
نقلا عن المركزية –
توحي المشهدية التي ترسمها القوى السياسية ومعها بعض أهل السلطة ان الدوران في حلقة مراعاة الخواطر والحرص على التوافق والسلم الاهلي على حساب القرارات الوطنية الجريئة ما زال على حاله من المراوحة وان الرغبة الجامحة التي اجتاحت اللبنانيين بإعادة بناء الدولة القوية صاحبة القرار منذ ما يناهز العام ومع بدء العهد الجديد فقدت بريقها استنادا الى ما عاينوا ويعاينون من ممارسات تثبت ان ثمة من هو اقوى من الدولة وما زال .
فإلى المواقف التي يطلقها كل من يدورون في فلك محور المقاومة وحزبه لجهة رفض تسليم السلاح وكسر قرارات الحكومة ثم اكتفاء الاخيرة بتعليق عمل الجمعية المنظمة وليس سحب العلم والخبر منها في انتظار نتائج التحقيق، علماً ان ليس ما يستدعي التحقيق بمجرد مجاهرة كل هؤلاء بفعلتهم، يستأثر رئيس مجلس النواب نبيه بري بقراراته ليمنع عن المغتربين حقهم في الاقتراع لنواب الأمة، وسط خشية تتوسع مع كل يوم يمر من “قذف” الاستحقاق لعام او اثنين انسجاما مع مصالح الشريحة الاوسع من القوى السياسية وعلى رأسهم بري وحركة امل وحزب الله والتيار الوطني الحر وبعض التغييريين.
لمراقبة اوروبية: الا ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يبدو مصراً على اجراء الانتخابات ويكرر موقفه هذا امام مجمل زواره. وقد طلب اليوم من نائب الامين العام للسلام والامن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الاوروبي Charles Fries خلال استقباله قبل الظهر في قصر بعبدا، مشاركة الاتحاد الاوروبي في مراقبة الانتخابات النيابية في شهر ايار المقبل.
في موعدها: واستقبل رئيس الجمهورية، النائب السابق هادي حبيش الذي أكد بعد اللقاء أنّ الانتخابات النيابية ستجري في موعدها. وشدد على أنّ الرئيس عون مطمئن إلى مسار الأوضاع.
مسؤولية الحكومة: ايضا، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام صباحاً في السراي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجمّيل الذي قال بعد اللقاء “أكدنا بدايةً فخرنا الكبير بدولة الرئيس نواف سلام، متمنّين له التوفيق في مسيرته، لأن المواقف الشجاعة التي يتّخذها تعبّر عن التزام حقيقي باستعادة منطق الدولة وترسيخ حكم القانون في لبنان، وهو ما يحتاج إليه جميع اللبنانيين اليوم. كما تطرّقنا إلى ملفّ الانتخابات النيابية، وضرورة أن تتحمّل الحكومة مسؤولياتها في هذا الشأن عبر إرسال مشروع قانون إلى مجلس النواب لحسم النقاش حول مشاركة المغتربين، بما يضمن لهم حقّ الاقتراع على غرار الانتخابات السابقة بانتخاب ١٢٨ نائباً ، باعتبار أن هذا هو الطرح المنطقي الوحيد. أمّا الاقتراحات الأخرى التي تسعى إلى حرمان المغتربين من التصويت أوعزل تمثيلهم بستة نواب فقط، بطريقة غير مفهومة.
بري لا يريد: بدوره، أكد رئيس جهاز “العلاقات الخارجية” في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان أن “على اللبنانيين المنتشرين في الخارج التسجيل للانتخابات النيابية سواء صوتوا في الخارج أم لا، بإنتظار حسم مسألة إقتراعهم للنواب الـ128 وفق دوائرهم في لبنان أو السير بالدائرة 16 وحصر تمثيلهم بـ6 نواب وهذا الامر يبدو صعباً”، مضيفاً “في أسوأ الأحوال، قد يضطرون للقدوم الى لبنان من اجل الاقتراع”. وقال في حديث اذاعي، ” ما دام الاقتراع في الدائرة الـ16 متعذّراً كما أعلن رئيس الحكومة، فيجب ان يصوتوا كما في العام 2022 “، مشيراً الى أن “إشتراك المغتربين بالحياة السياسية بشكل فاعل حق مكتسب ولا يمكن صياغة قانون جديد في كل دورة”. وتابع “يبدو ان هناك فريقاً مصرّاً على عدم منحهم الحق بالتصويت فيما الامر متاح سواء في مجلس النواب عبر تعديل المادة 112 أو من خلال الحكومة عبر ارسال مشروع قانون معجل الى مجلس النواب والأخير ملزم البت به خلال مهلة محددة. للأسف رئيس مجلس النواب لا يريد ادراج مشروع معجل مكرر مترافق مع عريضة تقدم بها اكثر من 60 نائباً من اجل الغاء المادة 112، يبدو ان الرئيس بري لا يريد ان يصوت اللبنانيون في الخارج لغاية في نفس يعقوب”.
تعثر الخطة: على ضفة حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية، أبلغ الرئيس عون الوفد الاوروبي، بترحيب لبنان بأي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي لتعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة. واعتبر ان “من دون تنفيذ المطالب اللبنانية سيبقى الوضع مضطرباً وتتعثر متابعة تنفيذ مراحل خطة تحقيق حصرية السلاح في يد القوات الشرعية”. واعلن ان “العلاقات اللبنانية – السورية تتطور نحو الأفضل والتنسيق قائم بين سلطات البلدين لمعالجة كل المسائل التي تهمهما وفي طليعتها قضية النازحين”.
فرصة تاريخية: اما الجميل فقال من السراي: شدّدنا على أهمية وحدة الموقف داخل السلطة السياسية وتضامن مكوّناتها، لأنّها السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان وانتصار منطق الدولة على منطق الغابة الذي حكم البلاد على مدى عقدين. اليوم لدينا فرصة تاريخية بوجود الرئيس سلام والرئيس عون، وهما شخصان أثبتا التزامهما بمصلحة اللبنانيين وبمسار الإصلاح الحقيقي. ومن هنا تأتي الحاجة إلى التكاتف والتضامن من أجل استكمال عملية حصر السلاح بيد الدولة، ومنع ان يبقى هناك أي ميليشيا مسلحة في لبنان باعتبار أن ذلك هو الشرط الأساسي لبناء الدولة، وجذب الاستثمارات والمساعدات، ووضع لبنان مجددًا على الخريطة الدولية للاصلاحات الاقتصادية ، فذلك لا يمكن أن يحصل طالما هناك ميليشيات على الأرض اللبنانية، لذلك نحن بحاجة الى وحدة صف وتنسيق في ما بيننا حتى نستطيع وضع القطار على محطة الازدهار والتطور والأمل في المستقبل.
احتواء المظاهر: من جهته، أوضح الوزير كمال شحادة أنّ “الجيش بدأ عملية احتواء المظاهر المسلحة في كل لبنان، بدءاً من الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا” وحول المخيمات الفلسطينية”، مؤكداً أنّ “المرحلة الأولى في الجنوب يُتوقّع أن تُنجز خلال خمسين يوماً إضافية”. وقال:” إنّ إسرائيل لم تتوقف عن اعتداءاتها، “لكن لا أحد خارج حزب الله يعرف أماكن تخزين السلاح”، مشيراً إلى أنّ الحزب “لم يسلم هذه المعلومات للجيش ولا يوجد تعاون حول الأنفاق والأفخاخ”. وكشف شحادة أنّه ومنذ تقديم التقرير الأول للجيش في 17 نيسان، طالب وعددا من الوزراء بتعزيز الشفافية، “ووعدنا قائد الجيش بتعيين ناطق رسمي باسمه يكون مسؤولاً عن التواصل مع الإعلام وتوثيق المهمات أمام الرأي العام”، مشدداً على أنّ عمل الحكومة “يرتكز على حماية لبنان واللبنانيين”، وأن من حق المواطنين الاطلاع على ما يجري، مضيفاً: “الدولة اتخذت قراراً سيادياً ودبلوماسياً بأنّ القوى الذاتية من جيش وأمن داخلي والعلاقات السياسية والديبلوماسية هي التي تحمي لبنان”.
سحب الذرارع: بدوره، قال قيومجيان ردّاً على سؤال بشأن الاعتداءات الإسرائيلية ان “الاتصالات والتواصل الدولي قائمان للضغط على إسرائيل من اجل وقف اعتداءاتها على لبنان والانسحاب والافراج عن المعتقلين لديها، ليس فقط من قبل وزير الخارجية الذي يقوم بدوره على أكمل وجه بل من قبل الحكومة. كذلك هناك قرار وقف الاعمال العدائية الذي وافق عليه لبنان ويجب ان يقوم بما يقع على عاتقه وفق هذا الاتفاق والشروع بنزع السلاح وبسط سلطة الدولة وعدم إعطاء الذرائع لاسرائيل وكذلك عدم التحجج بوجود احتلال إسرائيلي في الجنوب”.
عيسى سفيرا: ووسط هذه الاجواء، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة في لبنان خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، على أن يصل إلى بيروت نهاية تشرين الأول الجاري ليباشر مهامه، وفق ما تبلغه لبنان رسمياً، وكما ذكرت “المركزية” أمس.
دعم قطري: الى ذلك، بدأ قائد الجيش العماد رودولف هيكل زيارة لمدة يومين لدولة قطر بدعوة رسمية من رئيس أركان القوات المسلّحة القطرية الفريق الركن (طيّار) جاسم بن محمد المناعي، بهدف تعزيز التعاون بين الجيشَين اللبناني والقطري في ظل التحديات الراهنة. والتقى هيكل رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني الذي أكد مواصلة قطر وقوفها إلى جانب مؤسسات الدولة اللبنانية، والجيش اللبناني، والشعب اللبناني الشقيق، فيما أعرب العماد هيكل عن شكره للدعم القطري على جميع المستويات دون شروط. كما التقى قائدُ الجيش نائبَ رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، وتناول البحث التطورات في لبنان والمنطقة، والمهمات التي ينفذها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك مهماته في الجنوب وتعاونه مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، إضافة إلى العمل على تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية.
الجنوب: في الميدان الجنوبي، وتزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لفتح حزب الله حرب اسناد غزة وحماس في 8 تشرين 2023، زارت الناطقة الرسمية لـ”اليونيفيل” كانديس أرديل، المدرسة الرسمية في الناقورة بعد إعادة ترميمها والتي كانت تعرضت لأضرار جراء الحرب الأخيرة. وقالت ارديل: المدارس مفتاح المجتمع، والمجتمعات القوية مفتاح السلام. هذا ما نأمل أن نراه، عودة المجتمعات وعودة الناس إلى منازلهم في بيئة مستقرة وآمنة. واضافت ارديل ” لغاية الآن، ليس هناك أمن واستقرار كاملان على طول الخط الأزرق، لكن هذه بشرى أمل، وجود مجتمع ومدرسة كهذه حيث يتعلم الأولاد، وهم سعداء بعودتهم إلى منازلهم رغم الدمار الذي يرونه حولهم. ولكن هذا تطور إيجابي، وآمل أن نتمكن من البناء على ذلك لعودة المجتمعات على جانبي الخط الأزرق وضمان الاستقرار والأمن للمستقبل”.
شرم الشيخ.. تقدّم؟: اما في شرم الشيخ، فوصل ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مبعوثا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للانضمام إلى المحادثات الجارية بشأن غزة، والتي عقدت لليوم الثالث على التوالي اليوم، في ظل مؤشرات على تقدم نحو إنهاء الحرب المستمرة على القطاع. ومع اجتماع الوسيطين القطري والمصري مع وفد حماس ، أكّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم ان المفاوضات تسير بشكل إيجابي، وأن مصر تبذل جهوداً لم تتوقّف لإنهاء الحرب على غزة. وقال، في كلمة خلال حفل تخرّج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة، إن “مصر حريصة على التفاعل الإيجابي مع القضية الفلسطينية”، مشيداً بجهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مضيفا “أدعو ترامب لحضور توقيع اتّفاق غزة في مصر حال التوصل إليه”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.