نقلا عن المركزية –
قال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب خلال إجتماع وزاري حول الأمن الغذائي في الأمم المتحدة برئاسة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية آنتوني بلينكن:
نلتقي اليوم في مرحلة حرجة تمر بها الإنسانية، حيث ان ملايين من الناس حول العالم يكافحون من أجل وضع الطعام على مائدتهم.
لذلك، نشكركم لعقد هذا الاجتماع الوزاري المهم حول الأمن الغذائي العالمي – نداء من أجل العمل في التوقيت المناسب.
غني عن القول سيدي الرئيس، الوضع رهيب، 276 مليون انسان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
48.9 مليون انسان على حافة المجاعة. هذه أرقام مخيفة وتزداد سوءاً كل يوم.
أسعار المواد الغذائية ترتفع بحدّة، ووصلت الى معدّلها الأعلى إطلاقاً في آذار 2022.
ويتزامن ذلك مع مواجهة العالم لأزمات متعدّدة، من جائحة كورونا، الى التغيّر المناخي، والصراعات والحروب. هذه التحديات أصابت العالم النامي بشكلٍ أساسي، وفاقمت صعوبات هذا العالم، خصوصاُ ان معظم دول العالم النامي تعاني من المخاطر العالية او سبق ووقعت في مشقّة الديون.
في أجزاء عدّة من العالم، انعدام الأمن الغذائي أعاد الى الوراء سنوات من التقدّم في تحقيق أهداف التطور المستدام، وفاقمت الحاجات الانسانية، وتسبّبت بإضطرابات اجتماعية.
للأسف، بلادي لم تسلم مما وصفته آنفاً. لبنان، الذي بالأساس يواجه تحديات غير مسبوقة تضرّر بصورة حادّة من انعدام الأمن الغذائي. فوفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في لبنان بصورة إجمالية بنسبة 1000% منذ بدء أزمة لبنان الإقتصادية، وبلغ التضخم نسبة 215% في شباط 2022.
في خضم هذا الواقع القاتم، فان عواقب الصراع الجاري في اوروبا، مصحوبةً مع دمار اهراءات القمح الأكبر في لبنان الناتج عن انفجار مرفأ بيروت في آب 2020، أدّت الى تفاقم الأزمة.
في الواقع، فان الدمار الكبير الذي تسبب به انفجار مرفأ بيروت حدّ من تدفق المواد الغذائية مّما أدّى الى ارتفاع اسعار هذه المواد لتصبح بعيدة عن متناول العديد.
كما أضاف الصراع في أوروبا تحديات جديدة على واقع لبنان الصعب، خصوصاً ان لبنان يتصدّر لائحة الدول التي تعتمد على القمح الأوكراني. فإن حاجة لبنان الشهرية تُقدّر بـ50,000 طن من القمح، كما ان لبنان يعتمد على الواردات لتأمين حوالي 85% من حاجاته الغذائية
اتخذت الحكومة اجراءات عملية لتخفيف وطأة هذه المشكلة: فنحن نتخذ الخطوات لتحفيز زيادة الانتاج المحلّي ونعمل على تأمين اتفاقات مع عدد من الدول لإستيراد القمح بأسعارٍ مقبولة.
معلوم من الجميع ان هذه الأزمة العالمية تتطلب حلولا على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى الوطني.
علينا ألا ندق ناقوس خطر انعدام الأمن الغذائي فقط، بل علينا ان نتصرف بسرعة، وحزم وبصورةٍ جماعية.
لهذه الغاية، انضممنا الى “خارطة الطريق للأمن الغذائي – النداء من أجل العمل” ونشكركم على هذه المبادرة.
نؤكّد مجدّداً دعمنا مبادرة الأمين العام لإنشاء مجموعة استجابة دولية للأزمة حول الغذاء، الطاقة والمال.
وانطلاقاً من ايماننا بهذه المبادرة، سيدي الرئيس، صاغ لبنان مشروع قرار تحت عنوان “حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي” ليتم تبنيه من قبل الجمعية العامة الأسبوع المقبل. وأود ان أشكر الولايات المتحدة الأميركية لمشاركتها في المجموعة الأساسية الى جانب 20 دولة أخرى. ان نص القرار حاز حتى تاريخه على الرعاية المشتركة لأكثر من 80 دولة من الدول الأعضاء، وهو يتضمن خطوات عملية. مجدّداً، نغتنم الفرصة لدعوة الجميع لتبني مشروع القرار بغية اظهار أننا كمجتمع دولي متّحدون في مواجهة انعدام الأمن الغذائي ومحاربة الجوع حول العالم.
سيدي الرئيس، ان هذه المنظمة الكريمة أُنشئت لمواجهة أزمات كالتي نمر بها حالياً، حيث يجب أن نعمل جميعاً سويّاً بروح التعدّدية، والتعاون، والتضامن لمعالجة التحديات المهمّة التي يواجهها عالمنا اليوم.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.