نقلا عن المركزية –
تترقب المنطقة والعالم مسار المفاوضات النووية التي تستضيفها فيينا، ومصيرها. حتى الساعة، تبدو حظوظ الاتفاق والفشل متساوية، لكنها مشفوعة برغبة مشتركة قوية بتحقيق خرق، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
في الساعات الماضية، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه “يدرس” رد إيران على مقترحه لإعادة إحياء اتفاق 2015 النووي المصمّم لفرض قيود على برنامج طهران النووي. وأفاد ناطق باسم مسؤول شؤون التكتل الخارجية جوزيب بوريل، الذي نسّق المحادثات الرامية لإعادة إيران والولايات المتحدة إلى الاتفاق، بأنه تم تلقي الرد الإيراني في وقت متأخر الاثنين. وقال “نقوم بدراسته ونتشاور مع باقي الشركاء في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق) والولايات المتحدة بشأن طريقة المضي قدما”.
وقبل ذلك، أعلن مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي أن “لدينا فرصة كبيرة للعودة للاتفاق النووي” المبرم عام 2015. وقال مرندي إنه “تم حل القضايا العالقة، وهناك احتمال كبير للعودة للاتفاق النووي”. ونقلت “إيران إنترناشيونال” عن مصادر قولها، إن إيران قبلت على ما يبدو الحل المقترح للمسائل العالقة بخصوص اتفاق الضمانات، لكنها ما زالت مصرة على الحصول على ضمانات اقتصادية.
على الضفة المقابلة، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس استعداد بلاده للعودة إلى الاتفاق إذا كانت طهران مستعدة لذلك، وحذر من أن واشنطن ستشدد ضغوطها الاقتصادية والدبلوماسية على طهران إذا رفضت العودة إلى الاتفاق. وأضاف برايس- في تصريحات خلال لقائه الدوري بوسائل الإعلام- أن الطريقة الوحيدة للعودة للامتثال المتبادل هو تخلي إيران عن مطالبها الخارجة عن الاتفاق، وقال إن الدبلوماسية هي الوسيلة الأفضل لوضع قيود على برنامج طهران النووي. وأوضح أن بلاده تشارك مسؤول السياسة الخارجية بوريل رأيه بأن ما يمكن التفاوض عليه في ملف إيران النووي قد تمّ. وقال إن الولايات المتحدة ستقدم آراءها بشأن مسودة نص الاتحاد الأوروبي النهائية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشكل خاص ومباشر إلى بوريل، مشيرا إلى أن واشنطن لن تكشف عن ردها على المقترح الأوروبي.
اذا نظرنا الى المفاوضات انطلاقا من هذه المواقف، فإن الامور توحي بأن الخرق وشيك وقريب. لكن، بحسب المصادر، لا بد من التوقف عند اعلان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف منذ ايام ان بلاده تتبادل الرسائل مع واشنطن حول 3 قضايا، حيث قال “أبدينا مرونة في المفاوضات النووية وحان الوقت أمام واشنطن لتكون مرنة”. ورأى أن “على واشنطن إبداء مرونة مفيدة لكونها على عتبة انتخابات نصفية وتعاني مشكلة حادة في الوقود”، حسب تعبيره.
ايران اذا لا تزال تملك مطالب وشروطا وتطالب بليونة اميركية، وتراهن على حاجة الرئيس الاميركي جو بايدن الى انجازٍ ما، عشية الانتخابات النصفية، وتتطلع الى ان يشكّل هذا العامل دافعا، لتنازلٍ أميركي. غير ان واشنطن، كما قال برايس، مصرة على مواقفها ولن تتراجع: فإما تعود طهران الى الاتفاق وبنوده او المزيد من العقوبات.
فهل يمكن لواشنطن ان تضع بعض الماء في نبيذها وتلبي جزءا من شروط طهران؟ ام هل يمكن للاخيرة ان تتخلى عن هذه المطالب الثلاثة مثلا؟ انبعاثُ التفاهم النووي رهن بحلٍّ وسط يتم التوصل اليه في فيينا، برعاية اوروبية، فهل يحصل؟!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.