نقلا عن المركزية –
الأزمة الاقتصادية التي طالت لبنان منذ سنتين، دفعت بالمدارس الخاصة هذا العام الى رفع أقساطها بنسب تتراوح بين 30 و70 في المئة بسبب ارتفاع الكلفة التشغيلية وزيادة رواتب المعلمين ،في حين عمد بعضها الى فرض زيادة وصلت الى حدود الضعف. أصوات الأهالي ارتفعت اعتراضا بما أنهم بدورهم يعانون من الضائقة المالية، حتى ان ثمة من تداعوا ونفذوا اعتصامات على ابواب المدارس احتجاجا. فما هي نسب الزيادات العادلة وكيف سيتمكن الاهالي والمدارس والمعلمون من مواجهة هذه المعضلة وتخطي الأزمة بأقل نسبة من الضرر، علما ان الاطراف الثلاثة هم ضحايا المنظومة الفاسدة التي يدفع ثمن اقترافاتها شعب لبنان وكل من فيه؟
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر يقول لـ”المركزية”: “أمام كل زيادة على الاقساط تعلو الصرخة لأن هذا الأمر يُضايق ويَخنق ويُزعج طبقة معينة من اللبنانيين هي الاكثر فقراً. هذا امر طبيعي ومنتظَر ونحن نأخذه بعين الاعتبار، لكن امام الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيش وانهيار قيمة الليرة مقابل سعر صرف الدولار لا بد من رفع الاقساط، خاصة أمام صرخة المعلمين ورواتبهم وكلفة النقل المرتفعة في ضوء ارتفاع اسعار المحروقات”.
ويشير الاب نصر الى “أننا دخلنا في مرحلة جديدة شئنا ام أبينا. الظروف الاقتصادية كلها تغيرت، في السوربرماكت كان المواطن يتبضع بـ 200 الف ليرة، اليوم ثلاثة ملايين لا تكفي لشراء الاغراض نفسها، كل شيء زاد أقله عشر مرات. حياة المعلم ومصاريف المدرسة والمؤسسة ضُربت بعشر مرات. مدخول المؤسسات التربوية من القسط المدرسي. فكم سيتمكن الاهل من التحمّل كي تتمكن المؤسسة من تغطية مصاريفها المضروبة أقله بعشر مرات مع رواتب المعلمين وبدلات النقل. من هنا اليوم، ما تقوم به كل المؤسسات هو ان ادارة كل مدرسة أعدّت موازنة، وطرحتها على لجان الاهل الذين يدرسون والمصاريف والارقام بروح علمية. ومن حقهم ان يطالبوا بمستندات ويسألوا حتى يقتنعوا بأن هذه الارقام شفافة وحقيقية وتعكس الواقع. وسيوقعون على الموازنات حتى تصبح قانونية وتصبح الزيادات شرعية. اذا، إدارة المدرسة لا تتخذ القرارات بمفردها بل بتعاون مع لجنة الأهل المنتخبة من قبل اهالي التلامذة كي تمثلهم وتكون صوتهم مع الادارة. هذا ما يحصل في الوقت الحالي”.
أما عن المساعدات من الدولة، فيوضح الاب نصر ان “المدارس تنتظر الـ 350 مليار ليرة على أمل ان يتم البت بها في القريب العاجل. كما ان الدولة لم تدفع حتى اليوم مساهمات المدارس المجانية المتراكمة منذ اربع سنوات، إضافة الى مساهمات وزارة الشؤون الاجتماعية مع المؤسسات لأربعة فصول دراسية”. ويضيف: “امس قمت بزيارة لإحدى المؤسسات التي تعتني بذوي الحاجات الخاصة، وسمعت الاهل، وكيف ان أولادهم تحسنوا من خلال هذه المؤسسات التي تساعدهم. هناك دور تقوم به المؤسسات الخاصة في غياب الدولة وتعتني بالطالب ذي الاحتياجات الخاصة والا من سيعتني بهم. لذلك يجب الإضاءة على جهودهم وتضحياتهم في ظل هذه الظروف الصعبة”.
ويختم الاب نصر: “ممنوع ان نستسلم. علينا ان نواجه ونجابه ونناضل ونقوم بأفضل الممكن لأننا لن نتخلى عن شعبنا ورسالتنا ووطننا، شاؤوا ام أبوا.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.