نقلا عن المركزية –
ليست زيارة وفد حزب الله الى موسكو الاثنين المقبل الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة على الارجح، لكنها تتخذ بعدا اضافيا اليوم من زاوية توقيتها والمضمون، في ظل التطورات الاقليمية واللبنانية المتسارعة ودور الحزب المحوري فيهما، ان في السياسة او في الامن واستقراره.
ففيما دخلت موسكو اخيرا بقوة على ملف لبنان داعمة المبادرة الفرنسية لانقاذه، بحيث تكثفت حركة اللقاءات والزيارات بين مسؤولين وموفدين لبنانيين اليها، كما الاجتماعات التي عقدها وزير الخارجية سيرغي لافروف مع اكثر من مسؤول لا سيما الرئيس المكلف سعد الحريري في ابو ظبي مطلع الاسبوع، اضافة الى الاتصالات التي اجرتها مع ايران لسحب الغطاء عن العرقلة المتعمدة في التشكيل، تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ”المركزية” ان زيارة الحزب للعاصمة الروسية لا تقتصر على الملف اللبناني، على اهميته، خصوصا انها تعقب بأسبوع لقاء الحريري- بوغدانوف، بما تضمن من مواقف وما ورد في بيان وزارة الخارجية الروسية لجهة تشكيل الحكومة، والدور الذي يلعبه الحزب في هذا الملف ، انما تمتد الى اوسع من ذلك، خصوصا بعدما تبين ان الحزب يعمل على خط تسهيل التأليف ويدعم المبادرات والطروحات التي من شأنها تخفيض سقف الشروط وازالة المتاريس. تفيد المصادر، ان بيكار المباحثات الروسية مع حزب الله ستُفتح دائرته الى الحد الاقصى لتشمل دوره المتعدد الاوجه في دول المنطقة من سوريا الى العراق واليمن ووجوب وضع حدّ له، بعدما انعكست تداعياته بقوة على لبنان وباتت تهدد استقراره الهشّ. فالروس الذين تتقدم مصالهم في الشرق الاوسط سلم الاولويات يبدو باتوا في نهاية مسار تحجيم دور طهران الاقليمي واعادتها الى الداخل لا سيما في سوريا التي اصبحت في النقطة نفسها بالنسبة الى الطلاق السري الوشيك مع ايران والعودة الى الحضن العربي الذي يفتح لها ذراعه، ولئن بشروط قبلتها وتنفذها على مضض، بحسب المصادر التي تبدي تفاؤلا كبيرا في هذا المجال خصوصا في ضوء ما انتجته جولة وزير خارجية روسيا في المنطقة.
مسار قد يستلزم بعض الوقت، وفق المصادر، لكنه انطلق وهنا اهميته، اذ من شأنه ان يعيد خلط الاوراق في المنطقة وتحديدا في سوريا بعد نحو عشر سنوات على حرب استنزفت كل طاقاتها وهجرت سكانها في بقاع الارض، لترسي حلا سياسيا أُعدت ارضيته امنيا. هذا الجو ستضع فيه موسكو وفد حزب الله حينما يزورها الاثنين، ليعيد بدوره في ضوئه ترتيب اولوياته ويستعد للعودة الى لبنان. عودة لا بدّ ستقابل بإيجابية من جميع اللبنانيين، بمن فيهم جمهور الحزب، لتعيد اليه وهجا افتقده حين انخرط في حروب الخارج ويحتاجه بشدة في المرحلة المقبلة التي تستوجب انخراطا كاملا في السياسة بعيدا من الامن، المرجح انه سينحو في اتجاه جديد في ظل رياح التغيير المقبلة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.