نقلا عن المركزية –
بندان في جعبة السفيرتين الاميركية دورثي شيا، والفرنسية آن غريو، في الطائرة التي تقلهما اليوم 8 تموز 2021، إلى المملكة العربية السعودية، في تحرك دبلوماسي مشترك، من أجل إنقاذ لبنان من الانهيار، بحسب “اللواء”. البند الأول، كشفت عنه السفيرة غريو، ويتعلق بشرح أهمية وإلحاح تأليف «حكومة فعالة وذات مصداقية بهدف تحقيق الاصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان». ولم تخف غريو في بيان السفارة الفرنسية من ابلاغ المسؤولين الذين ستلتقيهم مع نظيرتها الأميركية من العمل مع الشركاء الاقليميين والدوليين للضغط لوقف التعطيل فضلاً عن المساعدات الضرورية الإنسانية للشعب اللبناني والجيش اللبناني.
والبند الثاني، المتعلق بالمساعدات شرحته السفيرة دورثي بالتأكيد ان البحث مع المسؤولين في المملكة سيتطرق إلى خطورة الوضع في لبنان، وأهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الامن الداخلي.
وهكذا دفع الاجتماع الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي الذي عقد على هامش قمة العشرين قبل أيام، بجهوده خطوة إلى الأمام، لرؤية ما يمكن فعله من اجل عدم سقوط البلد، والوصول إلى حافة الانهيار، الذي يصبح بمثابة القدر، في وقت دخل الملف الحكومي، بكل تشابكاته وتداعياته في المسار الصعب، وحتى الحاسم، ونظرا لانتهاء اسبوع الفصل بين تكليف طال وانتظار محفوف بالمخاطر، على طول المسار مع قفزة جديدة مخيفة لسعر صرف الدولار في السوق السوداء، تجاوز الـ18000 ليرة لبنانية لكل دولار، وسط نشاط مخيف لمجموعات الاحتكار، حيث باتت السوق السوداء محك الأسعار والبيع والشراء، وتوافر الاحتياجات الحيوية من ماء ودواء وكهرباء وما يتعلق بها.
وعشية المهمة الدبلوماسية المشتركة الاميركية – الفرنسية، دعت الخارجية الاميركية القادة اللبنانيين لاظهار مرونة لتشكيل حكومة تطبق اصلاحات لانقاذ الاقتصاد المتدهور.
وحظي سفر السفيرتين الاميركية والفرنسية في لبنان إلى المملكة العربية السعودية، باهتمام ومتابعة لافتة لمعرفة الغاية منه، وما اذا كان بهدف وقف قرار الاعتذار والمباشرة بسلسلة تحركات على مستوى عربي ودولي لاعادة تحريك ملف تشكيل الحكومة، ام انه بدافع تقديم مساعدات انسانية للبنان. واشارت المصادر الى ان كل هذه المساعي، ما زالت تدور في حلقة مفرغة. بسبب عدم تجاوب الفريق الرئاسي مع رغبتهم واصرارهم على التشبث بالشروط والمطالب غير الواقعية، ما عطل هذه المحاولات وأبقى ازمة تشكيل الحكومة متواصلة والجهود المبذولة بلا جدوى حتى الساعة.
ولفتت أوساط مطلعة عبر “اللواء” إلى أن التدهور الحاصل في البلد على صعيد عدة ملفات وقطاعات لا يمكن أن يجد له أي سبيل للمعالجة مع انعدام الأمل في تأليف الحكومة خصوصا أن كان اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بات مرجحاً وينتظر نقطة الصفر. وقالت الأوساط أن هذا المشهد الذي يفرض نفسه بات يفرض نفسه وإن أي مساعدات خارجية متوقعة للبنان لن تكون الا على شاكلة مساعدات انسانية. وفهم من إلاوساط نفسها أن لا عوامل إضافية جديدة تخدم للحل وإي تحركات في الخارج لن تحمل معها أي جديد وبالتالي ترجمتها مرهونة بما يمكن الاتفاق بشأنها على صعيد مساعدة الداخل اللبناني.
أما “النهار” فلفتت الى ان هذه سابقة ديبلوماسية من حيث زيارة سفيرتين لدولتين كبريين دولة ثالثة بارزة في موقعها حيال لبنان للبحث في الازمة اللبنانية، الامر الذي دفع بعض الأوساط الى الاستنتاج بأن دولاً أساسية وعديدة بدأت تتعامل مع الواقع اللبناني كأن لا سلطة فيه بعدما سقطت كل معالم الثقة الدولية بهذه السلطة وبالطبقة السياسية.
ويتخذ هذا التطور أهميته من كونه يأتي امتداداً للقاء وزراء الخارجية للبلدان الثلاثة بما يعكس ان اتفاقاً او تفاهماً محدداً حصل في ذاك اللقاء وستحمل لقاءات السفيرتين الأميركية والفرنسية مع مسؤولين سعوديين اليوم معطيات جديدة حيال تنفيذ ما سيتفق عليه في شأن الازمة الحكومية اللبنانية، كما في موضوع مد لبنان بمساعدات حيوية تحول دون انهياره. حتى ان بعض الأوساط الديبلوماسية والسياسية ابرز أهمية بعيدة المدى للتنسيق الأميركي الفرنسي السعودي، اذ تجري الان بلورة جهد ثلاثي من خلال التنسيق مع السعودية الراعية الأساسية لاتفاق الطائف حيال الازمة اللبنانية الراهنة. ويتركز هذا الجهد على الضغط المتعاظم على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة، كما يتركز في الجانب الاخر على درس الجوانب الأكثر إلحاحاً في موضوع دعم القطاعات الأكثر حاجة للشعب اللبناني.
وربطاً بخطوة السفيرتين، اكّدت مصادر سياسية مسؤولة لـ”الجمهورية”، انّ زيارة السفيرتين تؤشران الى خطوات تنفيذية اميركية – فرنسية بالشراكة مع الجانب السعودي، لفرض تشكيل حكومة في لبنان، ما يعني انّ علينا ان نرصد الرياح من الرياض.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت الزيارة تمهّد لحكومة جديدة، يسبقها اعتذار الرئيس الحريري، قالت المصادر: “الفرنسيون والاميركيون مغتاظون من معطّلي تشكيل الحكومة، اي انهّم لا يمانعون تشكيل حكومة برئاسة الحريري، والزيارة الى السعودية ينبغي قراءتها من هذا الجانب. علماً انّه لو كانت ثمة رغبة في حكومة جديدة برئاسة شخصية سنيّة غير الحريري، لكان تمّ التعبير عن هذه الرغبة بأية طريقه، ولكان هذا الشخص البديل قد عُرف، وكلنا نعرف “انو ما في سرّ بلبنان”.
وفي سياق متصل، أشارت “نداء الوطن”، الى ان وتحت هذا العنوان، تقاطعت التصريحات والتحركات الأميركية والفرنسية والإيطالية والأممية خلال الساعات الأخيرة تزخيماً لقنوات التواصل في ما بين المجتمعين الدولي والعربي على نية البحث في سبل إنقاذ اللبنانيين… لكن وعلى قاعدة “لا برحمك ولا بخلّي ألله يرحمك” استنفر “حزب الله” مقدمة نشرة “المنار” المسائية لتوجيه صلية من المواقف العدائية تجاه السفيرتين الفرنسية والأميركية معتبراً أنّ تحركهما يجسد “انتداباً سياسياً بكل وقاحة” على البلد، ومشبّهاً إعلانهما الذهاب إلى الرياض لنقاش كيفية مساعدة لبنان بذهاب “مندوب سامٍ لدولة الانتداب للتفاوض باسم أو على الدولة المنتدَبة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.