نقلا عن المركزية –
المركزية- تطوي سنة 2020 المشؤومة بكل المقاييس آخر اوراقها غدا من دون ان تقفل ايا من الازمات التي فتحتها في سجلات عذابات اللبنانيين ومعاناتهم المتفاقمة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وسط تعاظم المخاوف من ان تبلغ الامن. سنة شؤم وبؤس لم يشهدوا لها مثيلا حتى في احلك الظروف ايام الحرب الاهلية البغيضة، حينما كان الامل والرجاء بغد افضل ما زال قائما، خلافا لحال اليوم حيث لم يعد لهما من مكان في ظل انعدام افق الحلول كما رغبة المنظومة الحاكمة بفك ارتباط لبنان بصراعات الاقليم التي تزيد انغماسه في وحول التخبط بها ولا من يسأل او يحاسب.
وكما في السياسة كذلك في الصحة، مع استشراس جائحة كورونا وفتكها باللبنانيين قارعة جرس الانذار من سيناريو ايطالي لا قدرة للبلد المنهار المشلّع على تحمله.
اما المشهد الحكومي فيبدو متجها الى مزيد من التعقيد. وغداة اشتعال جبهة المستقبل – الاشتراكي، سُجّل اليوم توجّه لدى فريق 8 آذار نحو تصعيد في شروطه للتشكيل. فبعيد زيارة رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال أرسلان، قصر بعبدا ولقائه الرئيس عون، قال ارسلان ” ابلغنا فخامة الرئيس نظرتنا لمقاربة الموضوع الحكومي الذي يتم التداول به، ورفضنا المطلق تحت أي عذر او حجة غير مقنعة بحكومة الـ18، التي تعني اجحافا وظلما وتعديا على حقوق طائفة أساسية في لبنان، ساهمت بشكل أساسي في تأسيس هذا الكيان والوصول الى استقلال هذا البلد. من هنا لا يجوز تحت أي اعتبار او ظرف او عذر ان يتم التعاطي مع الطائفة الدرزية بخلفية الانتقاص من حقوقها لاكتساب مصالح خاصة للبعض على حساب المصلحة الوطنية العامة، وذلك انطلاقا من قناعتنا بأن هذا البلد هو بلد التنوع والعيش الواحد والمشترك، وله خصوصية حيث لا احد يستطيع ان يلغي أحدا فيه. وكل المقاربات التي حاول البعض مقاربتها بموضوع الحكومة هي مغلوطة، وكأن المطلوب هو استهداف معين للطائفة الدرزية”. وتابع: “للايضاح أقول انه عندما انطلق الرئيس المكلف بمقاربة الحكومة فإنه بدأ بحكومة 14، وصعد الى حكومة 18 متجاوزا حكومة ال16، لأنه في حكومة الـ16 يتم انصاف الدروز في التمثيل، ومن 18 الى 20 يتم انصاف الدروز في التمثيل على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات. لكننا رأينا أن الوضع ذاهب باتجاه تجاهل كامل لهذا الموضوع، فأحببنا اليوم ان نبلغ فخامة الرئيس بشكل مباشر هذا الموقف.”
تعويل على الراعي: وسط هذه الاجواء التي لا توحي بحلحلة قريبة، بل على العكس، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال بعد اللقاء عن الوساطة التي يقوم بها مع البطريرك والرئيس الفرنسي ومدى إمكانية نجاحها، “كما قال غبطته، دائما هناك أمل ورجاء، والحركة هي دائما دليل بركة، وغبطته يقوم بالدور الأكبر في هذا الاطار ونحن نعول على ما يقوم به للوصول بالأمور الى خواتيمها السعيدة”. وعن احتمال الانهيار الأمني في ظل الانهيار السياسي والاجتماعي قال ابراهيم: “الأمن الى حد بعيد مضبوط، صحيح أنه يتأثر بالسياسة إنما نحن كأجهزة وعلى رأسنا الجيش اللبناني نعمل على ضبط الأمن بصورة تامة، ولكن من المؤكد أن الوضع الاجتماعي الضاغط لا بد أن ينعكس على الأمن في بعض التفلتات، ولكنني لا أرى أن الأمر سيصل الى مرحلة الفلتان”.
حفاظ على الدستور: وكان الراعي اعتبر بعد ظهر أمس في كلمة القاها في قاعة “مسرح نديم خلف” للراهبات الأنطونيات – روميه ، ان ثمة “ضرورة ايجاد رفاق طريق لنمشي معا بإخلاص للحفاظ على بيتنا المشترك لبنان، وهذا ما تحدث عنه البطريرك الحويك عندما قال سنة 1919 في مؤتمر فرساي: في لبنان طائفة واحدة اسمها لبنان وبقية الطوائف تشكل النسيج الاجتماعي”، مضيفا “هذا هو بيتنا الذي علينا الحفاظ عليه بعد ان تشرذم وتقطع وانعدمت فيه الوحدة. نحن بحاجة الى رفاق درب. واليوم مع 8 ثانويات للراهبات الأنطونيات مثلوا القوة الجبارة من كل المناطق اللبنانية وهذا يغير المجتمع ان عرفنا عن حق أهمية تربيتنا وعملنا. إنهم رفاق الدرب للحفاظ على بيتنا المشترك هذه الدولة المدنية التي نريد استعادتها، فلبنان دولة مدنية منذ تأسيسه لأنه يفصل بين الدين والدولة وهذا ما يميزه في محيطه ولكن هذه الدولة شوهت وجعلت دولة طوائف ودولة مذاهب ودولة احزاب. نحن بحاجة الى رفاق درب يستكملون تحرير الممارسة السياسية الطائفية والمذهبية ويحافظون على الدستور والميثاق ويحترمون التنوع. لبنان يختلف عن كل مناطق الشرق بتنوعه في وحدته. لا يمكننا ان نكون حزبا واحدا او لونا واحدا او رأيا واحدا او طائفة واحدة”.
للاسراع في التشكيل: من جانبه، دعا البطريرك يوحنا العاشر إلى الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية وتذليل كافة الصعوبات التي تعرقل ذلك. وخلال اتصال معايدة أجراه مع الرئيس ميشال عون لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، تمنى الاستقرار للبنان وأن يحمل العام الجديد الخير للبنان وللشرق وللعالم أجمع.
صوان يسلّم: قضائيا، سلّم المحقق العدلي القاضي فادي صوان محكمة التمييز ملف المرفأ كاملا والاخيرة بدأت دراسته. وافيد ان محكمة التمييز الجزائية كانت أرسلت إلى صوان كتاباً تأكيدياً للحصول على ملف تحقيقات إنفجار المرفأ بعد تمنعه عن تزويدها بالملف.
تسخير القضاء: وليس بعيدا، قال أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن “يبدو ان فريق التضليل والتعطيل في الغرف السوداء هاله قول الحقيقة في محاولة تسخير بعض القضاء لحساباته السياسية فأوعز لبعضهم تقديم شكوى قضائية ضدنا وضد قناة الجديد ظناً منهم انهم يستطيعون إسكات الاعلام الحر وإسكات من آمن بالحق والحقيقة ومن دافع ويدافع عن استقلالية القضاء والمظلومين وعن المال العام”. واضاف “لهؤلاء نقول : لن نأبه لأساليبكم وكيدكم ولرئيسة هيئة القضايا المحترمة نقول اين كنتم في متابعة ملف نيترات الامونيوم؟ فأدى تقصيركم الى الجريمة الوطنية الكبرى في انفجار المرفأ، وعلى ماذا استندتم عندما وجهتم الاتهام لموظفي وزارة المهجرين في دعوى الاثراء غير المشروع؟ واذا كان ما تقولونه عن عدم ارتباطكم السياسي بوزير القصر فهل انتم على استعداد لإبراز ما يثبت عدم وجود الاتصالات والرسائل بينكم وبين من يوجه ويفبرك الملفات؟ ندعو القضاء الذي نحترم ونجل لكشف المستور ووضع حد للغرفة السوداء وكل التضامن مع قناة الجديد ومع الإعلامية الجريئة سمر أبو خليل” .
أين ترشيد الدعم؟: في الاثناء، وفيما احتياطي “المركزي” يستنفد ويشارف على النضوب، نشر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر “تويتر” فيديو لعمليات تهريب، أرفقه بالتعليق الآتي: “طريق اللبوة نحو سوريا خمسون شاحنة مازوت في النهار مع مواد غذائية.أين أصبح ترشيد الدعم”؟
لا تهريب: غير ان مصادر امنية اكدت لـ”المركزية” ان الفيديو المنشور على انه لشاحنات تهرب المازوت الى خارج الحدود اللبنانية غير دقيق . وأوضحت ان ما ظهر في الفيديو هو عبارة عن شاحنات تنقل مازوتا على حاجز حربتا حيث حدد الجيش اللبناني ثلاثة ايام في الاسبوع لمرورها الى القرى اللبنانية الواقعة خلف هذه المنطقة هي الاثنين والاربعاء والجمعة، بهدف التأكد من اوراقها والفواتير الواجب توافرها واحترام الاجراءات القانونية والتقنية كافة في اطار مكافحة التهريب. وتبعا لذلك، فإن الشاحنات الكثيرة الظاهرة في الفيديو لا تتجه الى سوريا كما اورد جنبلاط انما الى قرى لبنانية وهي تجمعت بكثرة لتنطلق دفعة واحدة بسبب وصولها في الايام غير المسموح فيها العبور على الحاجز واضطرارها للانتظار لليوم التالي لتخضع للتفتيش والتأكد من استيفائها الشروط المطلوبة.
نداء طبي: صحيا، عداد كورونا يواصل التحليق. وللغاية، طالب نقيب الاطباء شرف ابو شرف باقفال النوادي الليلية والمطاعم التي لا تتقيد بالاجراءات المطلوبة معتبرا انه “ليس هناك اي إمكانية لاستيعاب عدد الإصابات بكورونا وتجربة عيد الميلاد لم تكن جيدة.” وقال ان “الازمة لن تدوم”، مطالبا برفع قيمة المعاينة وتأمين الحماية الاجتماعية بعد التقاعد.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.