نقلا عن المركزية –
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري “ان مصر مستمرة ببذل كل الجهود للتواصل مع كل الجهات للخروج من الازمة”، مشددا على ان تشكيل حكومة أختصاصيين يفتح الباب للدعم الدولي ولفت الى ان استقرار لبنان مهم لمصر والمنطقة.
في بعبدا: حاملا معه رسالة تضامن جمهورية مصر العربية مع لبنان ودعمها للمساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة جال الوزير شكري على رأس وفد ضم: السفير ياسر علوي، مساعد وزير الخارجية السفير نزيه النجاري، المستشار في مكتب الوزير محمد عاطف والمستشار في السفارة في بيروت عبد الله زهدي، على كبار المسؤولين واستهل لقاءاته بزيارة قصر بعبدا ، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، والمستشارين رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.
وفي خلال اللقاء أعرب رئيس الجمهورية عن تقديره وامتنانه “للدور الذي تقوم به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمساعدة لبنان في مواجهة الازمات المختلفة التي يعاني منها، لا سيما الازمة الحكومية”، متمنيا ان “تثمر هذه الجهود نتائج إيجابية، لا سيما اذا ما توافرت إرادة حقيقية للخروج من هذه الازمة، من خلال اعتماد القواعد الدستورية والميثاقية التي يقوم عليها النظام اللبناني وبالتعاون مع جميع الأطراف اللبنانيين من دون اقصاء او تمييز”.
وشدد الرئيس عون امام الوزير شكري على “دقة المهمات التي ستلقى على عاتق الحكومة الجديدة، لا سيما في مجال الإصلاحات الضرورية التي يلتقي اللبنانيون والمجتمع الدولي في المناداة بها والعمل على تحقيقها، وفي مقدمها التدقيق المالي الجنائي لمحاسبة الذين سرقوا أموال اللبنانيين والدولة على حد سواء”.
وبعدما شرح الرئيس عون للوزير المصري “العقبات التي واجهت مسار تشكيل الحكومة”، حمله تحياته للرئيس السيسي، وشكره على مبادرته القائمة على “وقوف مصر على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، كما كانت دائما عبر التاريخ”.
بعد اللقاء، تحدث الوزير شكري الى الصحافيين فقال: “تشرفت بزيارة رئيس الجمهورية لانقل اليه رسالة تضامن من أخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كلفني بان آتي الى لبنان في ضوء الحرص الذي يوليه سيادته لاستمرار بذل مصر لكل الجهود في اطار التواصل مع المكونات السياسية اللبنانية كافة من اجل الخروج من الازمة الراهنة”.
أضاف: “لقد كانت آخر زيارة لي للبنان منذ ثمانية اشهر بعد انفجار مرفأ بيروت، وكانت هناك مؤازرة على المستوى الإقليمي والدولي، وتطلع بأن ينهض لبنان للتعامل مع التحديات، سواء السياسية منها او المرتبطة بجائحة كورونا وتأثير ذلك المباشر على مصلحة الشعب اللبناني الشقيق. وللاسف بعد ثمانية اشهر، لا يزال هناك انسداد سياسي ولا تزال الجهود تبذل لتشكيل حكومة من الاختصاصيين القادرين على الوفاء باحتياجات الشعب اللبناني الشقيق وتحقيق الاستقرار المهم ليس فقط للبنان بل للمنطقة ومصر للارتباط الوثيق القائم على المستوى السياسي والشعبي بين لبنان ومصر”.
وتابع: “سوف اعقد سلسلة لقاءات مع المكونات السياسية المختلفة في لبنان لانقل رسالة مماثلة بتضامن مصر وتوفيرها لكل الدعم للخروج من هذه الازمة لتشكيل الحكومة، بما يفتح الباب للدعم الإقليمي والدولي ويؤدي الى تحقيق المصلحة المشتركة لدول المنطقة، ولكن في المقام الأول للشعب اللبناني الشقيق”.
وختم: “بالتأكيد، فإن الاطار السياسي يحكمه الدستور واتفاق الطائف واهمية الالتزام الكامل بهذه الدعائم الرئيسية للاستقرار، ومصر لن تدخر جهدا في مواصلة دعمها للبنان في خلال هذه المرحلة الدقيقة”.
في عين التينة: ومن بعبدا انتقل الوزير المصري الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتركز البحث وبشكل مكثف على الشأن الحكومي.
وفي خلال اللقاء شكر الرئيس بري جمهورية مصر العربية على “المساعدات التي قدمتها وتقدمها على الدوام للبنان وخصوصا منذ انفجار المرفأ مرورا بكورونا وانشاء المستشفى الميداني وصولا إلى سعيها لإنقاذ لبنان من المأزق الراهن”.
وبعد اللقاء، قال الوزير شكري :”تشرفت بلقاء الرئيس بري ونقلت له تحيات الرئيس السيسي ورسالة تضامن من مصر مع لبنان في هذه الآونة والقلق الذي يراودنا في مصر وعلى المستوى الاقليمي والدولي لاستمرار الازمة السياسية ولأهمية العمل بكل اجتهاد وبكل سرعة لتشكيل حكومة اختصاصيين للخروج من هذه الازمة واضطلاعها بمسؤولياتها كاملة لتوفير الخدمات لاجراء الاصلاح المطلوب لمواجهة التحديات الراهنة من ضمنها التحديات المتصلة بوباء كورونا وتحديات الاوضاع الاقتصادية”.
أضاف :” نقلت أيضا، تثمين مصر الكبير لجهود دولته ومبادراته التي يطلقها للعمل من اجل الخروج من هذه الازمة في اطار الحفاظ على الارضية الراسخة السياسية والقانونية المتمثلة في تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف واستعداد مصر لتقديم كل ما في وسعها لمعاونة الاشقاء لتجاوز هذه الازمة والانتقال الى مرحلة يستعيد فيها لبنان عافيته الكاملة. واننا نرى أهمية للاسراع في ذلك”.
وتابع : كنت زرت لبنان منذ 8 اشهر وكان هناك زخم في الاوساط الاقليمية والدولية لمؤازرة لبنان وتطلع من اجل التعامل مع تداعيات تفجير مرفا بيروت والتوجه والارتقاء نحو تغليب المصلحة الوطنية والاسراع في اتخاذ الخطوات السياسية اللازمة ومواجهة التحديات الاقتصادية. ان مصر تهتم بالشان اللبناني بحكم العلاقة الوثيقة على المستوى السياسي والرباط القوي بين الشعبين ولكن ايضا استقرار لبنان حيوي بالنسبة الى المنطقة واستقرار المنطقة حيوي بالنسبة لمصلحتنا المشتركة وايضا عدم التأثر من قبل لبنان بالاضطراب الذي تشهده المنطقة. اننا نتطلع في هذا الوقت الى لقاءات مع الاطياف السياسية كي انقل ذات رسالة التضامن والتكاتف والحرص على تجاوز هذه الازمة في أقرب وقت ممكن”
في بكركي: ومن عين التينة توجه وزير الخارجية المصرية الى بكركي ، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حضور السفير في لبنان ياسر علوي ومساعد وزير الخارجية المصرية السفير نزيه النجاري.
في مستهل اللقاء نقل الوزير شكري الى البطريرك “تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي”، معربا عن” الرغبة الدائمة لدى المصيرين حكومة وشعبا، أن يكرر غبطته زيارته الى مصر”.
وتم في خلال اللقاء عرض للعلاقات التاريخية بين مصر ولبنان وللمستجدات على الساحة اللبنانية والعناوين المشتركة.
وشكر البطريرك الراعي الوزير شكري على “وقوف مصر الى جانب لبنان وشعبه خاصة أثناء الأزمات والمحن وآخرها تفجير مرفأ بيروت”.
كما كان توافق على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة تتمكن من العمل على الاصلاحات المطلوبة والتي ستفتح مجالات الدعم الاقليمي والدولي للبنان.
في كليمنصو: ثم زار الوزير شكري كليمنصو، حيث اجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في حضور الوزير السابق غازي العريضي ونائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي، حيث تم البحث في آخر المستجدات اللبنانية والعربية.
سامي الجميل: ومن كليمنصو توجه شكري الى فندق الموفنبيك حيث التقى رئيس حزب الكتائب النائب المستقيل سامي الجميّل.
الوصول: وكان شكري وصل إلى مطار بيروت حيث كان في استقباله نظيره اللبناني وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الإعمال شربل وهبه وسفير مصر ياسر علوي ومديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة عبير العلي وأعضاء البعثة الديبلوماسية المصرية.
بيان السفارة: وتأتي زيارة الوزير شكري، بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للسفارة المصرية “في إطار الجهود المصرية الرامية إلى حض الافرقاء السياسيين اللبنانيين على الإسراع في تشكيل الحكومة الإنقاذية، وذلك في ضوء الحرص الكبير لدى القيادة السياسية المصرية على استقرار لبنان وتجاوزه للأزمات التي يمر بها حاليا”.
وتتضمن زيارة الوزير شكري سلسلة من الاجتماعات يستهلها بعقد مباحثات مع رئيس الجمهورية والرئيس بري، ولقاء آخر مع البطريرك الماروني ثم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
كما تشمل اللقاءات رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، ورئيس تيار المرده سليمان فرنجيه، إلى جانب اتصال هاتفي يجريه مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعدما تعذر اللقاء بينهما في ضوء إصابة الأخير بفيروس كورونا.
ويختتم الوزير شكري زيارته بلقاء يعقده مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، يعقبه مؤتمر صحافي قبيل مغادرته بيروت.
الحريري: وفي هذا الإطار اعلن المكتب الإعلامي للرئيس المكلف ان الحريري سيستقبل في الخامسة والنصف عصرا في بيت الوسط، وزير الخارجية المصري الذي سيدلي بتصريح بعد ذلك.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.