نقلا عن المركزية –
طغت الازمات السياسية والمالية والمعيشية التي تعصف بلبنان منذ سنتين ونيف تقريبا على ما عداها من مقومات حضارية وأنسانية وحتى ثقافية تميز بها عن محيطه ، الا انها على رغم خطورتها لم تحجب الوجه الجميل لهذا البلد الذي لا يزال موئلا للكثير من السياح والرواد العرب والاجانب الذين تمتلئ بهم فنادقه التي تسجل نسبة اشغال تفوق الثمانين في المائة حسب تقديرات المعنيين .
ولبنان لا يتفرد عن سواه من الدول بموقعه الجغرافي الذي يشكل همزة وصل بين الشرق والغرب وجمال طبيعته واعتدال مناخه وانتظامه وحسب انما بتعدد وتنوع مكوناته الطائفية والمذهبية وتعايشها في بوتقة واحدة في جو من الانفتاح والتعاون ما حدا بقداسة البابا الراحل اعتباره نموذجا واجب التعميم والقول فيه انه اكثر من وطن ، رسالة الى العالم أجمع .
ألا أن انحراف لبنان في السنوات الاخيرة باتجاه محور الممانعة ودخوله لعبة المحاور بفعل السياسة التي انتهجها فريق من مكوناته أفقده دوره الرسالي ما دفع بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مؤخرا الى اعلاء الصرخة والمناداة مجددا بالتزام نهج الحياد الذي اختاره لبنان كعنوان رئيسي لتعايش ابنائه مسيحيين ومسلمين ولتفاعل الحضارات على ارضه ما دفع بالامم المتحدة لاختياره مقرا مستقبليا لاكاديمية حوار الاديان والحضارات وذلك قبل تفاقم ازمته نتيجة استقواء حزب الله بسلاحه والتزامه النهج الثوري التابع لولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية الايرانية وسياستها القائمة على تصدير الثورة الى دول الجوار والتدخل في شؤون الغير .
السؤال هل فقد لبنان اليوم دوره الرسالي والمحوري كارض للعيش المسيحي الاسلامي المشترك ولتلاقي الحضارات وانصهارها؟
عضو هيئة الحوار المسيحي الاسلامي محمد السماك يقول لـ “المركزية” في هذا السياق ان البطريرك الراعي ما كان ليعلي الصوت مطالبا بالعودة الى الحياد لو لم يجد خطرا محدقا بلبنان وعيشه المشترك نتيجة السياسات المتبعة ، ونحن بالطبع كهيئة حوار نقف الى جانبه لان لبنان الذي وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بالرسالة من دون العيش المسيحي الاسلامي يصبح كسواه من الدول العربية ولا معنى لوجوده .
ويضيف: ان العلة اليوم ليست في الرسالة بل في الرسول اي فينا كلبنانيين خرجنا على الميثاق والدستور الذي نص على الحياد، علما أن لبنان المؤسس لجامعة الدول العربية وفي قمة الاسكندرية في حينه استطاع ان يغلب مبدأ الحياد على ميثاق الجامعة من خلال فرضه اتخاذ قراراتها بالاجماع لا بالغالبية وذلك كما ذكرت تغليبا لمبدأ الحياد والابتعاد عن سياسة المحاور والصراعات.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.