نقلا عن المركزية –
بعد مَد وجزر، تنطلق اليوم انتخابات المغتربين في الدول العربية والإسلامية التي تعتمد الجمعة يوم عطلة، ثم تُختتم الأحد في باقي الدول، وسط ترقّب لنسبة الاقتراع من جهة ولمستوى التنظيم من جهة أخرى.
من شأن العملية الانتخابية في الخارج ان تشكّل «بروفة» أو «تَحمية» للاستحقاق الكبير المنتظر في 15 أيار داخل لبنان المقيم فوق صفيح الحملات التعبوية، إذ ان مؤشرات الاغتراب ستعكس نسبياً مزاج الناخبين ومستوى جهوزية الدولة لعبور هذا الاختبار بنجاح، في ظل ما تعانيه من شح مالي وضمور مؤسساتي.
ثم إنّ إنجاز انتخابات المغتربين بسلام سيحسم الى حد كبير الاخذ والرد حول مصير الاستحقاق النيابي الذي لا يزال البعض غير مصدّق بأنه سيتم في موعده الدستوري، مفترضاً انّ حدثا كبيرا سيُباغته وسيعطّله.
من هنا، فإنّ عبور محطة الانتشار على خير سيعطي رسالة بأن لا عودة الى الوراء وبأن لحظة الحقيقة حَلّت، بمعزل عمّا اذا كانت ستتحول مدخلاً للحل او لمزيد من الانحلال.
ويؤكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب لـ»الجمهورية» انّ الوزارة باتت جاهزة ضمن الامكانات المتوافرة لإجراء انتخابات غير المقيمين التي تنطلق اليوم في الدول العربية والإسلامية بمرحلتها الأولى، وتُستكمل بعد غد في البلدان الأخرى.
ويلفت بوحبيب الى انّ الموازنة المخصصة للاقتراع في الخارج ليست كافية من حيث المبدأ، «ولا اعرف اذا كانت ستستجد مصاريف اضافية في آخر لحظة، لكن وأيّاً يكن الأمر لن أسمح لمسألة الأموال بأن تؤثر سلباً على مجريات العملية الانتخابية في دول الانتشار، وقد سبق لي أن أكدت حرصي على إتمامها حتى لو اضطررنا الى طلب المساهمة من أشخاص متبرّعين»، لافتاً الى انّ «الخارجية» لم تحصل على دعم مادي من الجهات الدولية.
ويضيف: على قاعدة «جود بالموجود»، سنحرص على إجراء افضل انتخابات ممكنة في الخارج وسنعمل قدر المستطاع لضمان نزاهتها وشفافيتها حتى أقصى الحدود، وضمن هذا السياق وُضعت كاميرا في كل مركز اقتراع لمراقبة أدقّ التفاصيل والتثبّت من سلامة جميع الأمور.
ويوضح انه وبفضل تبرّعات الجامعة الثقافية في العالم تم افتتاح قاعة في الطابق الأول من مقر الوزارة في وسط بيروت لمواكبة وقائع العملية الانتخابية في الاغتراب بشكل مباشر من خلال «غرفة عمليات» تضم التجهيزات الضرورية، على أن يتم لاحقاً استخدام هذه القاعة لتنظيم أنشطة تتعلق بالوزارة، خصوصا انها أصبحت تتبع لمديرية المغتربين.
ويشدد بوحبيب على أن لا مبرر لمخاوف البعض من إمكان التلاعب بصناديق الاقتراع في الخارج، مؤكداً ان تلك الصناديق تحوي أجهزة تعقّب «GPS» لتتبع حركتها على مدار الساعة، وستُختم بالشمع الأحمر امام ممثلي اللوائح بعد انتهاء التصويت، ثم ستُنقل بكل عناية من مراكز الاقتراع الى المطار، «وبالتالي هي في أمان تام ولا داعي للقلق، علماً انه وبعد وصول الصناديق الى بيروت وتسليمها الى وزارة الداخلية والبلديات، بمواكبة أمنية، ينتهي دور وزارة الخارجية والمغتربين التي ليست لها أي علاقة بالفرز».
ويؤكد انه فعلَ أقصى المستطاع لتسهيل آلية الاقتراع في الخارج ومعالجة الصعوبات التي قد تعترض الناخبين، كاشفاً عن إرسال موظفين من «الخارجية» الى عدد من الدول للمساعدة في التنظيم والادارة، تفادياً لأي نقص او خلل، خصوصاً في الأماكن التي تضم كثافة ناخبين وقلة في الدبلوماسيين.
ويتابع مبتسماً: تَحسساً منّا بالظروف الصعبة التي تمر فيها الدولة، فقد سافر الموظفون الذين انتدَبناهم للمساعدة عبر الدرجة الاقتصادية.
وعندما يُسأل بوحبيب عما اذا كانت قد عولجت شكوى القوات اللبنانية وبعض القوى من آلية التصويت المعتمدة في عدد من الأماكن؟ يجيب باقتضاب: لقد طوي هذا الملف بالنسبة إليّ وفي النهاية ما بيصح إلّا الصحيح.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.