نقلا عن المركزية –
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن ما نعيشه ليس قدرا او مخططات دولية ضد لبنان بل نتيجة أفعال الأكثرية التي تحكمت بالسلطة وتقاسمت مغانمها وأردف: “توزيع المشاركة على المكونات في النظام السياسي اللبناني لطمأنتها وحماية الأقليات تحول الى محاصصة لمنافع شخصية وصفقات وسوء استعمال للسلطة عند الأكثرية الحاكمة واليوم ندفع كللبنانيين فاتورة ذلك”.
وفي مقابلة عبر “صوت كل لبنان”، أشار حاصباني الى انه “منذ العام 2019 حتى اليوم لم تقم السلطة الحاكمة بأي خطوات جدية للحد من واقع الصدمة والسقوط أو للبدء بتطبيق الحلول”، مذكّراً أنها “اكتفت بإستخدام الاحتياطات التي كانت موجودة في مصرف لبنان حينها وهي قرابة 33 مليار دولار الى ان وصلت اليوم الى الاحتياط الإلزامي للمصارف و15 ملياراً، وهي أموال الناس المحجوزة وحجر الزاوية للتعافي في المستقبل”.
يجب عدم إنتظار مساعدة من الخارج لتغيير واقعنا
كما إعتبر أن “البديل هو نزع هذه السلطة من مكانها عبر الطرق الديمقراطية وأولها الانتخابات النيابية وهي المكان الصحيح لترجمة ارادة الشعب”، مشدداً على أن كل يوم تأخير عن اجراء الانتخابات يتطلب 10 ايام للتعويض عن خسائره.
أضاف: “يجب الا ننتظر مساعدة من الخارج حتى نغير واقعنا وعندما تكون ارادة الشعب موجودة يبدأ التغيير الذي يعيد لبنان الى موقعه في العلاقات الدولية السليمة”.
الاستمرار بالدعم شراء للوقت لتعويم نفسهم
كذلك، رأى حاصباني أن “الاستمرار بالدعم هو شراء للوقت من قبل اهل السلطة لتعويم نفسهم وتأجيل الانفجار الشعبي وتخدير الناس وايهامهم انهم يبلورون حلولاً” وأردف: “لكن الأموال استنفدت وهم يريدون الاستمرار بالقوة، من الاحتياط الإلزامي”.
من جهة أخرى، إعتبر أننا “اصبحنا بمصاف الدول الفاشلة، لذا كي نعود دولة حقيقية ناجحة يجب ان نستعيد اولاً سيادتنا فلا يقرر احدهم متى يشاء جر البلد الى حروب او تحديد السياسة الخارجية او ادخال وإخراج ما يريد من دون حسيب او رقيب عبر الحدود”.
تابع: “كما يجب ثانياً اعادة مقومات البلد الاساسية من توفير الكهرباء والماء والطبابة والبنى التحتية الاساسية وكذلك اعادة تكوين الكتل النقدية وخلق مناخات لتدفق الاموال من الخارج. وثالثاً فك العزلة التي اقحمنا بها جراء فقدان السيادة ووجود دويلة داخل الدولة تخلق عداوات مع اصدقاء لبنان”.
بواخر النفط الايرانية اعلان مبكر لفيديرالية حزب الله
رداً على سؤال، أجاب حاصباني: “على قدر الوعود ببواخر النفط الايرانية ستأتي الخيبة. في حال وصل النفط الايراني الى لبنان مباشرة سيرتب عليه عقوبات وإن ادخل عبر سوريا تهريبا ستستفيد منه بعض مجموعات معينة مؤقتا ولن يكون حلا للازمة او بالكمية المطلوبة باستمرار. رمزيته اكثر من فعله وسيكون نوعا من الاعلان المبكر لفيديرالية حزب الله في لبنان، وكأن الحل هو مقاربة الشطارة حول من يستطيع ان يوحي بالقيام بدور الدولة بدل العمل على بناء الدولة لجميع اللبنانيين”.
كما شدّد على ان “شراء الوقت بايهام الناس ان ثمة حلاً يتبلور هو لتخدير الناس لأنهم لا يعملون على حلول مستدامة”، مضيفاً: “نسمع كلاماً من اهل السلطة غير مدروس وغير مسؤول، والاكاذيب التي يطرحونها عبر بروبغندا كبيرة في الدواء والغذاء والمحروقات تضع الناس في مواجهة بعضها البعض وتلهيهم وتشغل الإعلام عن القضايا الحقيقية والمتسبب الأساسي بالكارثة. انهم يزيدون من منسوب الاستزلام والتفرقة بين اللبنانيين والتفكك الاجتماعي والوطني”.
تشكيل الحكومة في ايلول يعني الدخول في مرحلة الانتخابات
إعتبر حاصباني أن الحلول ليست صعبة ولا خفية عن الناس وتحتاج إلى قرار سياسي فقط لا غير مضيفاً: “أعتقد ان تشكيل الحكومة إيجابي لناحية وقعها على الناس. لكن كل يوم تأخير يحدّ من فعاليتها وكذلك أسلوب التشكيل القائم على تقاسم الحقائب”.
تابع: “ما زالوا يوزعون بوقاحة الحصص بين الاطراف السياسية ويطعّمونها ببعض الاخصائيين الذين لن يستطيعوا القيام بشيء في هذه الأجواء. رأينا عددا من الوزراء الحاليين الذين ارتادوا خيم الثورة قبل تعيينهم وتغيروا بعد ان اصبحوا وزراء. تكشيل الحكومة في ايلول يعني الدخول في مهلة الاشهر الستة قبل الانتخابات ما يعني انها ستكون حكومة اجراء انتخابات ان استطاعت تحقيق ذلك. سقف انجازها قد يكون بطاقة تمويلية وربما قد تستفيد قليلا من مساعدات صندوق النقد وهذا بمتناول حكومة تصريف الأعمال”.
ختم حاصباني: “يبدو ان الاتجاه من قبل السلطة القائمة هو لهدر المبلغ المخصص من صندوق النقد للبنان على الدعم، والاجدى صرف هذه الاموال مباشرة للناس عبر البطاقة التمويلية المضبوطة تحت مراقبة مستقلة دولية بعيداً عن اي زبائنية او هدر”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.