نقلا عن المركزية –
بين دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى “سباعية حوارية” وترقب عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في الايام المقبلة، ضاعت “الطاسة” رئاسيا، خاصة موفد الاليزيه كان يعتزم الدعوة الى طاولة عمل تناقش الاستحقاق المعطّل، فاذ بعين التينة “تقوطب” عليه، في خطوة قرئت على انها رسالة من الثنائي الشيعي بالوكالة عن ايران، الى باريس فحواها أن تحميلها من قِبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مسؤولية التعثر الرئاسي، لن يمر، كما انها موجّهة الى الخماسي الدولي المتابع ملف لبنان لإفهامه بأن 8 آذار لا تعرقل ولا تعطّل بل تُبادر الى حوار فجلسات انتخابية مفتوحة، وبالتالي يجب ان يبقى سيف اي عقوبات محتملة، بعيدا عنها.. وسط هذه المعمعة، الثابت ان لا حوار لا اذا طرحه لودريان ولا اذا اقترحه بري، وان المطلوب الذهاب فورا، وفق ما يقوله الدستور، الى جلسات انتخاب تحت قبة البرلمان.
رد جعجع: فقد ردّت سريعا قوى المعارضة على دعوة بري الحوارية، سلبا، وسيُتوّج هذا الرفض غدا من معراب في كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في قداس ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، حيث سيلقي كلمة عالية السقف ستتطرق الى الملف الرئاسي، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، يرفض فيها اي ابتزازات او مقايضات او تسويات في ما يخص الانتخابات، داعيا الى الذهاب فورا الى مجلس النواب وعقد جلسات مفتوحة. وبطبيعة الحال، سيتطرق جعجع الى الواقع اللبناني كلّه متوقفا عند الوجود السوري وموجات النزوح المتجددة، والى ضرورة الاصلاحات الحقيقية ومحاربة التهريب وضبط الحدود، والى اهمية التقيد بالقرارات الدولية وحصر السلام بيد الاجهزة والمؤسسات الشرعية حصرا…
انتظار للدعوة: في الغضون، تتوالى المواقف من طرح بري. اهل فريق 8 آذار ومعهم كتل وسطية كالاعتدال الوطني رحبوا به، فيما التغييريون منقسمون ولا يبدو سيخرجون بموقف موحد. فقد كتب النائب وضاح الصادق عبر حسابه على منصة “أكس”: أسمع عن الحوار منذ أشهر من الإعلام، لا نعرف شيئًا عن تفاصيله، ويقال أنّنا نعطّله. دون أن نتلقّى دعوة رسمية واحدة. من سيدير الحوار؟ من سيدعى إليه بوجود أكثر من ١٥ كتلة وأكثر من ٢٠ نائبًا مستقلًا؟ كيف ستتم دعوتهم؟ ما هو جدول أعماله؟ هل هو حوار على إسم الرئيس؟ أم مهماته؟ أم على الرئيس ورئيس الحكومة والحكومة؟ عشرات الأسئلة بدون جواب. الدعوة إلى حوار جدي تحتاج أن تكون واضحة، جدّية، مفصّلة ورسمية، لا مجرد كلام إعلامي من دون أي تفصيل. في النهاية أنا كنائب لم أتلق دعوة حتّى أردّ، سمعت بها في الإعلام، عندما أتلقّى دعوة مع آليّات واضحة، لكلّ حادث حديث.
مخالف للدستور: اما النائب ياسين ياسين فاعتبر ان “الحوار الذي يسبق إنتخاب رئيس للجمهورية مخالف للدستور”، مضيفا “نحن ضد إنتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية لأنه من صلب المنظومة التي اوصلت البلد إلى الإنهيار”.
مبادرة ايجابية: في المقابل، رأى النائب الياس جرادة أن دعوة الرئيس بري للحوار “إيجابية يبنى عليها لخلق مناخ غير متشنج بين الافرقاء”، داعيا الى “تلقف هذه المبادرة بجدية بعيدا من المماحكات”. وشدد في حديث اذاعي على أن “لا بديل عن الحوار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي”، رافضا “مبدأ إلغاء الفريق الآخر لأننا بذلك نبني حروباً لا بلادا”.
لا لتكريس الاعراف: وفي انتظار تبلور عناصر الصورة كلّها، لمعرفة ما سيكون مصير دعوة بري، قال عضو تكتل الجمهورية القوية جورج عقيص “الرئيس بري حاول بالأمس ان يرد على ماكرون الذي انتقد ايران لأول مرة واستبق زيارة لودريان. نحن لم نملك أي حرج للقول للودريان اننا لن نذهب الى الحوار بل الى تطبيق الدستور ولا نريد تكريس أعراف، فهل ما قلناه للودريان لن نقوله للرئيس بري؟ نعتبر ان العملية الديموقراطية قد سقطت نتيجة مرور عام كامل وهم يعطلون النصاب او لا يدعون الى جلسات ويعمدون الى تطيير النصاب ومصرون على مرشح واحد دون غيره. عن أي حوار نتحدث؟ ماذا يقول النص الدستوري؟ هل يبيعنا بري جلسات متتالية؟ فالدستور نفسه ينص على الجلسات المتتالية. التنسيق عال جدا ومتواصل بشكل شبه يومي ونريد ان يكون موقفنا موحدا وأظن اننا نمتلك ردة الفعل الأولية نفسها”. وجزم عقيص “لا نريد حوارا لان لا جدوى منه بل هو تعطيل وامعان في خرق الدستور ليجلب حزب الله رئيسا لا طعم له وكل التجارب السابقة كانت مؤلمة”.
فتح باب تفاوض؟: وسط هذه الاجواء، ترصد الساحة المحلية اي مفاعيل للمواقف التي اطلقها وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان من بيروت، خاصة وانه اكد ان الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي. في السياق، لا تستبعد مصادر دبلوماسية عبر “المركزية” ان تكون ايران ارادت فتح باب للتفاوض والمقايضة مع واشنطن ومع الخماسي الدولي ككل، وقد تكون الرئاسة اللبنانية احدى اوراقها التفاوضية.
نصرالله والجهاد وحماس: واذ كان وضعُ أذرع ايران في المنطقة، في ظل الضغط الاميركي العسكري لقطع خطوط الامداد بينها، مِن أهمّ المواضيع التي ناقشها عبداللهيان اكان في سوريا او في لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فإن الاخير استقبل في الساعات الماضية الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري، في وقت دوى انفجار قنبلتين يدويتين صباحا في مخيم عين الحلوة حيث لا تزال نار الاشتباكات الاخيرة تحت الرماد خاصة في ظل عدم تسليم الجماعات المتشددة في المخيم، حتى اللحظة، العناصرَ الضالعين في تصفية قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء أبو أشرف العرموشي.
الاقتصاد بين المملكة والسراي: اقتصاديا وماليا، وبينما العام الدراسي “الرسمي” في خطر، وفي وقت تتضمن موازنة 2024 ضرائب ورسوما موجعة، تتجه الانظار الى السعودية التي تستقبل في الساعات المقبلة، حاكم لبنان بالانابة وسيم منصوري في زيارة سيجري خلالها عددا من اللقاءات، حاملا معه هموم لبنان واوضاع قطاعاته المالية والحياتية المنهكة والمنهارة، علما ان مجلس الوزراء يعقد الاربعاء المقبل جلسة على جدول أعمالها 23 بنداً، من بينها بنود متعلقة بفتح الاعتمادات لشراء الغاز ايول والفيول اويل، لصالح مؤسسة كهرباء لبنان، ومناقشة تجديد مضمون الاتفاق مع العراق، بشأن كميات النفط العراق. وتعيين خفراء جمركيين، وملء المراكز الشاغرة في مصلحة الملاحة الجوية من الناجحين في المباراة. وتعيين الحد الادنى للتعويض الذي يتقاضاه الموظفون المتقاعدون في جميع الاسلاك، وطلب وزارة الصحة تسديد مبلغ 35 مليون دولار شهريا لمدة ثلاثة اشهر لزوم شراء ادوية الامراض السرطانية والمستعصية ومستلزمات طبية وحليب ومواد اولية لصناعة الدواء…
التهريب: في الغضون، يبقى الوضع على الحدود الشرقية والشمالية يثير المخاوف ليس فقط لناحية التهريب “الاقتصادي” بل لناحية النزوح السوري عبر المعابر غير الشرعية. في هذا الاطار، افيد أن الجيش اللبناني اشتبك أمس مع مهرّبين على الحدود الشمالية وأصيب شخصان من التابعية السورية ممن كانوا يدخلون بطريقة غير شرعية إلى لبنان ونقلا إلى المستشفى الحكومي في حلبا ووصفت حالتهما بالمستقرة. كذلك أبحر أمس مركب هجرة غير شرعي من شواطئ العريضة العكارية وجهته السواحل الأوروبية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.