نقلا عن المركزية –
يبدو ان الأبواب لم تقفل تماماً بعد امام محاولات معالجة ازمة تشكيل الحكومة، حيث افادت مصادر متابعة لـ”اللواء” ان الاتصالات ما زالت قائمة ولو بخجل منعاً للسقوط النهائي لمبادرة الرئيس نبيه بري التي، حسب تعبيرها، لا خيار آخر غيرها او بديل عنها، وإلّا تأزمت الامور اكثر، خاصة بعد تقرير البنك الدولي عن اوضاع لبنان العامة والمالية والاقتصادية. ولكن لم يحصل اي تقدم او جديد بعد وقف وساطات ولقاءات ثنائي “امل وحزب الله” مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بانتظار غربلة بعض الافكار التي طرحت وتدوير زوايا حادة لأفكار اخرى طرحت ولم تكن مقبولة كالتفرد بتسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين ضمن تشكيلة الـ24 وزيراً. فيما يرتقب الوسط السياسي مجددّاً لنصرالله، عصر الثلاثاء المقبل.
واعتبرت مصادر سياسية ان التلويح بخيارات يتخذها رئيس الجمهورية لمواجهة رفض الرئيس المكلف سعد الحريري الانصياع للشروط والمطالب التعجيزية للفريق الرئاسي، ولا سيما ما بشر به صهره النائب جبران باسيل بالدعوة الى طاولة حوار بالقصر الجمهوري انما هي من الخيارات العديمة الجدوى ولهدر مزيد من الوقت بلا طائل، لان معظم الاطراف لن يلبوا اي دعوة تحت عنوان البحث بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، باعتبار ان هذا الموضوع يحكمه نص دستوري واضح لا لبس فيه، يحدد بالتفاصيل عملية التشكيل، ولكي لا تشكل مثل هذه الواقعة سابقة لتكرارها في حال الخلاف على أمور ومسائل اخرى منصوص عليها في الدستور. واشارت المصادر الى ان الفريق الرئاسي يدور ويحور للالتفاف على الدستور وتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة المكلف وهذا الامر مرفوض ولن يمر. اما الامر الاخر فهو تهيئة الظروف لجمع باسيل على طاولة واحدة مع الحريري، وهذا مرفوض أيضا.
وليلاً، ترددت معلومات عن لقاء جديد بين النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله مع النائب باسيل. كما ترددت معلومات عن تحرك جديد يعاوده البطريرك الراعي بالتنسيق مع الرئيس برّي، لتطوير النقاط المشترك، وتدليل عقده الوزيرين، وتسميتهما، وهما مسيحيان، وزير العدل، ووزير الداخلية. وأشار قيادي في “الثنائي الشيعي” ان من يسمع البيانات المتبادلة بين بعبدا وبيت الوسط يتاكد بانه من المستحيل ان تتشكل حكومة برئاسة الحريري في عهد عون…الثنائي وتحديدا حزب الله مستاء من الحريري وباسيل ويحمل مسؤولية التعطيل المباشرة للرجلين اللذين لم يوفرا فرصة لاجهاض مبادرته مع الرئيس بري.
ووسط توقعات بأن يعلن رسميا فشل المبادرة الا اذا حصلت اعجوبة، والاعجوبة لن تكون بحكومة اقطاب كالتي طرحها الراعي من باب جس النبض فالجميع يعلم والكلام للقيادي بان الاختلاف ليس على شكل الحكومة او عدد وزرائها ومرجعياتهم انما على تامين توافق بين باسيل والحريري ما زال متعذرا حتى اللحظة، ناهيك عن ان حكومة الاقطاب هي حكومة سياسية بامتياز وهناك رفض دولي مسبق لاي حكومة من هذا النوع.
من جهتها، أشارت “الانباء” الكويتية الى ان “البيانات النارية”، أحرقت الجسور بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وبالتالي قطعت آخر ما تبقى من خيوط التواصل بين طرفي التسوية الرئاسية التي اوصلت عون الى بعبدا. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح الآن: أين أصبحت مبادرة الرئيس نبيه بري الذي حدد اجلها بأسبوعين وانتهى منتصف الليلة الماضية؟
مصادر حزب الله تقول إن مبادرة بري هي آخر المبادرات، والثنائي الشيعي، يعمل على ترميمها كلما أصابها وهن، كما أن الرئيس بري مستمر في مسعاه حتى آخر قطرة مع التأكيد بانه لم يعدم الوسيلة بعد. ولفت أمس انتقاد قناة المنار لوسائل التخاطب عبر البيانات، بل والاهانات كونها لا تبرر أن لا يكون لدينا حكومة. وطبيعي بنظر المصادر أن يؤيد حزب الله حكومة أقطاب سيكون عضوا حكميا فيها.
المصادر المعنية تؤكد لـ”الأنباء” بأن الرئيس المكلف على موقفه: حكومة مستقلين، وبدون ثلث معطل، مع مواصلة الرهان على مبادرة الرئيس بري.
بري مدرك لما يحصل، ولهذا يحصر اتصالاته وضغوطه بحزب الله، ولسان حاله، كما يقول المتابعون ان البلد أصبحت بلا حكم ولا حكومة، وبقي مجلس النواب، لن نسمح بانهياره.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.