نقلا عن المركزية –
تتفشّى حال من التشاؤم في مختلف الاوساط السياسية، مقرونة بقلقٍ بالغ ممّا قد يَنحى إليه الوضع في الآتي من الايام، في ظل التسارع الرهيب في الانهيارات على كل المستويات، وفي مقدمها الانهيار المالي والنقدي الذي يتجلّى بالارتفاع الجنوني للدولار، والذي بدأ يطرق باب الـ10000 ليرة، وربما أكثر، على ما يؤكد لـ”الجمهورية” مرجع كبير بقوله: “لقد دخلنا في المجهول، وصار البلد عالقاً بين براثن شياطين يحاولون أن يجرّوه الى خراب ومَهلكة كارثية. طَيّروا البلد، طَيّروا الاقتصاد، والمال، والنقد، والأمن، والقضاء وكل شيء، وها هم يحاولون تَطيير الطائف، والله أعلم ماذا يخبئون بعد!! في وقتٍ يتعرّض فيه هذا البلد لأسوأ وأخطر محطات في تاريخه، بدءاً من كورونا، وصولاً الى الخطر الاسرائيلي التي بدأ يتفاقم مع الخروقات المتتالية للاجواء اللبنانية وصولاً الى العاصمة بيروت، ما يُنذِر بأنّ أمراً ما يُبَيّت للبنان، في موازاة مَلهاة بين مؤلفي الحكومة عنوانها الاساس التعطيل ورَهن بلدٍ بكاملة على اسم وزير او حقيبة وزارية، والسجالات المفتعلة ومحاولة شدّ العصب السياسي والطائفي”.
على ان الخطر على لبنان ليس من الداخل فقط بل من الخارج ايضاً، وفق ما تؤكد لـ”الجمهورية” مصادر ديبلوماسية، حيث قالت انها تشعر بخوفٍ عاجل وخوف آجِل. فالخوف العاجل مردّه الى انّ لبنان والمنطقة بأسرها دخلت في ما يمكن ان يسمّى أسبوع الاحتمالات الصعبة، وهو الاسبوع الفاصل عن موعد التسليم والتسلّم بين ادارة دونالد ترامب وادارة جو بادين، حيث انّ الخشية تتزايد من ان يُقدم ترامب على زرع لغم كبير امام ادارة بايدن في اي مكان في المنطقة يؤدي الى إشعالها.
امّا الخوف الآجل، كما تقول المصادر، فهو ممّا بعد 20 كانون الثاني، إذ انّ كل الاطراف الاقليمية والدولية دخلت مع الانتخابات الاميركية في ما يشبه حالة ترسيم حدود نفوذ كلّ منها، لِما بعد 20 كانون، وكل طرف يحاول ان يجمع أوراقه، من الروس الى الايرانيين الى الاسرائيليين، والتحشيد الخليجي، والمصالحات الخليجية وتحصين جبهة التطبيع. والمعلوم انّ مثل هذا الترسيم لا يتم عادة على البارد، بل على الساخن. والواضح انّ المنطقة امام مجموعة فتائِل يجري إشعالها، وهنا ينبعي الرصد الدقيق للصورة الايرانية. واكثر ما تتخوّف منه هذه المصادر الديبلوماسية هو ان يكون عنوان مرحلة ما بعد تسلّم ادارة بايدن الحكم في الولايات المتحدة الاميركية، عودة الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي قد يأخذ اشكالاً مختلفة، وخصوصاً في المنطقة، وتحديداً في سوريا وايران.
وتؤكد المصادر أنّ لبنان يقع ضمن هذه النقطة الساخنة، وفي وضعه الحالي الفاقد لكل اسباب الحصانة والمناعة، لن يكون اكثر من ورقة ترنّحها التطورات ذات اليمين وذات اليسار. وسيكون، بالتالي، أول وأكثر من سيدفع الثمن”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.