نقلا عن المركزية –
فيما ستنشغل شعوب العالم بمتابعة مباريات كرة القدم وفعاليات مونديال 2022 التي تنطلق غدا في قطر، لن تتمكّن غالبية اللبنانيين، المحرومين من كل شيء، من مشاهدة الحدث العالمي الا “جزئيا”. اذ ان مساعي الدولة اللبنانية لتأمين نقل المباريات مجانا لا تزال حتى الساعة متعثّرة. لكن جهود وزارة الاعلام مستمرة لتحقيق هذا الهدف “الكروي”، علّه يلهي الشعب القابع في البرد والعتمة، عن أزماته التي لا تعد ولا تحصى.. هذا اذا توفّرت الكهرباء في منزله طبعا!
انسداد اضافي: كل المناخات الداخلية، السياسية منها والاقتصادية والمعيشية، ملبدة وقاتمة وتدفع الى التشاؤم. فالانتخابات الرئاسية، بما هي مدخل الى فكفكة العقد الداخلية التي لا تنتهي، بعيدةُ المنال، وجلسةُ الانتخاب السابعة المقررة الخميس المقبل، لن تأتي بأي خرق ايجابي. اذ الكباش الذي انفجر على الغارب بين مكونات فريق 8 آذار من جهة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، سيزيد المشهد الرئاسي سوادا.
خياران امام الحزب: ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، سيكون امام حزب الله اليوم خياران رئاسيان: الاول، ان يبلغ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خلال زيارة سيقوم بها في الايام القليلة المقبلة وفدٌ من الحزب مكلفا من الامين العام حسن نصرالله الى رئيس التيار، انه لن يتمكن بعد اليوم مسايرته وانه مضطر الى الانتقال الى خندق المصوّتين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية… الثاني، أن يستفيد حزب الله، في انتظار جلاء المشهد الاقليمي والمفاوضات الجارية على الساحة الدولية في شأن لبنان، من الخلاف بين باسيل وفرنجية، ومن انعدام التوافق بينهما، لترك البلاد في الفراغ الرئاسي، مُبقيا على الاقتراع بالورقة البيضاء.
المسعى الفرنسي: واذ تلفت الى ان التوجّه الثاني هو المرجّح أقلّه في المدى المنظور، تشير المصادر الى ان لا بد من رصد ايضا الحراك الفرنسي على الخط الرئاسي. فباريس تعتزم تفعيل اتصالاتها مع اللاعبين الاقليميين والدوليين والمحليين ايضا، لاخراج الانتخابات الرئاسية من النفق العالقة فيه. وهي، الى اتصالها الدائم مع السعوديين (وقد بحث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الملف اللبناني في بانكوك امس)، والاميركيين، ستعمل ايضا على التواصل مع ايران، لاقناع الجميع بأن لا بد من سد الفراغ سريعا، الامر الذي لا يمكن ان يتحقق اذا تمسّك اي من الفريقين الاساسييين المتصارعين في لبنان، أو رعاتهما في الخارج، بمرشّح تحدي…
التوافق “ستار”: في المواقف من الاستحقاق، أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أن “وقوع الفراغ الرئاسي أساساً وسبب استمراره اليوم مردّه إلى سببين: الأول أن هناك من يدرس خطواته في مسألة انتخابات رئاسة الجمهوريّة من منطلقات لا علاقة لها بلبنان، ولا يعير بذلك أي أهميّة لمصلحة الشعب اللبنانيّ أو المصلحة الوطنيّة العليا وإنما جل ما يهمّه هو مصالحه الخاصة ومصالح المشروع الإقليمي الذي يرتبط به ارتباطاً عضوياً، ويتستّر خلف شعار التوافق من أجل تبرير فعلته هذه، أما السبب الثاني فهو حالة الانتظار لتطورات يعتمدها البعض الآخر ولا نعرف ماهيتها”. وقال خلال لقائه وفداً من دائرة “بيروت الثانية” الانتخابية ان “يجب على الـ128 نائباً أن يقوموا بأداء واجبهم الدستوري بحضور جلسات الانتخاب”، باعتبار أنها “جلسات انتخاب رئيس للجمهوريّة خصوصاً في ظل الأوضاع الدقيقة والصعبة والحرجة في البلاد”.
التيار لشخصية توافقية: في المقابل، إعتبر عضو كتلة “لبنان القوي” النائب آلان عون ان “خيارنا الا نصوت تصويتاً شكلياً بل ان يتم التحضير له مع الكتل الأخرى وحقنا ان نصوت بالورقة البيضاء لا ان نعطل نصاب الجلسات“. ورأى في حديث اذاعي ان “لم يتبين ان هناك مرشحاً أصبحت لديه فرصة جدية للانتخاب وحتى ترشيح النائب ميشال معوض دخل في حال من المراوحة”، مضيفا “معادلتنا ليست جبران باسيل أو لا احد ونريد ان تنضج فكرة شخصية توافقية من دون الدخول في بازار الأسماء، واذا تبين ان هذه الشخصية يمكن ان تكون من داخل التكتل أو خارجه سنؤيدها“. وإذ اعتبر عون ان المعارضة تطرح ترشيح معوض كالخط 29 وهي تريد التراجع عنه لاحقاً، لفت الى ان “أحداً لم يعلن ترشيح باسيل للرئاسة”، مضيفا “حقه ان يترشح لكن حالياً ما من ظروف تسمح بترشيحه، ويمكن لهذه الظروف ان تتغير أو لا، الا ان هناك ظروفا سياسية عاطلة“. وشدد عون على انه “لا يمكن الاستمرار بالفراغ الى ما لا نهاية، فالمشكلة اليوم سياسية وأفق الفراغ لا يمكن ان يكون طويلاً ولن نكون جزءاً منه”، موضحا ان “العماد ميشال عون أتى بمعركة شراكة لتصحيح التعاطي مع المسيحيين في النظام السياسي كله، فيما اليوم يوجد توازن تمثيلي مسيحي ولو اتفقت الكتلتان المسيحيتان والتفتا حول مرشح واحد، لا يقدر أحد ان يتجاوزه” .
العبسي: من جانبه، أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي خلال إطلاق الوثيقة التأسيسية لحركة “التجدد للوطن” أن “قيام السلطة هو أساس قيام الأوطان لذلك على المعنيّين جميعاً أن يُسرعوا في انتخاب رئيس جمهورية لتشكيل أساس الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي“.
“لا استقلال”: على اي حال، بات من المستبعد الخروج من وضعية الفراغ قبل العام المقبل. وفي ظل هذه الوضعية، سيحلّ عيد الاستقلال الذي يصادف الثلثاء المقبل، وسيمر من دون احتفالات الا بالحد الادنى، بسبب الشغور، وفق المصادر، وبسبب التفريط بالسيادة وبالاستقلال من قِبل منظومة فرّطت بالامانة التي سلّمها اياها رجالات كبار عام 1943.
الوعي الامني: وحدها المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية يبقى أداؤها على قدر التطلعات. وفي وقت يخشى ان يهتز الامن الاجتماعي والداخلي في ظل العجز السياسي المترافق مع عجز عن الاصلاحات ومع غلاء فاحش في اسعار السلع والخدمات (ومنها الكهرباء المقطوعة)، فإن هذه الاجهزة ساهرة ومستنفرة وجاهزة لمنع اي انتكاسة امنية. وفي خانة تأكيد ذلك، يصب اعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، في حديث تلفزيوني امس أنّه “من الواجب أخذ الحيطة والحذر، وكشفنا 8 خلايا إرهابية كانت تخطط لعمليات على كافة الأراضي اللبنانية“. ولفت إلى أنّه “يجب أن نكون حذرين من عودة العمليات الإرهابية ولا دلالات على اغتيالات”، موضحًا أنّه “رغم ظروفنا، أجهزتنا لديها الوعي الكافي”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.