نقلا عن المركزية –
تتزايد المخاوف مع كل يوم يمر على مستقبل لبنان، فالجبهة الجنوبية تشتعل والمواجهة بين اسرائيل وحزب الله تتصاعد منبئة بسيناريوهات سيئة قد تجر لبنان الى حرب أوسع. أما على الجبهة الداخلية فالملف الرئاسي وضع على نار حامية، من خلال المبادرات المحلية والدولية، وآخرها مبادرة “اللقاء الديمقراطي”. كل ذلك، وسط شلل في المؤسسات وازمة اقتصادية مستفحلة. فهل من بصيص أمل؟
النائب بلال الحشيمي يعرب عن اعتقاده بأن “المبادرات المحلية لن تؤدي الى إنتاج رئيس”، مستطرداً: “إذا كانت اللجنة “الخماسية” نفسها لم تستطع تسجيل خرق، خاصة وان الدول المشتركة فيها من الدول الفاعلة، أكان مصر ام قطر ام السعودية ام الولايات المتحدة ام فرنسا. كما ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان نفسه كان قد زار لبنان في وقت سابق وطلب من النواب الرد على بعض الاسئلة وتسلّم الإجابات، وعاد وجاء مرة أخرى الاسبوع الماضي ولم يخرج بنتيجة ايضا”.
ويعتبر الحشيمي ان “موضوع الرئاسة مستبعد لأن الاشكالية واضحة، فالثنائي يعتبر ان من حقه تقديم مرشحه، ونحن نعتبر ان هذا من حقه أيضاً لكن ما ليس من حقه هو إقفال المجلس. لذلك، إذا أردنا فعلاً انتخاب رئيس علينا ان نرى أي تكمن المشكلة، وهي في تعطيل العملية الدستورية وإغلاق المجلس بحجة أننا سنجلس اولاً في حوار او نقاش كي نصل الى نتيجة نتفق خلالها على مواصفات الرئيس او على الرئيس نفسه. من جهتنا، من الواضح ان حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يضعان مرشحهما معتبرين أنه مرشح جدي ولن يتخليا عنه، لذلك ما زالت الامور معقدة”.
ويضيف: “اي فريق يقوم بمبادرة سيسأل حزب الله والرئيس بري عن مرشحهما. لنكن واضحين بأننا نريد رئيساً، لكن لن نسير برئيس وفق خصائص يختارها الفريق الآخر لأن من شأن ذلك ان يؤدي الى خراب البلد. لقد عاينا ما حصل من العام 2016 الى 2022، وكيف حصل التعطيل وانتهت علاقاتنا مع الدول الاجنبية. ولذلك نقول بأن في امكاننا الجلوس والتحدث معاً والتشاور بأننا نحتاج الى رئيس يعيد انتظام عمل الدولة ويعيد علاقات لبنان الخارجية خاصة العربية، كي نتمكن من انقاذ البلد”.
ويتابع الحشيمي: “نعلم بأن هناك معاناة وإشكالية من الناحية السياسية والاقتصادية والامنية ومشكلة النزوح السوري… لكن هذا الامر لا يمكن حلّه من دون رئيس ينظم الامور بحيث يتعاطى مع حكومة فاعلة يمكنها ان تتولى هذا الامر. فمن الملاحظ اننا ما زلنا نراوح مكاننا منذ سنوات ولم يتبدّل اي امر، ولم يُسجَّل أي خرق حتى مع المبادرات الناشطة. نحصر المشكلة في الحوار او التشاور، لكننا بهذه الطريقة كمن يوجّه البوصلة الى مكان آخر، وليس نحو الامر الاساسي. المشكلة الاساسية معروفة، اذا اردنا القيام بمبادرة علينا ان نرى الحزب هل سيقتنع بما نقوله؟ لأننا صراحة غير مقتنعين بايصال رئيس يحفظ ظهر المقاومة ويحمي سلاح حزب الله، بل نقول بأن علينا المحافظة على الجيش وتقويته كي يستلم زمام الامور وان يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وليس ان يقرر طرف واحد مصير البلد ويأخذه الى امور لم يعد باستطاعته تحملها. ما حصل لم يؤثر على الجنوب فقط بل على لبنان ككل. نحن مشتركون في هذا البلد وموجودون فيه ولا يمكننا ان نكون غطاء لعمل غير مقتنعين به. ما يحصل في الجنوب لا يعطي نتيجة، ولا يزايدن أحد علينا في القضية الفلسطينية لأنها قضية الجميع. لذلك استبعد حصول خرق حالياً. فوزير الخارجية الايرانية بالإنابة علي باقري كني لم تمضِ أيام على تسلمه منصبه حتى زار بيروت. أصبحت الامور واضحة وكأنه يوجه رسالة بأن لبنان عاصمة من العواصم التي استولت عليها ايران للمحافظة على مصالحها السياسية والاقليمية”.
هل سيكون لبنان طبقا رئيسيا على طاولة الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون خلال القمة التي ستجمعها في 8 الجاري، يجيب الحشيمي: “الموضوع الاساسي سيكون وقف الحرب في غزة، وتطبيق القرار 1701 في جنوب لبنان. نلاحظ ان الجميع بدأ يطالب بالـ1701، والبعض يقول بأن القرار خرج من دارته، في حين أنهم في السابق ألقوا اللوم على الرئيس فؤاد السنيورة واعتبروه خائنا لأنه شارك في وضعه ووافق عليه. نعم كلنا مع القرار 1701 والرئيس السنيورة كان واضحاً عندما وافق على القرار لكنه طلب من الجميع التوقيع عليه كي لا يتم تحميله المسؤولية منفرداً في وقت لاحق. لكن للأسف هذا ما حصل، لاموه واليوم يطالبون به”.
ويضيف: “لكن هل ما زال بإمكاننا تطبيقه؟ هل اسرائيل تقبل بتطبيقه؟ الموفد الاميركي آموس هوكشتاين كان واضحا عندما قال بأن لبنان لم يطبقه لأن حزب الله لم يسلم سلاحه الثقيل الى الدولة اللبنانية. كل الدول تعلم ان اسرائيل لن تطبق اي قرار أممي، هذا واضح. فإذا كانت لا ترد على احد، ونرى يومياً الإبادة التي تحصل في غزة والقتل والتهجير.. ولا ترد. هل ستقبل اليوم بتطبيق الـ1701؟ بالطبع لا. أعتقد أننا اليوم سنعتمد على الخطط التي وضعها الموفدون والتي تحدثت عن انسحاب اسرائيل الى ما وراء الليطاني 10 كلم ودخول الجيش الى المناطق وتثبيت وقف إطلاق النار وعودة النازحين من الطرفين، لكن كل هذا على حساب لبنان وليس على حساب اسرائيل. أليس المطلوب منها أيضاً عدم انتهاك الاجواء اللبنانية والأجواء البرية واستباحة لبنان بكل مناطقه. هذا كله غير مطبق اليوم”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.