نقلا عن المركزية-
أصرت وزارة الخارجية الإيرانية على أن نشاطات إيران النووية سلمية وتتماشى مع الالتزامات الدولية، بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران وضعت آلية جديدة لتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في بيان إن “جميع البرامج والإجراءات النووية لجمهورية إيران الإسلامية تمتثل امتثالا كاملا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ولالتزامات إيران في إطار اتفاقية الضمانات، وتم تنفيذ هذه البرامج تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبإشعار مسبق”.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أبلغ في تقريره الأخير مطلع الاسبوع، الدولَ الأعضاء بأنّ طهران “توصلت إلى آلية تشغيلية جديدة من أجل إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة” في منشأة نطنز (وسط). واوضحت الوكالة الأممية أنّ الآلية الجديدة تقوم على استخدام “مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي” بدلا من مجموعة واحدة إذا ما استثنينا اختبارا أوليا لبضعة أيام أجري في نيسان، مضيفة أنّ طهران أطلقت بالفعل هذه الآلية.
وبحسب تقرير غروسي، أنتجت إيران مئتي غرام من اليورانيوم المعدني المخصّب بعدما كانت أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنّها بدأت إنتاج اليورانيوم المعدني لأغراض بحثية، وهو موضوع حسّاس لأنّ هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع السلاح النووي.
هذا التصعيد يأتي، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” غداة انتخاب ابراهيم رئيسي المتشدد رئيسا للجمهورية الاسلامية. صحيح ان التخصيب ارتفعت نسبته ايام سلفه الاصلاحي حسن روحاني، الا ان الاخير كان اكثر مرونة وانفتاحا وقد بدأت في اشهر ولايته الاخيرة، مفاوضاتُ فيينا.
الا انه واثر وصول رئيسي الى الحكم، انتهج الرجل خطا اكثر تصلبا. فالمفاوضات معلقة، والتوتر سيد الموقف ايرانيا، بالمباشر او عبر الاذرع، في البحر والبر، حيث تم استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عمان كما ان عمليات الحوثيين مستمرة ضد اهداف في السعودية، بالتزامن مع ضرب الفصائل المدعومة من ايران في العراق، القواتِ الدولية والاميركية العسكرية الموجودة في بلاد الرافدين، ومع عرقلة حزب الله وإن عبر حلفائه، الحل السياسي في لبنان، ومع عودة طبول الحرب لتقرع في غزة حيث السيطرة لحماس…
بحسب المصادر، زيادة التخصيب جزء من رفع السقف الايراني استعدادا للعودة الى طاولة فيينا. لكن هذه السياسة المتشددة اذا ما طال أمدها، واذا لم تلجمها ايران وتُظهر حسن نية، اقله في ملف من الملفات التي تتصلّب فيها، فإن ذلك سيرتد عليها سلبا، اذ ان الرغبة الاميركية بالمضي قدما في المفاوضات قد تتلاشى، لتعود ادارة جو بايدن الى رفع العصا الغليظة، في وجه القيادة الايرانية… هي مسألة وقت اذا، لا اكثر، والطابة في ملعب طهران، فهل تحسن الخيار لتجنّب اقتصادها وشعبها مأساة اضافية؟
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.