان يبدآ برفع يد ايران والاحتلال الايراني ونزع سلاح حزب الله، عبر تنفيذ القرار 1559 وجميع القرارات الاخرى الصادرة عن مجلس الامن الدولي التي تعيد للبنان سيادته. الحديث عن حل اقتصادي في لبنان، بمعزل عن الحل السياسي وعن استعادة السيادة اللبنانية”.
وتابع ضو: “الطريقة هي في توقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن استخدام لبنان ورقة تفاوض في موضوع الملف النووي الايراني، والتركيز على ان لبنان جزء من المشكلة القائمة بين لبنان وايران ومحيطها العربي، وبالتالي فإن الخروج من الازمة الحالية لا يمكن ان يتم بأي شكل من الاشكال طالما ان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بتجاهل هذه الحقيقة. كل المشاكل القائمة الآن في لبنان ناجمة عن ان لبنان دولة لا تتمتع بسيادتها الكاملة على ارضها وان الشعب اللبناني غير قادر على تقرير مصيره وكل الحديث عن انتخابات نيابية ومساعدات اقتصادية مضيعة للوقت”.
من جهته، قال شينكر: “في واشنطن اعتقد الشعور هو ان حزب الله يسيطر على لبنان ليس هناك من سوء تفاهم في هذا المجال، نعرف ان ايران تلعب دورا سلبيا في دعم حزب الله في لبنان ومساعدته على السيطرة على البلاد، لكن الواقع هو ايضا ان الشيعة الذين يمثلون 30 في المئة من المواطنين اللبنانيين يدعمون حزب الله وكذلك الحزب المسيحي الاول في لبنان يدعم سيطرة حزب الله على لبنان، حزب الاصلاح والتغيير. علينا ان ننظر الى التوجه ايضا في اميركا، نحن لا نريد ان نغير الحكم في لبنان او ان نواجه كل الميليشيات المدعومة من ايران في المنطقة. الرئيس جو بايدن يستهدف من يدعم حزب الله بالعقوبات ولكن يعود على الشعب اللبناني ان يقف ويواجه هذا الواقع”.
بدوره، علّق ضو: “نحن لا نقول اننا لسنا بحاجة الى مساعدة ولكن نقول ان التعاطي مع لبنان يتم وكأنه بلد منكوب، المساعدة لا تتم عن طريق المساعدات العينية نحن بحاجة لمساعدة لبناء اقتصاد منتج فيعود لبنان دولة ككل دول العالم قادرة على التفاعل مع محيطه”.
وعن حزب الله أجاب ضو: “فليتمتعوا بالنفوذ السياسي الذي يريدون ولكن هل من الطبيعي ان يكون هناك فريق مسلح في لبنان؟ نريد ان يتم التعاطي مع لبنان من قبل المجتمع الدولي كما يتم التعاطي مع كل دول العالم وتحت سقف القانون. اذا كان ما يقوله شينكر صحيحا لماذا كان القرار 1559 وصدر بموافقة الولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله والقرار 1701 لضبط الحدود. الخلاف على طريقة تعاطي الولايات المتحدة مع واقع حزب الله، الادارة الحالية تتعاطى مع هذا الموضوع وكأنه غير موجود، تدعو اللبنانيين الى تجاوز هذا الواقع والتعاطي مع موضوع حزب الله والاحتلال الايراني كأمر واقع يجب التعاطي معه بشكل طبيعي”.
وعن المبادرة الاميركية (الرسالة) قال ضو: “لم تصل الى حد المبادرة من الكونغرس باتجاه الادارة، والارضية المناسبة في لبنان لا يمكن ان تتحقق اذا اردنا فعلا ان نبني بلدا شفافا تتطبق فيه القوانين بشكل طبيعي ويُعرف ان تُصرف الاموال وكيف واين، فمن المستحيل قيام ذلك في ظل الاحتلال. علينا ان نبدأ بحل هذا المشكلة لكي نبدأ ببناء دولة”.
كيف يمكن ضمان عدم وصول هذه المساعدات الى اطراف تعتبرها الولايات المتحدة منظمات ارهابية، قال شينكر: “الولايات المتحدة تقدم المساعدات فقط الى الجيش اللبناني، لكن لا احد يعتبر ان الحكومة اللبنانية يمكن ان نثق بها لتوزيع المساعدات الدولية بطريقة نزيهة وغير فاسدة وشفافة، وهذا هو الواقع الذي ينسحب على كل المساعدات الخارجية. ولكن بالعودة الى الخطة التي تكلمنا عنها والمخاوف المتعلقة باستقرار لبنان وتأثير عدم استقرار لبنان على المنطقة اعتقد ان هذا الواقع تم تخطيه. لبنان اصبح دولة غير مستقرة. ونحن في السابق كانت لنا مؤتمرات باريس 1 و2 و3 ومؤتمر “سيدر” وسلسلة من المؤتمرات الاخرى شاركت في بعضها عندما كنت أعمل في ادارة الرئيس دونالد ترامب. لبنان عليه ان يتصرف هو ايضا، لا يمكن لأحد، فرنسا مثلا لا يمكنها ان تتخذ اي خطوات، وحتى الان، ولم تعتبر حزب الله منظمة ارهابية ولا تفرض عليه اي عقوبات. على الشعب اللبناني ان يقرر، الامر لا يتعلق فقط بايران وبحزب الله هناك ايضا التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل صهر الرئيس وهما لا يريدان حكومة من التكنوقراط تبدأ بالاصلاحات لأن ذلك سيقوض موقع حزب الله وكذلك بعض الاطماع السياسية للسياسيين اللبنانيين”.
للاطلع على المقابلة، اضغط على الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=-OCzpEoQQ7U
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.