نقلا عن المركزية –
وصف الباحث في الشؤون العسكرية الاستراتيجية العميد الركن المتقاعد فادي داود في حديث إلى «الأنباء»، لبنان بـ «المرآة التي تعكس صورة الشرق الأوسط على أراضيه. ومن يحسن بالتالي قراءة الوضع اللبناني، يدرك ما في المنطقة برمتها من مشاكل وأزمات وتطورات. فمشاكل لبنان بدءا بحرب الجنوب، مرورا بالانتخابات الرئاسية، وصولا إلى أصغر تفصيل خلافي بين القوى السياسية، لا تبدأ بالأراضي اللبنانية، انما هي ترجمة عملية للاحتقانات والتوترات الإقليمية».
وأكد داود (قائد عملية «فجر الجرود» لتحرير السلسلة الشرقية من الإرهابيين في 2017)، «ان الاشتباكات العسكرية في جنوب لبنان لاتزال حتى تاريخه وعلى رغم تصاعد حدتها ودمويتها، تخضع لضوابط أميركية – إيرانية مشتركة، بدليل ان حزب الله الذي يملك صواريخ شبه باليستية بأعداد كبيرة، إضافة إلى امتلاكه صواريخ ذكية ومسيرات ذات تقنيات متقدمة، لا يزال حتى الساعة يتعامل مع التطورات الميدانية بالأسلحة التقليدية، تقيدا منه بقواعد الاشتباك والضوابط المرسومة سلفا بتوقيع أميركي – إيراني، وعلى إيقاع المحادثات الجارية بين الطرفين المذكورين، سواء تحت عنوان الملف النووي الإيراني، أم في كردستان العراق تحت عنوان الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية».
ولفت ردا على سؤال إلى «ان التسوية في المنطقة باتت جاهزة، انما لم يحن بعد موعد إبرامها والتوقيع عليها رسميا. وعلى الرغم من التوجه الأميركي والإيراني إلى تفاهم ينهي مشهدية العنف في المنطقة، إلا ان استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العاجز عن تنفيذ أهدافه ووعوده وأبرزها إنهاء حركة حماس وتحرير الأسرى واستعادة هيبة الجيش، تقضي باستدراج الأميركي إلى حرب إقليمية موسعة، اعتقادا منه أن النتائج ستأتي لمصلحته وتعفيه بالتالي من المحاسبة القضائية التي تنتظره بعد انتهاء الحرب».
وأشار استطرادا إلى «أن التسوية لم تعد بعيدة، وقد تحمل معها رئيسا للجمهورية اللبنانية، لأن الحزب الديموقراطي في الولايات المتحدة الأميركية، ما عاد يملك من سبل لاستقطاب الناخبين الأميركيين ورفع مستوى التأييد الشعبي لمرشحه الرئيس الحالي جو بايدن في معركته الرئاسية ضد مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، سوى ورقة وقف إطلاق النار في غزة والدفع باتجاه حل الدولتين، وهو بالتالي الحل الذي ان استطاع الحزب الديموقراطي إنجازه على الرغم من معارضة نتنياهو له، سينعكس إيجابا على لبنان ويؤدي بالتالي أولا إلى إنهاء فصول المواجهات في الجنوب، وثانيا انتخاب رئيس للجمهورية قبيل استعادة (الوسيط الأميركي ومبعوث الرئيس جو بايدن) آموس هوكشتاين لنشاطه في ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لأن التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، صلاحية لصيقة برئيس الجمهورية وحده لا غير».
وعن إمكانية نجاح نتنياهو في «خربطة» مسار الديموقراطيين وبالتالي سقوط التسوية، شدد داود على ان خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي يوم الاربعاء المقبل، سيحدث متغيرات كبيرة إما سلبية وإما إيجابية في جنوب لبنان، لكن في حال صعد نتنياهو في خطابه المرتقب من رفضه لسياسة بايدن، وكشف بالتالي عن عدائيته للحزب الديموقراطي، سيقوم الرئيس بايدن بمواجهته داخل إسرائيل، اولا عبر انسحاب وزير الدفاع يوآف غالانت ومعه ستة وزراء من مجلس الحرب وبالتالي سقوط الحكومة وتأليف أخرى، وثانيا بتحريك رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي للوقوف في وجه نتنياهو، وثالثا وليس أخيرا، بتحريك المظاهرات ضده، ما يعني إنهاء حكم نتنياهو في أسرع وقت، والإتيان بآخر يواكب الاستراتيجية البايدنية».
المصدر – الانباء الكويتية
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.