نقلا عن المركزية –
سلسلة مواقف لافتة من حرب الجنوب ومن إسرائيل، اطلقها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الايام الماضية. فقد كتب عبر “إكس”: على اسرائيل ان تعلم انّها لن تنتصر على ارادة لبنان المقاوم وعلينا كلبنانيين ان نعلم ان تضامننا الوطني برغم خلافاتنا السياسية هو الذي ينجينا جميعاً من الهلاك. أضاف: اسرائيل لم تحتج يوماً لاعذار كي تعتدي على لبنان ولكنها تستعملها لتبرير وحشيتها امام عيون العالم المتفرّج.
ايضا، اكد أن “التيار لا يمكنه أن يبقى متفرّجًا وصامتًا وهو يرى عاصمته بيروت تقصف، وأطفالًا لبنانيين يقتلون على يد دولة أجنبية وعدوّة”. وسأل ” كيف تطال السيادة لدى السياديين الانتقائيين، سوريا من دون اسرائيل”؟ وقال: السيادة هي الا تتدخل سوريا في شؤوننا والا نتدخل نحن في شؤونها ونموّل ونسلّح قلب النظام فيها، والسيادة هي رفض دخول مليوني نازح منذ البداية وليس بعد 13 عامًا”. وتابع “لهذا نحن المعترضين على ربط لبنان بحروب المنطقة، ونريد تحييّده عن مشاكل ليس له علاقة فيها، لا يمكننا أن نقول إن لا علاقة لنا بمشكلتنا الوجودية مع اسرائيل، ولا يمكننا أن نكون على الحياد في معركة معها، ولا يمكننا الكلام عن موقفنا الرافض للحرب اذا اعتدت اسرائيل وشنّت الحرب علينا”.
باسيل غيّر اذا، في شكل شبه كامل، مواقفه من عمليات الإسناد والتي كان أطلقها غداة فتح حزب الله جبهة الجنوب في ٨ تشرين، ولم يبق مما قاله في ذاك الحين، الا مسألة رفضه منطق ربط الساحات. لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فان هذا الرفض شكلي ويتناقض وكل ما يقوله اليوم باسيل، اذ ان الحرب التي يمكن ان تشنها اسرائيل على لبنان، وضربها قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، ليسا الا نتائج لوحدة الساحات!
لماذا هذا التبدل؟ الجواب بسيط تقول المصادر . باسيل ادرك انه لن يتمكن من نسج اي تحالفات مع القوى السياسية المعارضة في الداخل، بما انه لا يعتنق مبادئها السيادية ويريد تحالفات تؤمن له مكاسب فقط لا تحالفات مبدئية. وهو ادرك ايضا ان الانفتاح على رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحده، لا يكفي لانتاج رئيس والامساك مجددا بمفاصل البلاد كلها. عليه، قرر ان يعتمد من جديد خطاب حزب الله كاملا: اسرائيل تريد مهاجمة لبنان ولا تحتاج ذرائع لذلك. المقاومة واجب ضد اسرائيل وواجبنا ان ندعم المقاومة وسندعمها ضد الاعتداءات الإسرائيلية.
باسيل نسي اذا ان الحزب هو مَن بادر الى ضرب اسرائيل ونسي ايضا انه هو مَن وضع امن واستقرار لبنان في مهب الريح وضحّى بهما من اجل غزة، وهذا ما قاله بوضوح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير. تغاضى عن كل هذه النقاط الجوهرية وقفز فوقها وهاجم السياديين.. كل ذلك لاسترضاء الحزب وتقديم اوراق اعتماد جديدة له.. والسبب: الاعداد لصفقة سياسية جديدة بينهما متى تدق ساعة حل الازمة الرئاسية في البلاد، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.