نقلا عن المركزية –
قد يكون السؤال بديهيا في ظل ما يقبع فيه لبنان من ازمات وما اوصله اليه مسؤولوه من انهيار، هل يحق للبنانيين بعد، الاحتفال بعيد الاستقلال ، ووطنهم يكاد لا يبقى منه الا الذكرى؟ وعن اي استقلال يتحدثون وقد باعوا الوطن لمحاور اقليمية تمنع تحرره من نير الارتهان لمصالحها، وما زالوا يمعنون حتى الساعة في الرقص على جثته، غير مبالين بشغور في سدة رئاسته ولا بمصائب وكوارث تحل على الشعب كل يوم؟
يحل العيد التاسع والسبعين للاستقلال وزعماء المحاور يتقاذفون كرة مسؤولية التعطيل. هذا بعدم حسم مرشحه وذاك بطرح مرشح تحد وثالث بعدم الثبات على شخصية. جميعهم يتمترسون خلف مواقف تجعل الافق مسدودا والعقم متسيّدا مصير جلسات الانتخاب المتكررة كل خميس.
وعشية العيد غدا، الذي يحل حزينا بلا احتفالات او عروض عسكرية بفعل الشغور الرئاسي، لم تُسجل اي تطورات تدل على ان جلسة الخميس لانتخاب رئيس، يمكن ان تحقق الهدف، بل على العكس. ومع عودة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الخارج وقد زار قطر وفرنسا، تتحدث اوساط قريبة من 8 اذار ان الثنائي الشيعي وقد ترك لباسيل هامش الحركة قبل ان يعلن مرشحه لم بعيدا عن الخطوة وانه بزيارة وفيق صفا الى قائد الجيش العماد جوزف عون وجه لباسيل رسالة لا بد ان يقرأ مغزاها، فإن لم ترد سليمان فرنجية ، الخيار الثاني يمثله القائد.
وفي حين تتواصل الحركة الخارجية الممتدة من فرنسا الى واشنطن والرياض لفك احجية “رئيس لبنان” تبقى المواقف الداخلية الخشبية على حالها.
لا احد يقنعنا!: رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أكد “وجود أزمة في شغور موقع رئاسة الجمهورية”، داعيا إلى البحث عن “الرئيس المناسب، بمعنى أننا نريد رئيسا للجمهورية لا يغدر بنا، ولا يطعننا في ظهرنا، ولا يقدم إنجازنا على طبق من فضة لأعدائنا، وهذا الأمر ليس سهلا لأن هذا الرئيس لا نفرضه ونحن نفتش على صفاته كما غيرنا يفتشون“. وشدد على ضرورة “التفاهم حول هذا الرئيس” مستدركا القول: “لكن لا أحد “يقنعنا” برئيس يكون عبدا وخادما عند الأسياد، الذين يحضنون إسرائيل ويدعمونها ويساعدونها، ويأتون “ليخادعونا ويضللونا ويقولوا لنا إننا أصدقاء لكم“. وسأل رعد مستهجنا “أي أصدقاء وأنتم تدعمون إسرائيل بكل ما تستطيع به أن تدمر حياتي ومجتمعي ومستقبل وطني؟! وقال: “نحن نعلم جيدا كيف نقدر ونميز بوضوح بين العدو الحقيقي والصديق الحقيقي”.
رئيس خاضع: في المقابل، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم ان “رئيس الجمهورية يصل عبر التكتلات النيابية وليس عبر تدخل إيراني بحت بالشؤون الداخلية من خلال حزب الله ما يعني أن محور الممانعة هو حلف إقليمي على حساب سيادة الدول وفرض السلاح والمعارك والتهريب”. وأضاف “لو أن حزب الله يؤمن بالتنافس كان ليدعم مرشحاً ويخوض الانتخابات لكنه يريد رئيساً غير فعّال بوجهه وخاضعا لمشروعه وهذا ما يعني بلا طعنه بظهره ويريد تسوية إقليمية مموّلة للإتيان برئيس (على ذوقو) لإدارة الدولة”. وأوضح كرم، أن “التسوية بين أهل الوطن ضرورية وهو تفاهم وطني عبر الدستور لكن حزب الله يعطّل هذا المفهوم وما يطلبه هو خضوع لشروطه وهذا ما يشبه ما سميناه بربط النزاع عبر تشريع سلاحه من خلال ثلاثيته الذهبية أي شعب وجيش ومقاومة”.
مواصفات رجال الاستقلال: وسط هذه الاجواء السوداوية، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “أعضاء المجلس النيابي الى القيام بواجباتهم والى اتخاذ مبادرة بمناسبة ذكرى الاستقلال بالاتفاق والتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتحلى بالمواصفات التي تذكرنا برجال الاستقلال الذين ناضلوا وضحوا من اجل وطنهم”. وقال في تصريح “إن ذكرى الاستقلال تمر هذا العام والوطن ينهار ومؤسسات الدولة غائبة عن تلبية احتياجات الناس من كهرباء وماء والعديد من متطلبات العيش الكريم، ولا يستقيم الوضع في لبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واستعادة العلاقات اللبنانية العربية، وبخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي كما كانت في السابق، وغير ذلك يبقى كلاما بكلام وتضييعا للوقت ونخشى ان نصل الى يوم لا ينفع فيه الندم”.
البابا غير مرتاح: في الغضون، وبينما يرصد المراقبون الحراك الفرنسي “الرئاسي”، على الساحة الدولية، استبعد الأمين العام لجمعية الصداقة الإيطالية- العربية عبد القادر عميش، أن “تكون زيارة البابا للبنان قريبة، لأن الكرسي الرسولي غير مرتاح لنهج الطبقة الحاكمة التي تمتاز بعرقلة المسيرة الديموقراطية والإصلاح السياسي ولأن لا ثقة في المؤسسات التي يترتب عليها حماية وصيانة الدستور اللبناني”.
قائد الجيش: على صعيد آخر، وبينما تم وضع اكاليل من الزهر على أضرحة رجالات الاستقلال، شدد قائد الجيش العماد جوزف عون في امر اليوم للعسكريين لمناسبة الاستقلال، على ان مع دخول البلاد مرحلة الشغور الرئاسيّ، يبقى حفظ الأمن والاستقرار على رأس أولويّاتنا، ولن نسمح بأيِّ مسٍّ بالسلم الأهليّ.
ابراهيم: من جهته، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم “أيها العسكريون، يمر لبنان اليوم بأسوأ مراحله. وما نزل بنا وأُنزل علينا، لم يسبق أن سجّلهُ تاريخ هذا الوطن الذي تحول من مُصدّر للحضارة إلى مرتع للإنهيارات بكل تعابيرها القاسية التي لم تُبقِ لا بشراً ولا حجراً. وهذا ما يستدعي منا، نحن أبناء القَسَم لله وللوطن، أن نكون على أهبة الإستعداد لما قد يحصل على كل المستويات، خصوصاً أننا مسؤولون أمام اللبنانيين لصون الوطن وحمايته في وجه كل العاتيات”. اضاف “أيها العسكريون، ما حلّ بوطننا ليس قضاءً ولا قدراً، بل هو نتيجة لسياق داخلي عقيم أتى على كل شيء، حتى صار لبنان بحاجة إلى بطاقة تعريف جديدة عن دوره ووظيفته في الداخل وفي محيطه الاقرب والبعيد. وبعدما كان لبنان مُصدّراً للحرف وللحضارة الانسانية التي ترتكز على الحرية والتعدد الثقافي والديني، صار مرتعاً للطائفية والمذهبية والمناطقية، وساحة للاستزلام الغريزي اللذين ضربا مفاصل الدولة بكل مؤسساتها. وطالما ان هناك مسؤولين يدعون انهم ضمانة الدولة، فلن يكون لنا وطن، لأن الدول لا تقوم على ضمانات أشخاص، بل المؤسسات الدستورية والالتزام بتطبيق القوانين هما وحدهما اللذان يبنيان الدول ويحميان مستقبل الأجيال”.
كابيتال كونترول: اقتصاديا، عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة لمتابعة البحث بمشروع الكابيتال كونترول في ساحة النجمة. واكّد نائب رئيس مجلس الوزراء النائب الياس بو صعب بعد الجلسة التي ترأسها اننا “سندخل بمناقشة المادة التي تُعنى بإشاء لجنة خاصة لل”كابيتال كونترول“. وتابع “أنا واحد من المودعين وأعرف صرختهم الحقيقية“. واضاف ان الـ”كابتال كونترول” سيكون لحماية حقوق المودعين وهو سينظم التحاويل الى الخارج“. واضاف “لن نتعب في مناقشة ال”كابيتال كونترول“. ولفت الى ان “الـ“IMF” اليوم بشروطنا اللبنانية نعم ضرورة“.
عدوان: من جانبه، أكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، أننا “لا نريد تشريع المخالفات التي يتضمنها مشروع قانون الـ(كابيتال كونترول)، ومن هنا لا نريد تشريع طريقة عمل منصة صيرفة ولا خلق منصة جديدة مماثلة”، لافتاً إلى أنه “يجب إعادة الودائع إما بما يضاهي قيمتها الفعلية أو بالعملة التي تم الإيداع على أساسها”.
الصندوق السيادي: ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي، قدم النواب جورج عقيص ورازي الحاج وغادة وايوب، باسم تكتل الجمهورية القوية، الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، اقتراح قانون يرمي الى انشاء الصندوق السيادي اللبناني، مرفقا به مذكرة الأسباب الموجبة، متمنين عليه إدراجه على جدول أعمال أول جلسة تشريعية سنداً للمادة 101 وما يليها من النظام الداخلي للمجلس النيابي.
برنامج الاغذية: الى ذلك، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “أن المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي قرر في اجتماعه الأخير في روما تخصيص مبلغ 5 مليارات و400 مليون دولار أميركي للبنان للسنوات الثلاث المقبلة، مع وعد بأن تكون المنتوجات المشتراة لغاية المساعدات الغذائية من لبنان بالكامل“. موقف الرئيس ميقاتي جاء بعد اجتماع عقده اليوم بعد إستقباله مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان عبدالله الوردات.
بيار الجميل: من جهة اخرى، وفي الذكرى 16 لاغتيال بيار الجميّل نشر سياسيو لبنان سلسلة تغريدات في المناسبة، فكتب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عبر حسابه على “تويتر”: “في كتير ناس ما بتفهم ليش الكتائب ما بتلحق مصلحتها. لان يلي بيلحق مصلحتو بينسى مصلحة لبنان. ويلي عندو الاف الشباب متل بيار قدموا حياتن تيبقى لبنان، بتصير قضيته مقدسة وغير قابلة للمساومة“.
كما غرد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع” لأنك بتحب لبنان وبتحب صناعة مستقبله. 21 تشرين الثاني، ذكرى استشهاد النائب بيار الجميل”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.