نقلا عن المركزية-
لا يبدو حزب الله راضيا بواقع عدم سيطرته على مفاصل الدولة كلّها. لا يعجبه بقاء ادارات وأجهزة معدودة، خارجة عن سطوته، والتزامها بالدساتير والقوانين والانظمة المرعية الاجراء، فقط، وعدم رضوخها لإرشادات الحزب أو سواه. القراءة هذه تجريها مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، انطلاقا من مواقف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، امس الاحد.
هو قال “الأميركان يؤثّرون في لبنان أمنياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً، وهم أقوياء في الدولة اللبنانية، ولديهم الكثير داخلها”، مضيفاً “حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، فسيشاهد اللبنانيون شيئاً آخر”. ووفقاً لصفي الدين فإنه “لم نخض هذه المعركة (مع الأميركي في أجهزة الدولة)، لأننا نعرف ما هي قدرة تحمّل لبنان، فأميركا عدوّ لا يقل عداوة عن إسرائيل”.
صحيح ان الرجل لم يسمّ المؤسسة العسكرية بالاسم، تضيف المصادر، الا ان ما لم يقله، تكفّلت الصحف الممانعة التي تدور في فلكه في قوله اليوم، وقد تصدّرت أولى صفحاتها، مقالات ومعلومات وتحاليل، الهدف منها تصوير الجيش والمؤسسات الامنية، منهارة وضعيفة، تعيش على “فتات” الدعم الدولي عموما والاميركي خصوصا، والا فإنها لن تستطيع الصمود طويلا امام الازمات المعيشية الضاغطة. وقد لمّحت الصحف الممانعة الى كون الاوكسيجين الذي تمدّ واشنطن الاجهزة به، يجعل الاخيرة خاضعة لها ولسياساتها واجنداتها…
هي حملة جديدة اذا يبدو الحزب سيشرع فيها في المرحلة المقبلة، وعنوانها : تدجين الجيش والا تخوينه! فبعد ان تمكنت الضاحية من فرض سيطرتها على كل شيء في لبنان، وعلى مراكز القرار الاساسية فيه، من الرئاسة الاولى الى البرلمان مرورا بالحكومة (التي أبصرت النور بتسوية فرنسية – ايرانية لطهران الباع الطولى فيها)، وصولا الى الاقتصاد حيث بات الحزب شريكا مضاربا في بيع المحروقات الايرانية في السوق اللبنانية في تجارةٍ لها ابعاد سياسية – استراتيجية اكثر من فوائد معيشية، وبينما يسعى الحزب الى تطويع القضاء عبر الترهيب والتهديد المباشر الذي تعرّض له المحقق في جريمة المرفأ القاضي طارق بيطار خير دليل، والى السيطرة على السياسة النقدية عبر مساعي ازاحة حاكم المركزي رياض سلامة وتعزيز نموذج القرض الحسن… يريد “رأس” الجيش، آخر معاقل الشرعية، العصي على الكسر وعلى “الضاحية”.
الحزب منذ فترة غير راض عن سلوكه، تتابع المصادر، الا انه في صدد تكثيف حملاته ضدّه ليتمكّن ربما من فرض سيطرته عليه، وهو من سابع المستحيلات بحسب المصادر، بينما ينتظر العالم من لبنان معالجة مسألة سلاح الحزب ربما عبر انخراطه في صفوف الجيش… هذا السلوك سنراه على الارجح يشتدّ في قابل الايام، الا اذا كان تهديد صفي الدين هذا، يريد منه ايصال رسالة “اوّلية” الى الجيش علّه يرتدع ، قبل ان يلجأ الى تنفيذ وعيده، فيشاهد اللبنانيون والعالم “شيئا آخر”!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.