نقلا عن المركزية-
تعددت الاسباب والذل واحد والقهر واحد والانين واحد والوجع واحد. واحد يوحد الشعب اللبناني في معاناته اللامتناهية بفعل حرب الالغاء التي قررت المنظومة السياسية السيئة الذكر شنها ضده، وضد كل وطني ما زال صامدا في وطنه وقد قرر مواجهة مخططها الدنيء باللحم الحيّ وما تبقى من بصيص أمل بامكان اطاحة السلطة الحاكمة لاحداث التغيير وانقاذ لبنان قبل ان تكتمل فصول تسليمه بدينار من الفضة لأسيادها في الخارج.
حتى الحكومة التي ارتضى الشعب والعالم ان تُشكل ولو “كيف ما كان” من اجل فرملة الانهيار، لا تجد سبيلا الى التشكيل، لا سيما في اعقاب كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاحد، وما حملت من مواقف وضعت الملف على الرف مجددا، على رغم اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ان مبادرته مستمرة، وان الرئيس المكلف سعد الحريري لن يعتذر طارحا معادلة “في مقابل لا تأليف، لا اعتذار”، في حين يرصد المراقبون اي موقف يمكن ان يصدر عن حزب الله بعد ان وضع باسيل مسألة التشكيل وحقوق المسيحيين في عهدة الضاحية.
لا محروقات: على الارض الانهيار يشتد والازمات المعيشية تتفاقم. في السياق، أُعلِن صباح اليوم أن مع حلول نهاية هذا الاسبوع سيكون لبنان أمام أزمة نفاد مادتي المازوت والبنزين. واشارت مصادر نفطية إلى أن بالنسبة للمازوت لم يحدد بعد موعد لفتح مصفاتي طرابلس والزهراني لتسليم المادة لهذا الاسبوع. اما البنزين فإن مصرف لبنان كان فتح اعتمادات لخمس بواخر منذ 15 يوما والكمية التي أفرغت بدأت تنفد من الشركات والمحطات وهذا ناتج عن عدم فتح الاعتمادات بسبب عدم وضع آلية جديدة لكيفية الدعم من خلال منصة ٣٩٠٠ للدولار. وبحسب المصادر، نحن أمام معادلة “إما رفع الدعم وإما لا بنزين في نهاية الأسبوع. الى ذلك، قالت مصادر للـmtv: هناك نقص بنسبة 60 في المئة في المخرون الحالي من البنزين والذي قد ينفد بحلول يوم الإثنين المقبل على أبعد تقدير.
ابو شقرا: في الموازاة، وبينما الطوابير على حالها امام المحطات، أكد ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا “اننا ننتظر ردّ الحكومة على موضوع تسعير المحروقات على أساس الـ3900 “، ولفت الى ان “أصحاب أكثر من 140 محطة محروقات رفضوا تسلم البنزين من الشركات بسبب تعرضهم للمشاكل والابتزاز والضرب ولم يستطيعوا حماية أنفسهم”. وطالب “الأجهزة الأمنية واللواء عثمان بحماية المحطات التي تقوم بواجباتها”، وأشار ردا على سؤال عن الاجتماع في مجلس النواب الاسبوع الماضي في حضور وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر الذي نقل الى النواب الواقع وما طلبه منه مصرف لبنان كي يتم استمرار استيراد البواخر، إلى انه “طرح ان يتم احتساب سعر الدولار 3900 ليرة لتخفيف الضغط عن مصرف لبنان”، مؤكدا انه” لم يتم الحديث عن رفع الدعم كليا”.
والبراكس يطمئن: من جهته قال عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات جورج البركس لـ “المركزية“ أن “لا داعي لخلق بلبلة، يوجد مخزون ومنذ أشهر نرفع الصوت للتنبيه إلى أن مع الوصول إلى شهر حزيران يجب وضع خطّة، فإذا تقرر البقاء على الدعم يجب تأمين الدولارات للاستيراد، أو إعلان رفعه، لكن لا يمكن عدم فتح الاعتمادات ووقف الاستيراد لأن هذا يعني قطع البنزين من السوق. البقاء على هذه الحالة وتأخير الاعتمادات من دون حلّ سيبقي البلد في حالة المدّ والجزر بين وجود البضائع وفقدانها“.
في انتظار الاعتماد: في المقابل، اكدت المديرة العامة للنفط أورور فغالي لـ”المركزية”:اننا ننتظر فتح البنك المركزي الاعتماد الخاص بباخرة النفط الجديدة – استناداً إلى الإجراءات التي اتخذها اخيرا في إطار الدعم – كي نستلم البضاعة ونوزّعها في السوق… وهذا حال شركات الاستيراد الخاصة أيضاً.
القضاء يتدخّل: في المقابل، أفيد ان النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات أمر بفتح 3 محطات محروقات في راشيا لبيع كامل مخزونها من المحروقات قبل الادعاء على أصحابها.
سعر ربطة الخبز: معيشيا ايضا، رفعت وزارة الاقتصاد والتجارة اليوم، سعر ربطة الخبز، وأصدرت الوزارة الجدول الأسبوعي لسعر مبيع دقيق القمح، موضحةً فيه أن هذا الارتفاع أتى نتيجة “توقف مصرف لبنان عن دعم مادة السكر في الأسواق اللبنانية، واستناداً إلى سعر القمح في البورصة العالمية، وإلى سعر صرف الدولار، واستناداً إلى سعر المحروقات، ونظراً للظروف الاقتصادية الضاغطة والقدرة الشرائية المنخفضة التي يعاني منها المواطنون”.
زيوت مغشوشة: وليس بعيدا من الكوارث الواقعة على رؤوس اللبنانيين، أمرت النيابة العامة في البقاع بضبط 20 طنا من الزيوت بعد أن بيّن الفحص المخبري أنها مستخرجة من فول الصويا، ويتمّ بيعها تحت تسمية فيتالي على أنها مستخرجة من دوار الشمس للاستعمال البشري. وطلب النائب العام لدى محكمة التمييز اتخاذ الإجراءات القضائية القصوى المتاحة قانوناً بحق الفاعلين.
عون واحياء الاقتصاد: وسط هذا الواقع المزري والمخيف، وبينما الاضرابات على حالها وتشمل قطاع موظفي الادارة العامة، ومستشفى رفيق الحريري اليوم، وبينما التقنين الكهربائي يشتد سيما مع عجز اصحاب المولدات عن ايجاد المحروقات، شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على “اهمية الدور الذي يلعبه اللبنانيون في دنيا الانتشار للمساعدة على اعادة النهوض الاقتصادي في لبنان والحد من تداعيات الاوضاع الراهنة على اللبنانيين المقيمين الذين يواجهون صعوبات في حياتهم اليومية”. وأكد الرئيس عون “العمل لإحياء الاقتصاد اللبناني واسترداد قيمة الليرة”، داعيا الجميع الى “التعاون لتحقيق هذا الهدف، لا سيما ابناء الانتشار الذين في استطاعتهم لعب دور مهم في هذا المجال”. وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله ، وفدا من جمعية الصداقة اللبنانية – الزيمبابوبينية، أن “الانماء في لبنان ضرورة، لا سيما في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها وفي ظل الازمة الكبيرة التي يعيشها اللبنانيون والتي لا سابق لها، وهي جزء من الارث الثقيل الذي ورثناه من العهود السابقة ونتيجة لتراكم الازمات التي بدأت بالديون الهائلة التي ترتبت على الدولة، نتيجة الفساد وهدر الاموال العامة وسوء الادارة، وقد وزاد هذا العبء بعد الحرب في سوريا واغلاق الحدود، إضافة طبعا الى التأثير الكبير للنزوح السوري على مختلف القطاعات الاقتصادية، من دون اغفال تأثير تظاهرات تشرين وجائحة “كورونا”، وصولا الى الكارثة الكبيرة التي حلت على لبنان إثر وقوع انفجار مرفأ بيروت”. أصاف: “إن العبء كبير جدا على بلد صغير مثل لبنان، اقتصاده فقير بالانتاج، وتم دعم عملته الوطنية عبر زيادة الديون، في حين كان من الاجدى دعم الليرة عبر زيادة الانتاج الوطني. لذلك نحن نحاول اليوم إعادة إحياء الاقتصاد اللبناني واسترداد قيمة الليرة، وندعو الجميع الى التعاون لتحقيق هذا الهدف، لا سيما ابناء الانتشار الذين في استطاعتهم لعب دور مهم في هذا المجال”.
السياسيون يخرّبون ويهدمون: اما بكركي، فواصلت حملتها على الطبقة الحاكمة وادائها. ففيما انتقل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، الى المقر الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان لتمضية فصل الصيف، على ان يغادر الى روما في 29 الشهر الحالي للمشاركة في اللقاء الذي دعا اليه قداسة البابا فرنسيس ليوم صلاة وتفكير من اجل لبنان ويعود الى لبنان في 3 تموز المقبل، قال اليوم في مؤتمر المؤسسة البطريركية للانماء الشامل في بكركي “السياسة ممعنة عندنا بالتخريب والهدم وكأن العمل السياسي هو من اجل خراب وطن”. واشار البطريرك الراعي إلى أن عقلنا حر وقدراتنا حرة ونستطيع اذا تضامنا أن ننهض على الرغم من كل شيء“ . واعتبر الراعي اننا “لسنا الوطن الوحيد الذي يختبر هذه المحنة، يجب أن ننتزع الخوف من قلوبنا ونجدد الثقة بوطننا فاجدادنا قاوموا وهذا هو دورنا اليوم”.
ترميم العلاقات: على صعيد آخر، وفي متابعة لعملية ترميم العلاقات اللبنانية – السعودية سيما اثر “شحنة الرمان المخدّر”، إستقبل وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي في مكتبه، وفدا من مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية برئاسة فادي قاصوف، وحضور رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية – الخليجية ايلي رزق، وتم البحث في العلاقات اللبنانية السعودية على المستويات كافة. بعد اللقاء قال قاصوف: “قصدنا هذا الصرح كون وزير الداخلية محمد فهمي مكلفاً من قبل مجلس الدفاع الاعلى عن الملف السعودي اللبناني، بخصوص ما حدث أخيرا من تهريب المخدرات“. أضاف: “وجدنا لديه الاصرار الكامل والمحبة العارمة والوفاء المميز للمملكة العربية السعودية، وبشرنا ان الاتصالات جارية على قدم وساق لحلحلة هذا الموضوع ونتمنى خيرا، كما ان السكانر سوف تركب قرابة اواخر شهر تموز للعمل بها في مرفأ بيروت، وبذلك نتفادى اي مشاكل مستقبلية“. وتابع: ” كما نوّه بالعلاقة التاريخية مع المملكة العربية السعودية” مؤكداً “انها تعود الى اكثر من 100 عام، وان بعض التقديمات الموثقة قد بدأت سنة 1949 والمملكة تقف الى جانب لبنان وتساعده وتدعمه”. وختم “نطلب متابعة هذا الملف انقاذاً للجالية اللبنانية ومساعدة لها، كما نرجو ان يتم السماح بالسفر من لبنان الى المملكة العربية السعودية خصوصاً خلال فترة الصيف”.
مكب الجديدة: من جهة ثانية، أعيد اليوم فتح مَطمر الجديدة بعد وضع خطة لحماية المكان تقضي بتثبيت نقاط مراقبة بشكل دائري بالتنسيق بين شرطة البلديات في كسروان والمتن وبمؤازرة أمنية. وبدأت شاحنات شركة “رامكو” منذ الصباح الباكر بجمع النفايات من الشوارع في القضاءين، بعدما كانت توقفت عن العمل بسبب إقفال المطمر ستة أيام بسبب إشكالات أمنية حصلت بين عمال يتسللون إلى المكب لجَمع المواد القابلة للتدوير مما أدّى إلى تكدّس النفايات في الشوارع. وفي السياق، قال عضو كتلة “لبنان القوي” النائب ابراهيم كنعان لموقع mtv: لا يجوز تحت ضغط تكدّس النفايات في الشوارع، أن نسمح باستمرار العمل في مَطمر الجديدة. واعتبر أن “على الحكومة أن تؤمّن حلاً صحيّاً بديلاً، وهي متقاعسة كما الحكومات السابقة”، وشكر “وزير الداخليّة على تجاوبه مع اتصالاتنا التي أثمرت البدء بإزالة النفايات من الشوارع”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.