نقلا عن المركزية –
حمل تيمور جنبلاط مشعل “الحزب التقدمي الاشتراكي” مكمّلا مسيرة بدأها جدّه كمال ووالده وليد من بعده. وكثُرت التساؤلات حول ما إذا كان تيمور سيتخذ خطاً سياسياً خاصاً به أم أنه سيحافظ على ما بناه الحزب حتى اليوم خاصة لجهة التحالفات.
إلا أن الشهر الأول لتسلّمه زمام الأمور كان كفيلاً بتوضيح الصورة حيث حرص تيمور على حسم تموضعه تجنباً لأي تأويل. فقد استهل تحركه بعد تسلمه مقاليد الحزب بزيارة إلى معراب ولقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعدد من النواب من الجانبين واستكمل البحث حول مأدبة عشاء.
اراد تيمور ان يؤكد بخطوته هذه التمسك بالمصالحة الوطنية في الجبل التي رعاها البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، كما الاستمرار في الخط السيادي الذي كرسته قوى 14 اذار.
وبعد معراب كانت زيارة لتيمور ووالده الى السفارة السعودية حيث اقام السفير وليد البخاري مأدبة عشاء حضرها جنبلاط والوفد المرافق حرص خلالها على تأكيد تموضعه في المحور السعودي الغربي وليس الايراني. فأين يتموضع الحزب “الاشتراكي” مع تيمور؟
عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” ان “الحزب الاشتراكي، كما اللقاء الديمقراطي أيضاً، مستمر بتحمل مسؤولياته الوطنية، بدوره في صياغة التوافقات الوطنية، بتاريخه بمدّ جذور بين القوى السياسية، وبانفتاحه على الجميع دون التفريط بالثوابت الوطنية ألا وهي عروبة لبنان واتفاق الطائف والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية وسيادة واستقلال لبنان. كل هذه الامور لا أتصور ستتغير مع استلام تيمور رئاسة الحزب. ما قد يتغير ربما هو الأداء والدينامية واعطاء دور أكبر للشباب وربما للحداثة والتطور ومواكبة حاجات الشباب خاصة والعنصر النسائي، هذه واضحة. لكن الثوابت التاريخية لا أتصور أنها تتغير، لأن لها علاقة بتأسيس الحزب وفكره ومنطلقاته”.
ويشير عبدالله الى ان “الحركة التي قام بها تيمور باتجاه القوى السياسية أمر طبيعي وسيستمر، ويدخل في إطار التأكيد على التواصل مع القوى السياسية الاساسية في موضوع تقريب وجهات النظر. فقد زار ليس فقط جعجع وبخاري بل أيضاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كما استقبلنا في مركز الحزب وفدا من “التيار الوطني الحر”، ووفودا أخرى كثيرة واللقاءات ستستمر. نحن في حالة تفاعل وطني مع كل القوى السياسية”.
وعن تأكيد تيمور على مصالحة الجبل في معراب، يجيب: ” هذا الموضوع ثابت منذ يوم زيارة البطريرك صفير وعقد المصالحة في الجبل. هذا عنواننا الاساسي لكل الانتخابات النيابية التي جرت في الجبل والتي تحالفنا فيها مع “القوات”. نحن والقوات نعتبر ان العيش الواحد والحفاظ على المصالحة، بعد حرب أهلية قاسية على الفريقين، يرتقي فوق كل التمايزات السياسية التي قد تكون بيننا في هذا الملف او ذاك. لذلك التأكيد عليها في كل لقاء واجتماع امر طبيعي لأننا نعتبر ان الظرف السياسي يتغير والتكتيك السياسي أيضاً لكن العيش الواحد والاستقرار وعودة أهلنا جميعاً الى الجبل والحفاظ على أبناء الجبل بما يثبت الناس في أرضها ليس له علاقة مباشرة بهذا الاستحقاق او نواب الحاكم او القانون الفلاني… ومن ثم في الترشيحات لرئاسة الجمهورية كنا في الموقف نفسه وكلانا صوت لميشال معوض ولجهاد أزعور الذي كنا من أول من رشحه للرئاسة”.
ويضيف: “هناك ثوابت سياسية كبيرة تحكم واقع الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي على رأسها المصالحة وعروبة لبنان واتفاق الطائف والعدالة الاجتماعية والاسراع في انتخاب رئيس – وهذا كان كلام تيمور بعد لقائه الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وليس انتظار ايلول او غيره – وعدم الذهاب بمرشح التحدي وتثبيت التوافق والذهاب نحو الحوار الداخلي والانقاذ والتغيير والاصلاح… عناوين مستمرين في المحافظة عليها”.
ويتابع عبدالله: “قد يقال ان تيمور سيتعاطى مع هذه الملفات بحيوية واندفاع وزخم، هذا الامر صحيح. وكل فريق عمله وقيادة الحزب الاشتراكي واللقاء الديمقراطي معه حكما كما كنا مع الرئيس وليد جنبلاط. ربما لأن حجم الأزمة اتسع والمأزق السياسي أصبح أكبر وعوز الناس والانكشاف الصحي والتربوي تفاقم، سيبادر تيمور أكثر مع القيادة واللقاء الديمقراطي لتفعيل حركة التواصل والانفتاح بشكل أوسع نحو الجميع انما ضمن الثوابت نفسها”.
وعن زيارة بخاري، يجيب: “نحن في الخط الوطني ومع العربية السعودية ومع العمق العربي للبنان لأن هذا تاريخ الحزب وليس بالامر الجديد. ونعتبر ان الخليج لم يقصّر مع لبنان بكل أزماته منذ نشأته حتى اليوم، وكان عمقه العربي والخليجي الى جانبه. بالطبع لن يتغير وهذا تثبيت لعمقنا العربي كحزب اشتراكي”.
ماذا عن الحوار والرئاسة، يجيب عبدالله: “الموفد الفرنسي جان ايف لودريان يتحدث عن طاولة عصف أفكار وليس طاولة حوار، لا أعرف ماذا يقصد وكيف ستركب، لكن في جميع الاحوال نحن مع اي حوار غير مشروط، ومع اي حوار ثنائيا كان او ثلاثيا او جامعا ليس لدينا اي مشكلة”. وسأل: ” ان نتحاور عبر لودريان افضل ام مع بعضنا البعض؟ لن نستسلم تجاه هذا الموضوع وبأن نكون جسر عبور للحوار والافكار والانفتاح بين جميع القوى السياسية. لدينا هاجس واحد هو حرصنا على لبنان وعلى وحدته والعيش الواحد فيه واتفاق الطائف وكرامة المواطن ومحاربة الهجرة المستمرة. هذا الهاجس يحكم أداءنا السياسي وسيستمر”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.