نقلا عن المركزية –
انتعش التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مع مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الابيض ودخول الرئيس الديموقراطي جو بايدن اليه. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” فإن التنسيق بين الجانبين سيتّخذ في قابل الايام شكلا اقوى وافعل، في اعقاب الجولة التي قام بها وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن على العواصم الكبرى في القارة العجوز، وشملت برلين فباريس وروما، مشيرة الى ان اللقاءات التي اجراها، أظهرت قراءة مشتركة لعدد لا بأس به من الملفات الدولية، وعلى رأسها الاتفاق النووي الايراني، اضافة الى قضايا لبنان وليبيا واليمن وافغانستان والصين وحقوق الانسان(…)، لافتة الى ان قمة بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين التي عقدت منتصف الشهر الجاري، لم تفسد في الود قضية بين الاميركيين والاوروبيين (الذين يُظهرون في الآونة الاخيرة تشددا و”غضبا” ضد الكرملين وادائه اكان في قضية المعارض الكسي نافالني او في شبه جزيرة القرم او في بيلاروسيا)، ولم تعكّر ابدا صفو العلاقة بين القوتين، بل على العكس.
امس، زار الدبلوماسي الاميركي باريس، معلنا ان فرنسا حليف قديم للولايات المتحدة، ومؤكدا ضرورة إحياء العلاقات بين البلدين لمواجهة التحديات الجديدة. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان ، أن بلاده تعمل مع فرنسا للدفاع عن القيم الديمقراطية. وتابع “نحن شركاء أساسيون على المستوى الإقليمي والعالمي”. وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تدعم قيام دولة حرة مستقلة في ليبيا. كما أكد على استعداد واشنطن لتقديم المساعدة للبنان لتحقيق التغيير، مؤكدا أن لبنان “بحاجة إلى قيادة حقيقية في بيروت”. وحذر بلينكن من أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني ستكون “صعبة جداً” في حال طال أمد المفاوضات. وصرح أنه لا يمكن تحديد تاريخ لإنهاء المفاوضات، مضيفا “هناك اختلافات جدية لا تزال قائمة مع إيران”. كما أكد أن حصول إيران على أسلحة نووية يعني أنها ستشكل خطرا على المنطقة. وأكد بلينكن على استمرار دعم بلاده للدولة في أفغانستان واستمرار التواجد الدبلوماسي هناك. وقال “نشهد ارتفاعا في عدد الهجمات في أفغانستان ولو لم نبدأ بعملية الانسحاب لشهدنا تصاعدا للعنف”.
اما وزير الخارجية الفرنسية، فلفت الى أن بلاده تعمل على تجديد الحوار المستمر والواثق بين واشنطن وباريس. وقال لودريان “باريس وواشنطن ستتحركان معاً للضغط على المسؤولين عن الأزمة في لبنان”، وأضاف: “سنعمل على حل الأزمة في لبنان احتراما للشعب اللبناني”. وفي ما يتعلق بإيران، صرح “ننتظر قرارات تتخذها السلطات الإيرانية تؤدي إلى العودة للالتزام بالاتفاق النووي”.
هذه المواقف، تعكس اذا مقاربة متقاربة بين الطرفين للنقاط التي أُثيرت. وهي تؤسّس، دائما وفق المصادر، لتوزيع مهامّ في قابل الايام بينهما، للوصول الى الهدف المتوخّى، وهو هدف “مشترك” اكان لبنانيا او ايرانيا …
وقبل محطّته الفرنسية، كان بلينكن في برلين الأربعاء. وقال في المناسبة انّ الولايات المتحدة ليس لديها “صديق أفضل” من ألمانيا. واعلن في تصريح خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، “الأمر يبدأ بالقيم والمصالح المشتركة”..
جولة بلينكن وطّدت العلاقات الاميركية – الاوروبية، ونتيجتها ستتظّهر بطبيعة الحال، في المرحلة المقبلة في الملفات التي للجانبين حضور ودور فيها، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.