نقلا عن المركزية –
أكدت نتائج أولية للانتخابات التشريعية الروسية تصدر حزب “روسيا الموحدة” الذي يتزعمه فلاديمير بوتين في الانتخابات التشريعية في روسيا. وأفادت نتائج نشرتها اللجنة الانتخابية بعد فرز نحو نصف عدد مراكز الاقتراع في الاستحقاق الانتخابي، إلى فوز حزب الرئيس بوتين بنحو 46,11 بالمئة من الأصوات، يليه الحزب الشيوعي بـ 21,40 بالمئة. ويتجه حزب “روسيا الموحّدة” نحو الاحتفاظ بغالبية كبيرة في مجلس الدوما الروسي. لكن يُنظر إلى النتائج على أنها نتيجة مفروضة. فقد تم اعتقال شخصيات معارضة أو منعهم من الترشح، ومن أبرزهم المعارض الأشدّ ألكسي نافالني الذي يتمتع بشعبية قوية لمناهضة بوتين، مما مهد الطريق أمام بوتين للفوز بهذه الانتخابات.
وانتقد حلفاء المعارض المسجون ألكسي نافالني المعارض غوغل وتلغرام لخضوعهما لضغوط السلطات الروسية، لممارسة الرقابة عليهم، جراء فرضهما قيودا للوصول إلى توصيات تدعو للتصويت ضد الحكومة. ونظرا إلى عدم السماح لأي شخص مناهض للكرملين تقريبا بالترشح للانتخابات، أسّس أنصار نافالني استراتيجية أطلقوا عليها تسمية “التصويت الذكي” بهدف دعم المرشحين الذين غالباً ما هم شيوعيون، الأوفر حظا لمقارعة مرشحي الحزب الحاكم “روسيا الموحدة”. وسبق أن حقّقت هذه المقاربة نتائج جيّدة نسبيا، خصوصا في موسكو في العام 2019.
ويهدف الاقتراع إلى انتخاب 450 نائباً في مجلس الدوما أحد مجلسي البرلمان الروسي الذي يسيطر عليه حالياً حزب روسيا الموحّدة. وتُجرى أيضاً انتخابات محلية وإقليمية. وقد تولى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إدارة حملة بوتين وترؤس اللائحة في وجه المعارضة. فهل ستنجح المعارضة في احداث خرق في السياسية وتشكيل جبهة تحول دون عودة بوتين مجدداً الى الكرملين؟
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أكد لـ”المركزية” “ان بوتين هو قيصر القرن الواحد والعشرين في روسيا. ولا أرى إطلاقاً بأن المعارضة قادرة أن تخرق الصفوف بسبب ان بوتين متملك في الحكم وممسك بكل مفاصله نتيجة توليه السلطة فترة طويلة بما فيه الاجهزة الامنية والوضع السياسي العام ووضع العلاقات الدولية لروسيا”.
أضاف: “علينا الا ننسى ان بوتين استطاع من خلال موقعه القوي ليس فقط ان يسيطر على الداخل الروسي، لكن ان يعيد أيضاً فرض روسيا كلاعب أساسي في اللعبة الدولية، وأكبر دليل هو عودته الى موقع الاتحاد السوفياتي في الشرق الاوسط وشرق المتوسط وصولاً الى البحر الاحمر. اليوم يبحث بوتين ان يكون له موطئ قدم من جديد في السودان وهذا شيء لا يمكن نكرانه بأنه يعطيه قوة هائلة داخل المجتمع الروسي وداخل حتى الجسم السياسي الروسي”.
وختم عبد القادر: “الغرب يضج بقضايا كنفالني وغيرها ولكن في الواقع، من يتابع الوضع الداخلي لروسيا يكاد يشعر بأن مثل هذه الاجواء غير موجودة في الداخل، لذلك اعتبر ان هذا القيصر الجديد لروسيا في القرن الواحد والعشرين والذي يرتكز على حكم ليس شيوعياً ولكن يشبه بممارسته للامساك بالسلطة الى حد بعيد ما كانت عليه روسيا في الزمن الذهبي للحزب الشيوعي”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.