نقلا عن المركزية –
أعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على “تويتر” “تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدد سلامة الغواصة وطاقمها”.
وكانت غواصة الانقاذ قد بدأت عملها للبحث عن مركب الموت الغارق على عمق 470 مترًا في المنطقة المفترضة للغرق قبالة شواطئ طرابلس عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، وقد تم انزال الغواصة من على زورق تابع للقوات البحرية للجيش باشراف العميد هيثم ضناوي امام عدسات كاميرات الاعلام الغربية والعربية والمحلية، وحضور النائب اللواء اشرف ريفي واهالي الضحايا.
وقد سجلت حالات إغماء في صفوف الصحافيين على متن الغواصة بسبب الحر، وقد عمل الجيش اللبناني على انقاذ المغمى عليهم.
وأعلن قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العميد هيثم ضناوي أن “الغواصة التي استقدمت للبحث عن مركب الموت انطلقت صباحاً إلى موقع العمل”، شاكراً “جميع الذين تعاونوا للوصول إلى هذه المرحلة من مدنيين وعسكريين وعدد مواصفات الغواصة”.
وأضاف في مؤتمر صحافي من مرفأ طرابلس صباح اليوم: “نتمنى على المواطنين عدم الاقتراب من مكان عملية سحب “مركب الموت” وعدم الاقتراب من المراكب التي تعمل في المنطقة ومن المفترض أن تستمرّ العملية لعدّة أيّام ونواكب المسار ونقدّم كلّ التسهيلات اللازمة”.
وفي وقت سابق، كانت معلومات صحافية أشارت إلى أن مراكب صيد أسماك عدة، غير مجهزة للإبحار البعيد (2 أو 3)، غادرت فجر السبت من مواقع عدّة من الشاطئ العكاري والشمالي، وعلى متن كل منها أكثر من 40 شخصاً (رجال ونساء وأطفال) من بلدات عكارية وشمالية، بالإضافة إلى بعض السوريين والفلسطينيين.
ورغم المخاطر وبعض التجارب المميتة، إلّا أن ما شجّع على تكرار محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا، وخاصةً إيطاليا، نجاح بعض ركاب المراكب بالوصول إلى بر الأمان خلال الأشهر الثلاثة التي مضت، واتصال قسم كبير من الذين نجحوا بالوصول بأقاربهم وبخاصة الشباب، والتشجيع على إجراء رحلات مماثلة.
وقال: “طاقم الغواصة مؤلف من 3 أشخاص وهم على تواصل دائم مع غرفة العمليات وستنفذ مهمتها التي من المفترض أن تستمر أيّاما عدّة حسب الوضع وتعود إلى المرفأ”.
وقد أشرف ضباط وعناصر من الجيش على تجهيز الغواصة وتحضيرها للانطلاق باتجاه النقطة المحدّدة التي من المرجح وجود المركب الغارق عندها بعد تحديد نقاط الطول والعرض في وسط البحر.
ومواكبة لبدء عمليات البحث وانتشال ضحايا “قارب الموت” وصل النائب أشرف ريفي الى مرفأ طرابلس ومن المتوقّع أن يواكب قائد الجيش جوزف عون انطلاق العملية ميدانيًّا.
ريفي: وأدلى النائب اللواء أشرف ريفي، على هامش اطلاق عمل الغواصة الأسترالية التي انطلقت صباح اليوم من مرفأ طرابلس للبحث عن جثث ضحايا زورق الموت الذي غرق قبالة شاطئ طرابلس على عمق 470 مترا، بالتصريح التالي:
” اسأل الله الرحمة لشهدائنا، فقد عاشت طرابلس منذ ما يقارب الاربعة اشهر فاجعة كبرى ومؤلمة، ونعزي طرابلس واهلها، واليوم باذن الله وبعونه ثم بمساعدة قيادة الجيش بشخص قائدها العماد جوزف عون تبدأ المهمة العملانية لانتشال المركب وجثث ضحايانا، فمن يكرم شهداءه يكرم نفسه ووطنه، لذلك تقوم كل الدول المحترمة ببذل الغالي والنفيس لاستعادة رفات كل ضحاياها وشهدائها”.
اضاف: “نتوجه لاهلنا في طرابلس ولاهلنا الجالية اللبنانية في استراليا الذين كانوا عمودا اساسيا بتنفيذ هذه المهمة المعقدة، ونحمد الله، فقد تم تذليل كل العقبات ووصلت الغواصة وبدأت مهمتها بتوجهين اساسيين، الاول لخدمة التحقيقات في هذه الفاجعة وكان قد طلب قائد الجيش شخصيا من كابتن الغواصة ان يتم التقاط صور للمركب من مختلف جوانبه، والثانية لانتشال الزورق وضحايا المركب “.
وتابع: “نشكر منظمة “اوسترالين رليف” التي قامت بتمويل هذه العملية بكل محبة للبنان من قبل مغتربين قلوبهم معلقة بالوطن، واتوجه بالشكر لكل من ساهم في انجاح هذه المهمة”.
وختم: “نسأل الله ان ننجح بالعثور على المركب وانتشال شهدائنا ونقوم بما يليق بهم وبوطننا لبنان وبأهلنا في طرابلس المدينة التي عانت الامرين وما زالت متمسكة بوطنيتها “.
هذا ولبّى حشد إعلامي محلي وأجنبي دعوة قيادة الجيش لتغطية بدء عملية غواصة الإنقاذ، وهو يتجمع الآن داخل حرم مرفأ طرابلس تمهيداً للانتقال إلى زورق تابع للجيش اللبناني الذي جُهز خصيصًا لهذه المهمة على أن تستغرق الرحلة من مرفأ طرابلس إلى مكان غرق الزورق نحو ساعة ونصف الساعة تقريباً.
الخوري: من جانبه، قال نائب طرابلس عضو تكتّل الجمهورية القوية، الياس الخوري، في بيان: “يكاد لا يمرّ يوم دون أن تدفع طرابلس أغلى فواتير الانهيار الاقتصادي الذي يهزّ لبنان، وليس آخرها، فاجعة غرق المركب الذي لفّ طرابلس بوشاح من الحزن، حتّى بعد مرور حوالي الأربعة أشهر على هذه الفاجعة، التي جنّدنا لأجل التئامها كلّ صلاحيّاتنا السياسية وعلاقاتنا الدولية”.
واضاف الخوري في بيان: “لم تغب حادثة غرق الزورق يوماً عن بالنا ولا عن تحرّكاتنا، وقد آثرنا العمل بصمت مع حليفنا النائب اللواء أشرف ريفي وخيرة من الشخصيات الطرابلسية، بالإضافة لسعيٍ مشكور ومقدّر للمغتربين في استراليا، بغية تأمين تقنيات انقاذ متطوّرة، نأمل أن تكون شافية لتعيد الأمانة لأهلنا في طرابلس، فيدفنوا أمواتهم بكرامة”.
واعتبر أنه “على الرغم من أن وقع عملية انتشال رفات ضحايا غرق الزورق محزن اليوم كما كان إثر حدوثه، ولكنّ بدء عمل الغواصة يثلج القلوب، وسنتابع عملها حتّى انجاز كامل مهمّتها، على أمل أن تثمر خواتيم إنسانية حتى ينعم أهالي الضحايا بالسلام الذين انتظروه ويدفنوا أمواتهم بكرامة، وأن يكشف التحقيق تفاصيل الحادثة، تفادياً لتكرارها وحرصاً على عدم استثمارها خارج اطارها المأسوي البحت، عسى بذلك نعيد جزءاً من العدالة لمرتقبيها”.
وختم الخوري بيانه: “نهيب بأهلنا في طرابلس، التقيد بتعليمات مديرية الجيش حول اخلاء المنطقة المحيطة بمكان العمليات، وذلك حفاظاً على سلامة المواطنين وتسهيلاً لأعمال الغواصة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.