نقلا عن المركزية –
حتى لحظة انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية قبل ظهر الخميس المقبل، استنادا الى دعوة رسمية وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، او حتى لحظة اعلان النتيجة، يبقى قائد الجيش العماد جوزف عون موظفاً في الدولة اللبنانية ينفذ سياسة الحكومة لا أكثر.
انتُخِب او لم يُنتخَب، هو لم يرشح نفسه للرئاسة ولا تصرف يوما على هذا الاساس. في مكتبه في وزارة الدفاع يعقد لقاءاته، ويُسيّر شؤون المؤسسة العسكرية كما خلال السنوات الثماني منذ تولى المنصب. لا يتدخل في السياسة الا إن مَست بوظيفة الجيش، ويرفض الانجرار الى المهاترات والاخذ والرد ومحاولات جره الى دهاليز يسعى بعض اهل السياسة الى اقحامه فيها لإيقاعه. يستقبل النواب من كل الكتل والشخصيات من مختلف الانتماءات السياسية، من حزب الله الى القوات اللبنانية ويعامل الجميع سواسية ، موقفه واحد، الا مع من يُضر بالوطن ومصلحة المؤسسة.
لم يبادر يوما الى زيارة هذا الزعيم او ذاك، ولا سعى الى استرضاء أحد من السياسيين. طُرح اسمه كمرشح رئاسي من قوى سياسية عدة في مقدمهم القوات اللبنانية، حينما اعلن رئيسها سمير جعجع منذ نحو عامين ان جوزف عون من بين المرشحين الجديين، وكان يكرر ذلك على مسامع زواره. هو الاكثر قبولاً دولياً ، شأن يعزز حظوظه من جهة ويسهم في نهضة لبنان، في ظل الحاجة الماسّة الى المساعدات الخارجية من عربية وغربية لإعادة اعمار ما هدمته اسرائيل في حربها ضد حزب الله، وانتعاش الاقتصاد وبناء الدولة المنهارة على الصعد كافة.
تقول مصادر سياسية مطّلعة على اجواء قائد الجيش وتدفع في اتجاه انتخابه لثقتها به ، ان تجربته المُشرِّفة في المؤسسة العسكرية على مدى 8 سنوات، حيث لم يخطئ يوما وتمكن من انقاذها ومنع تفتتها بفعل سياسته الحكيمة في ادق اللحظات حساسية منذ ثورة 17 تشرين، حينما نأى بالجيش عن الانقسام وعزز اجواء الوحدة الوطنية وغلّبها على الطائفية، الى تأمين الدعم المادي والعيني من دول صديقة إبان الازمة المالية التي عصفت بالبلاد، التجربة هذه، الى جانب تمسكه بتطبيق القوانين ، تشكل انموذجا لمشروع القائد الرئاسي او بالاحرى رؤيته لادارة الدولة، إن انتخب رئيساً ، ذلك ان مهمة الرئيس تتلخص بخلق مناخ مؤات في البلاد لتأمين الانتظام العام بين المؤسسات وتعاون السلطات وتوفير الاستقرار والامن وفتح شبكة علاقات مع الخارج وتفعيل عمل الحكومة الواجب ان تقدم مشروعها كسلطة تنفيذية.
هذا دور رئيس الجمهورية ومهمته، تؤكد المصادر لـ”المركزية”، ولا يحملنّه احد ادوارا ليست منوطة به او يطلب منه مشاريع. رؤية قائد الجيش لادارة البلاد واضحة وجليّة اختبرها اللبنانيون طيلة وجوده على رأس المؤسسة العسكرية ، ولن يحيد عنها في اي موقع كان. ولمن يطلب المزيد ، تحيله المصادر الى تجربة الحرب الاخيرة وكيفية تعاطي الجيش وقائده معها، وبعدها في تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، و”اللبيب من الاشارة يفهم”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.