نقلا عن المركزية –
في وقت خلا خطاب رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل عقب اجتماع التكتل عصر امس، من اي اشارات ايجابية، تدل الى قرب تحقيق خرق في جدار ازمة التشكيل، بحيث استمر في توجيه الاتهامات الى بيت الوسط، بالعرقلة والتعطيل، وكأن لا وساطة ولا مَن يتوسّطون، أتى الرد الناري لتيار المستقبل على كلام باسيل، ليوحي، كي لا نقول ليؤكد، ان مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري آيلة الى سقوط، لا الى تقدّم، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
باسيل وإن اعلن تمسكه بحكومة برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري، صوّب على الاخير قائلا “بما يعنينا سنطفئ اي ذريعة جديدة لعدم تشكيل الحكومة وواضح ان هناك “فبركة” للحجج لعدم التأليف وقد اظهرنا مرارا عدم تمسكنا بأي وزارة وبينها وزارة الطاقة لكننا مع توزيع الوزارات بالمناصفة وبين الكتل والطوائف“، مضيفا “لن نترك مجالا لأي امر يمكن ان نقوم به الا ونفعله للتسهيل لأننا نريد حكومة وبرئاسة الحريري“.
وبينما تشير الى ان منطق تيار المستقبل، بدوره، قبل موقف رئيس الوطني الحر، وبعده، لم يشر الى اي تهدئة طرأت، بفعل مسعى عين التينة، على الاجواء المتوترة بين الفريق الرئاسي و”التيار الازرق”، بل ان التشكيك في نوايا بعبدا والوطني الحر بالتخلي عن الثلث المعطّل ومطلب “التحكّم بقرار الحكومة”، بقي على حاله… تتوقف المصادر عند امرين لافتين يمكن قراءتهما بين سطور قول باسيل “اذا حصلت مماطلة اكثر فنحن مجددا ندعو رئيس الجمهورية لدعوتنا الى طاولة حوار لأن المكاشفة حول الطاولة حكما ستؤدي الى تسريع وتسهيل التأليف فعندما تطرح الامور امام الجميع بشكل واضح يتوقف “القيل والقال” وتحل المشاكل مباشرة”، مضيفا “اذا حصل امتناع عن حضور الحوار الذي لا يمس ابدا بالاصول الدستورية التي ستبقى محترمة فمن الطبيعي ان نفكر عندها بمبادرة جديدة وخطوات ضاغطة اكثر وملزمة لعملية التأليف”.
فهذا الموقف يُسقط كلّ ما تردد في الايام القليلة الماضية عن استعداد نواب تكتل لبنان القوي للاستقالة من مجلس النواب. فوفق المصادر، الطرح هذا كان تهويليا لا اكثر، لمحاولة الضغط على الرئيس المكلّف من خلاله. لكن تأكّد بعد موقف باسيل امس، ان الانتخابات المبكرة ليست الخيار المفضّل لدى التيار، ربّما لعدم ارتياحه الى نتائجها، خلافا لكل ما قيل في إعلام “محور الممانعة” وصحفه في الآونة الاخيرة. من هنا، فإن باسيل قال ان في حال تعثُّر مبادرة الرئيس بري، فإنه يفضّل الذهاب نحو طاولة حوار، ولم يقل “اننا كتكتل سنستقيل من مجلس النواب”.
واذ تشير الى ان باسيل سبق وطرح هذه الفكرة (طاولة الحوار) خلال جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى مجلس النواب، تقول المصادر ان الرجل يبدو يتوخّى، من خلالها، تحقيقَ هدف ثمين مزمن لديه، الا وهو الجلوس الى الطاولة عينها مع الحريري و”إجبار” الاخير على الحديث معه، بالشخصي والمباشر، في الشأن الحكومي، بعد ان رفض الرئيس المكلّف، منذ تكليفه، ايَ لقاء يجمعه بباسيل، وصدّ كل المساعي المحلية والفرنسية والروسية التي بُذلت لإقناعه بالاجتماع برئيس التيار البرتقالي، والتفاهم معه حول مخرج ما، لأزمة التشكيل… وبينما لا تستبعد ان يتجاوب الرئيس عون مع مطلب باسيل هذا، فيدعو الى طاولة حوار في حال لم تفلح وساطة بري، تعتبر المصادر ان هذا الخيار إن تمّ اللجوء اليه، سيكون على الارجح، بلا فائدة، كون وجهات نظر كل الافرقاء، باتت معروفة. والخشية مشروعة من ان يعمّق “الحوار” المفترض، الشرخَ بين الفريقين المتنازعين على ساحة التشكيل، ويكبّرَ الهوّة بينهما، سيما اذا قاطعه الحريري او أبدى “فجاجة” في التعاطي مع باسيل خلاله…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.