نقلا عن المركزية –
صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي: “دأبت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” التي يرأسها النائب جبران باسيل على ممارسة هواية رئيسها المفضلة ألا وهي العودة إلى الماضي، بطريقة معتورة، ومغلوطة، ومشوهة، وتضليلية، في محاولة يائسة لتشويه التاريخ، وحرف الأنظار عن حقائق الساعة والتي تدينه بكلّ تفصيل من تفاصيلها. وأمام إصرار النائب باسيل على الهروب إلى الأمام، لا بدّ من التأكيد على الوقائع الآتية:
– أولا، أورد بيان الهيئة السياسيّة أنّ “السيد جعجع الذي ساهم عام ٩٠ بضرب صلاحيات الرئيس ماذا بقي منها اليوم لكي يحاسبه عليها”، وتذكيرًا للسيد باسيل بأنّ من ضرب الصلاحيات التي يتحدّث عنها هو من دمّر المنطقة الحرّة منذ اللحظة الأولى التي تسلّم فيها رئاسة الحكومة الانتقاليّة، فأشعل حروبه العبثيّة تارة بحجّة التحرير، وطورًا من أجل الإلغاء، وفي الحالتين سعيًا إلى رئاسة جمهورية كانت كلفتها إسقاط الجمهورية، ورئاسة الجهورية، وتهجير عشرات آلاف المسيحيّين واللبنانيّين، وتدمير منطقة حرّة كانت سيّجتها “القوات اللبنانية” بالشهداء، والنضال، والدماء الذكية على مدى ١٥ عامًا كاملا فأسقطها العماد ميشال عون في ١٥ شهرا فقط.
– ثانيًا، مَن ضرب صلاحيات رئيس الجمهوريّة هو مَن دمّر المنطقة الحرّة بحجّة مواجهة الميليشيات، فيما هو أوّل حليف وأكبر مظلل للميليشيا التي رفضت تسليم سلاحها بحجّة المقاومة، فانكشف على حقيقته وشعاراته الفارغة التي يستخدمها غبّ الطلب، ضدّ الميليشيات التي كانت تعمل لإعادة الدولة في عزّ زمن الحرب، ومع الميليشيات التي قزّمت ودمّرت الدولة في زمن السلم.
– ثالثًا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن جعل موقع الرئاسة الأولى معزولا عربيًّا ودوليًّا بسبب تحالفه، وتغطيته لمحور يصنّف دوليًّا بالإرهابي.
– رابًعا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن انقلب على الدستور، وعلى دور لبنان التاريخي، ويرفض اليوم حياد لبنان، ويمنع الدولة من أن تبسط سلطتها على كامل أراضيها.
– خامسًا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن دمّر لبنان كما دمّر المنطقة الحرّة سابقًا، فأينما حلّ، حلّ معه الخراب، والدمار، والبؤس.
– سادسًا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن مارس الفساد والزبائنيّة على عهده بأبشع صورة عرفها تاريخ لبنان، فأفقر اللبنانيّين وجوّعهم وضرب نمط عيشهم وقاد لبنان إلى الانهيار، والدولة إلى الفشل بسبب سياساته وممارساته، وجشعه السلطوي.
– سابعًا، مَن ضرب صلاحيّات رئيس الجمهوريّة هو مَن جعل الرئاسة الأولى في موقع خلافي مع جميع اللبنانيّين، فعزلها عن الشركاء في الداخل، وعزلها عن الأصدقاء في الخارج.
-ثامنًا، أورد البيان نفسه أنّ الدكتور جعجع “يعاكس رئيس الجمهورية في ما تبقى من صلاحياته”، وهو قول مردود لأصحابه طبعًا، وتدحضه الوقائع كلّها منذ خمس سنوات حتى اليوم، فهل اختيار أفضل وزراء بشهادة الخصوم قبل الحلفاء، يعاكس صلاحيات الرئيس؟
وهل تسليط الضوء على الفساد خصوصًا في الكهرباء يعاكس صلاحيات الرئيس؟
وهل الإصرار على وضع آليّة للتعيينات يعاكس صلاحيات الرئيس؟
وهل الإصرار على التشكيلات القضائيّة يعاكس صلاحيات الرئيس؟
وهل رفض تحويل الدولة الى مزرعة والإصرار على تطبيق الدستور والقوانين هو إضعاف لموقع الرئيس؟
إن أكثر مَن ساهم في إضعاف موقع الرئاسة هو رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بشهادة القاصي والداني، وذلك من خلال الفساد الذي مارسه في كلّ الحقائب التي تولاها، وخصوصًا حقيبة الطاقة، وهو أكثر مَن ساهم في إضعاف موقع الرئاسة الأولى وتفريغها من مضمونها بتصرّفاته التي جيّرت هذا الموقع لمصالح ضيّقة وشخصية وبعيدة كل البعد من مفهوم الرئاسة ودورها.
– تاسعًا، أشار البيان نفسه إلى أنّ هذه الهيئة “تسعى لاستعادة التوزان والميثاقيّة”.
– فهل استعادة التوازن تكون عن طريق التحالف مع سلاح غير شرعي؟
– وهل استعادة الميثاقيّة تكون بتخريب علاقات اللبنانيّين بعضهم بين بعض؟
– وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بالحروب السياسيّة المفتوحة التي تشكّل استمرارًا لحروبها العسكريّة العبثيّة، فيما أهدافها كلّها هي؛
السلطة، والتسلُّط، والنفوذ العائلي، والمكاسب الشخصيّة، والمصالح الفرديّة؟
– وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بالانقلاب على الدستور وتغطية السلاح غير الشرعي، وضرب دور لبنان التاريخي، وعزله عن عمقه الخارجي؟
– وهل استعادة التوازن والميثاقيّة تكون بمقاتلة المسيحيين كلّهم، ومحاولة إلغائهم؟
– عاشرًا، يظنّ بيان الهيئة أنّه بتنكّره للأكثريّة النيابيّة والوزاريّة التي يتمتّع بها يستطيع أن يخدع اللبنانيّين مجدّدًا، فيما القاصي يعلم كما الداني أنّه منذ العام ٢٠١١ كان يتمتّع بأكثريّة وزاريّة، وأنّه بعد انتخابات العام ٢٠١٨ أصبح لديه أكثريّة نيابيّة، وأنّ الحكومة المستقيلة هي حكومة اللون الواحد، فعلى مَن يضحك بيان الهيئة؟
– حادي عشر، نتفهّم غضب بيان الهيئة لأنّ “القوات” كشفت الخلفيّة التوظيفيّة للتدقيق الجنائي، إن من خلال تذكيرها بهجومها المسعور على مطالبة “القوات” بالتدقيق الجنائي منذ العام ٢٠١٧، أو من خلال حشرها هذا الفريق الذي يزايد خطابيًّا ولا يتصرّف عمليًّا على رغم أنّ بجانبه أكثريّتين وزاريّة ونيابيّة، خصوصًا مع حكومة تصريف الأعمال الحالية.
التيار يردّ: وليس بعيدا صدر عن اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر البيان الآتي:
لن نزعج اللبنانيين ببيان ردّ على القوات اللبنانية من ١١ بنداً ولكن نقول قولاً واحداً عن السيّد سمير جعجع: من مارس الاجرام ايام الحرب والاغتيال السياسي ايام السلم لا يحق له الكلام بالأخلاق السياسية؛ ومن يمارس اعلى درجات الفساد السياسي بأخذ المال من الخارج (fundraising) لصرفه انتخابياً، وبذخ ما جباه من اللبنانيين على قصوره ورفاهيّات حاشيته لا يحق له الوعظ بالفساد. ما أقبح المجرم عندما يتكلّم بالعفّة!
ردّ على الردّ من الدائرة الإعلامية في “القوات”: صدر عن الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوات اللبنانيّة”، البيان الآتي: في الزمن الرديء الذي تبكي فيه الناس على أوضاعها الكارثيّة غير المسبوقة بسبب سياسات فريق العهد، فإن المضحك المبكي في هذا المشهد يكمن في ما أوردته اللجنة المركزية في “التيار الوطني الحر” ردًّا على بيان الدائرة الإعلاميّة في “القوات”، حيث استهلّت بيانها بالقول “لن نزعج اللبنانيين ببيان ردّ على القوات من ١١ بندًا” إلى درجة أنّ القارئ يكاد يصدِّق لوهلة حرص هذا الفريق على عدم إزعاج اللبنانيّين، فيما هو قضّ مضاجعهم وشرّدهم، وقتلهم، وقرّفهم، ويأسّهم، وأصبح مجرّد وجوده مصدر خطر على مستقبل لبنان واللبنانيّين، ويا ليته يزعجهم ببيان ويكُّف شرّه عنهم.
وأمّا لجهة قول البيان “من مارس الإجرام أيام الحرب والاغتيال السياسي أيام السلم”، فلا إجرام يعلو على تدميركم المنطقة الحرّة في حربين مدمِّرَتين لأطماع رئاسيّة قَضَت على الأخضر واليابس، ولا اغتيال يعلو على اغتيالكم أحلام اللبنانيّين بوطن سيّد ومستقلّ، ولا جريمة تعلو على تفقيركم الشعب اللبناني وتجويعه، وأمّا الأحكام الصادرة عن حليفكم، النظام السوري الذي تتنافسون وإيّاه في الإجرام والعمالة فندعوكم إلى “بلّها وشرب ميّتها”، ومن يمارس الاغتيال الفعلي هو أنتم وبحقّ مجمل الشعب اللبناني، إذ لم يسبق أن شهد لبنان تعدّيًا على اللبنانيين كالذي يشهده اليوم من حكمكم الجائر، والفاسد، والفاشل، ولم يسبق أساسًا أن استشهد أكثر من ٢٠٠ لبناني، وأصيب أكثر من ستة آلاف جريح، ودمّرت نصف العاصمة دفعة واحدة، وبجريمة واحدة مثل جريمة المرفأ التي تتحمّلون مسؤوليّتها أمام الله، والتاريخ، والشعب اللبناني، ولم يسبق أيضًا منذ الاستقلال أن مات اللبنانيون جوعًا كما يموتون اليوم، ولم يسبق أيضا وأيضًا أن اجتمع الشعب اللبناني كلّه، ومن دون استثناء، هاتفًا ضدّكم وضدّ ممارساتكم في كلّ وزارة تسلمتموها بدءًا من فضيحة العصر في الكهرباء، وصولا إلى المواقع السلطوية كلّها.
وأمّا اتّهام “القوات” بالفساد السياسي، فهو اتّهام باطل ومردود لأصحابه، لأنّه حتى بشهادة أخصام “القوات” فهو أنظف مَن مارس السياسة والشأن العام، وأمّا أنتم فملاحقون بعقوبات مجتمعات العالم المتحضّرة بسبب فسادكم، بينما “القوات” كانت وما زالت مضرب مثل في ممارستها للشأن العام.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.