نقلا عن المركزية –
عُقدت امس الثلثاء في فيينا، اجتماعاتُ لجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي، برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض. وتصدّرت جدولَ الأعمال عودةُ واشنطن الى الاتفاق الذي انسحبت منه ادارة دونالد ترامب، ورفعُ العقوبات عن إيران، وعودتها عن الإجراءات التي اتخذتها بخفض التزاماتها النووية.
في اعقاب المحادثات التي استضافتها النمسا، اشار كبير المفاوضين النوويين في إيران، الى ان الاجتماع المقبل مع القوى العالمية سيكون يوم الجمعة، في حين اوضحت الخارجية الايرانية ان حصل اتفاق على عقد اجتماعين موازيين للخبراء لإجراء مباحثات فنية حول رفع العقوبات والخطوات النووية. وافادت ان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يقود وفد بلاده في مفاوضات فيينا، أكد خلال الاجتماع أن رفع العقوبات الأميركية يمثّل “الخطوة الأكثر ضرورة” لتفعيل الاتفاق النووي. وشدد عراقجي خلال الاجتماع على “استعداد إيران لوقف خفض الالتزامات النووية وتنفيذ الاتفاق النووي بالكامل، بمجرد رفع العقوبات والتحقق من ذلك”. وفي طهران، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في إحاطة صحافية امس، إن بلاده تلقّت مقترحات عدة بشأن رفع العقوبات الأميركية عبر مجموعة “4+1” (الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا). وشدد ربيعي على ضرورة أن تعود واشنطن إلى الاتفاق النووي قبل طرح أي مقترح للتفاوض مع طهران، واستبعد في الوقت نفسه إجراء أي شكل من التفاوض بين الوفدين الإيراني والأميركي قريبا في فيينا.
في المقابل، وصفت الولايات المتحدة اجتماع النمسا بأنه خطوة إلى الأمام، لكنها لا تتوقع حدوث انفراجة سريعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، الاثنين، في ردّه على سؤال صحافي “لا نقلل من حجم التحديات ولا نتوقع انفراجات فورية، لأن هذه المناقشات ستكون صعبة كما هو متوقع، لكننا نعتقد أن المحادثات مع إيران عبر شركائنا خطوة صحيحة وخطوة إلى الأمام”، مستبعدا مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
امام هذا المشهد، تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، صحيح ان اي تقدّم لم يتحقّق، وصحيح ان ايران على شروطها وتطالب بـ”رفع العقوبات أوّلا دفعةَ واحدة لا على مراحل”، وأن واشنطن على موقفها “لتَعُد الجمهورية الاسلامية الى التزاماتها وفق الاتفاق النووي، كي نباشر في رفعٍ تدريجي للعقوبات”، وهو ما كرره ممثلها روبرت مالي في فيينا، الا ان ما جرى في النمسا امس لا يُمكن لاحد ان ينكر حجمَه ووزنه دبلوماسيا واستراتيجيا. فالمحادثاتُ التي حصلت للمرة الاولى بمشاركة واشنطن، انما تؤسس لمرحلة جديدة وتُعدّ الخطوة الاولى “الثابتة” فعلا، على درب اعادة احياء الاتفاق النووي وانضمام الولايات المتحدة من جديد اليه.
وبعد انطلاق المشوار، تتابع المصادر، لن تكون الرّحلة زهرية ولن نشهد فجأةً على سكوت للمدافع في المنطقة حيث لايران نفوذ سياسي وعسكري، بل ان التصلّب تارة والمرونة طورا سيطبعان الاجواء الاقليمية، الى حين التوصل الى تسوية شاملة تُرضي الولايات المتحدة ولا تغضب طهران، وهذه العملية قد تتطلب اشهرا لا اسابيع، ربما الى ما بعد اتضاح هوية الرئيس الايراني الجديد، كون عراقجي، القريب من الحرس الثوري، يميل الى عدم تقديم اي مكسب الى الرئيس حسن روحاني راهنا، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.