نقلا عن موقع Lebanon 24 – كتبت الزميلة نوال الأشقر
بصرف النظر عمّا إذا كان فيديو بعبدا قد تمّ تسريبه عن سابق تصور وتصميم أو نتيجة خطأ غير مقصود، فالنتيجة التي كشفها واحدة، ومفادها أنّ لا حكومة في المدى المنظور، ولا حكومة برئاسة سعد الحريري، أو على الأقل هذا ما أراد رئيس الجمهورية ميشال عون قوله، في حواره المقتضب مع الرئيس المستقيل حسان دياب، ردًا على سؤال الأخير “كيف صار وضع التأليف فخامة الرئيس؟” مجيبًا “ما في تأليف”. علمًا أنّ عون لم يخفِ موقفه من الحريري في أكثر من مناسبة، ولم يكن يرغب بتكليفه تأليف الحكومة، كما أنّ صهره النائب جبران باسيل وفي مؤتمره الصحافي الأخير قال المضمون نفسه على طريقته، مذكّرًا باقتراح قانون تقدّم به تكتله النيابي لتحديد مهلة للرئيس المكلف لتقديم تشكيلته الحكومية.
إذن التأليف إنتقل من حال المراوحة بانتظار نتائج مسعى بكركي وترجمة المبادرة الفرنسية إلى ذروة التعقيد، فما هي خيارات الرئيس سعد الحريري على ضوء المواقف المستجدّة؟ هل يستمر بمسعى التأليف أم يعتذر ؟
“لا إعتذار” يؤكّد نائب رئيس تيار “المستقبل” الدكتور مصطفى علوش في حديث لـ “لبنان 24″ ويضيف ” كلّ محاولات عون وباسيل لدفع الحريري للإعتذار لن تصل إلى نتيجة، يخيطوا بغير مسلّة، فلا عون ولا باسيل اختارا الحريري لتأليف الحكومة، بل كلّفه المجلس النيابي، وعمليًّا ليس هناك من طريقة لثنيه عن محاولة تأليف حكومة من المستقلّين، في حين أنّ كلّ المحاولات اليائسة عن قصد أو عن غير قصد من خلال الكلام الخارج عن المنطق أو عبر التعبير المباشر أو بالتعطيل، كل ذلك لن يجعل الحريري يعتذر، لذلك أؤكد لهم أنّهم سينتظرون كثيرًا”.
علوش لا يؤيّد المقاربة القائلة بأنّ تسريب الفيديو مقصود لإحراج الحريري “على العكس تسريبه عن طريق الخطأ، خصوصًا أنّ عون كان يحاول لعب دور البريء والمسهّل للتأليف، وما قاله بالفيديو غير صحيح سواء من خلال عبارة عطانا ورقة أو عطيناه ورقة، بدليل التغريدة التي وردت على حساب الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية بعد اللقاء الثاني عشر بينهما، وبالتالي كل ما أنتجه في الفيديو أنّه فضح أداءه وبهدل نفسه أكثر من أيّ شيء آخر، من هنا أعتقد أنّ التسريب ليس مقصودًا “.
قبل الأعياد حُكي عن مسعى لجمع الحريري وباسيل، وبنظر علوش اللقاء لن يغير شيئًا “بأي حال الحريري منفتح على كلّ ما يسهّل تأليف الحكومة بالصيغة التي طرحها، أي حكومة “مهمّة” من المستقلّين، ومن دون ثلث معطل لأيّ فريق، ومن دون سيطرة أمنية على الوزارات الأمنية، إذا أراد باسيل تسهيل المهمة فليرسل رسائل بموافقته على حكومة بهذه المواصفات، إمّا إذا كانت الغاية من اللقاء أن يكون شكليًّا، ممكن أن يحصل قبل أو بعد التأليف، ولكن حتّى هذه اللحظة لا أظنّ أنّ اللقاء سيتمّ، خصوصًا أنّ مواقف باسيل واضحة بأنّه ضدّ ترشيح الحريري، وأنّه لا يثق به، وبالتالي ما الهدف من الإجتماع بينهما”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.