نقلا عن المركزية –
الملفات التي سترثها الادارة الاميركية الجديدة عن سابقتها، لا تعد ولا تحصى. هذا الواقع، طبيعي جدا، فقد اعتادته بلاد العم سام، وتجري هذه العملية بسلاسة مطلقة كلما خرج جمهوري من البيت الابيض ليدخله “ديموقراطي” والعكس صحيح. الاولويات قد تتبدل بين رئيس وآخر، لكن لا ضير في ذلك، فسرعان ما تتأقلم أعظم دولة في العالم مع هذا التغيير الذي يفرض نمطه على النظام العالمي بأسره، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”.
القضايا التي ستنتقل من يد فريق دونالد ترامب الى فريق الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن، كثيرة، وسنتوقّف هنا عند واحدة من أهمّها: السلام في الشرق الاوسط. هذا التحدي وضعه الرئيس الجمهوري السابق على رأس اهتماماته، وقد حقق فيه انجازات ملحوظة لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا. فاتفاقيات السلام التي كانت حتى الامس القريب، أحلاما بعيدة المنال، بين الدول الأكثر تباعدا وعداوة، وقّعت وتحوّلت واقعا مع ترامب الذي كلّف صهره جاريد كوشنر هذا الملف.فرأينا العلاقات تُطبّع بين اسرائيل من جهة، والامارات من جهة ثانية، كما البحرين والمغرب والسودان، لتفتح بينها صفحة جديدة عنوانها التعاون تجاريا واقتصاديا وسياحيا وماليا (…) هذا المسار، وفق ما تقول المصادر، لن يتوقّف مع ادارة بايدن. فالاخير سيواصل بأسلوبه الخاص، دفعه نحو ارساء اتفاقيات تطبيع مماثلة بين الدول العربية وتل ابيب. وقد اعلن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ ايام ان جهات في طاقم الرئيس الجديد بايدن نقلت رسائل إلى “إسرائيل” مفادها أنهم “معنيون بدفع اتفاقيات تطبيع أخرى قدماً في المنطقة”. ويأتي ذلك في وقت قال السفير الأميركي لدى “إسرائيل”، ديفيد فريدمان، إن من “المتوقع أن يكون بايدن مؤيداً لإسرائيل”، معرباً عن أمله في أن “يعمل الرئيس الجديد على دفع اتفاقات إبراهيم، التي وقعت بين “إسرائيل” وأربع دول عربية”.
العيون هنا تتجه نحو السعودية. ووفق المصادر، فإن المملكة تمسك بورقة مساومة مهمة ستستخدمها مع بايدن متى يحين الوقت المناسب، تقوم على موافقتها على تطبيع العلاقات مع تل ابيب شرط ان توافق الاخيرة على انهاء الصراع مع الفلسطينيين، وتقبل بحل “الدولتين” بحيث تشكل الخطوة في حال قبلت اسرائيل عنصرا مساعدا في تسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وفي التطبيع السعودي مع اسرائيل، في آن. ولا تستبعد المصادر ان تشمل مفاوضات “التطبيع” ايضا، اتفاقا بين الرياض وواشنطن حول الدور الايراني في المنطقة ككل، حيث ستشترط الاولى تقليم اظافر الجمهورية الاسلامية وتطويق أذرعها العسكرية المنتشرة في اكثر من دولة عربية ومنها اليمن على الحدود السعودية، والعراق ولبنان.. كما لن يغيب الوضع في سوريا عن هذا “الديل”. فوفق المصادر، المملكة ستصرّ على انسحاب كل القوات الايرانية وتلك التي تدور في فلك الجمهورية الاسلامية من سوريا، على ان يعلن الرئيس السوري بشار الاسد علنا انتماءه الى الخط العربي، لا الخط الفارسي في المنطقة، بما يتيح الاعتراف بدولته مجددا في جامعة الدول العربية…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.