نقلا عن المركزية –
هي مئة عام وعام على قيام دولة لبنان الكبير، بنى خلالها الاجداد المقاومون عن حق، دولة تليق بشعب مناضل، أطفأت نضالاته واحلامه وكل طموحاته في ذكرى مئويته منظومة سياسية فاسدة عاثت في البلاد خرابا وفي اهلها تنكيلا وذلاً وقهرا وبؤسا حتى كفروا وهاجروا رافضين العيش في ظل حكم المافيا والفساد والاجرام. يقف اللبنانيون اليوم على مفترق طرق امام خيارين لا ثالث لهما فإما اعلان وفاة الوطن او اقتلاع الطبقة الحاكمة من جذورها…الصراع شديد والمعركة طاحنة.
وفيما دول العالم المهتمة ببقاء لبنان مستمرة في دعم شعبه وجيشه ترسل وفودها وفرقاطاتها ومساعداتها، اطلق المطارنة الموارنة اليوم صرخة مزدوجة الى الشعب والمجتمع الدولي. فدعوا اللبنانيين إلى التصدي لقوى اقليمية ومحلية تابعة لها تعمل في اتجاه زوال لبنان، بما أُوتِيوا من قوّة، فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. وناشدوا المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها.
اما الحكومة العالقة في براثن المحاصصات، فلا جديد يؤشر الى ولادتها باستثناء آمالا ابلغها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى وفد اميركي بولادتها قبل نهاية الاسبوع. لكنّ لم يعقد اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لم يعقد بعد ولا موعد له حتى الساعة. ورغم المناخات التفاؤلية التي يضخها القصر واوساطه، لا تبدو الاجواء بهذه الوردية، وقد اتى الخلاف المتجدد بين بعبدا من جهة وعين التينة ورؤساء الحكومات السابقين من جهة ثانية، ليوحي بأن التشكيل لا يزال بعيد المنال. في حين يستكمل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم مساعيه ويزور وفق المعلومات الرئيس ميقاتي عصرا ناقلا مجموعة اسماء للحقيبتين العالقتين.
تأليف هذا الاسبوع؟: في الغضون، جال وفد نيابي اميركي في بيروت اليوم، حاملا دعما للجيش اللبناني. في المناسبة، أبلغه رئيس الجمهورية ان “عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطا كبيرا والكثير من العقبات قد ذللت”، معربا عن امله في “ان تشكل الحكومة هذا الاسبوع”، لافتا الى ان “من ابرز المهمات المطلوبة منها هي اجراء إصلاحات واطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من احداث تراكمت فوق بعضها البعض وادت الى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهنا“. واكد الرئيس عون أن “الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022 وسنسهر على ان تتم في أجواء من الحرية والنزاهة، لان الحياة الديموقراطية تستوجب تجديدا في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج اليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة الى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ العام 1990 وحتى اليوم“. وشدد رئيس الجمهورية على التزامه “الاستمرار في عملية مكافحة الفساد”، معتبرا ان “اجراء التدقيق المالي الجنائي الذي اوكل الى شركة “الفاريز ومارسال” هو من ابرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة“. وأشار الى “العزم في معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني”، لافتا الى “الحاجة الراهنة لمساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة الى استمرار دعم الجيش الذي تؤمنه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية. كذلك ستكون لاعادة اعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة تعزيزا للاستقرار الاجتماعي“. وبعدما شرح رئيس الجمهورية ردا على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الاحداث على لبنان “بدءا من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والانسانية مع نزوح مليون و850 الف سوري، الى اقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البر وصولا الى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت”، اكد ان “لبنان يتأثر سلبا بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين ان تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجابا عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات“.
دعم للجيش: ونقل أعضاء الوفد الذي زار ايضا الرئيسين نبيه بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون ، قبل ان يتوجه الى اسرائيل، الى الرئيس عون “تحيات أبناء الولايات التي يمثلونها وبينهم اعداد كبيرة من اللبنانيين الذين يلعبون دورا مهما فيها”، ونوهوا بـ”دور الرئيس عون وتاريخه النضالي من اجل السيادة والحرية والاستقلال، وبالحكمة التي يدير بها شؤون لبنان في هذه الفترة من تاريخه”، وفق بيان بعبدا، واكدوا انهم سوف ينقلون الى زملائهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “مواقف الرئيس عون وشروحاته”، مجددين “التزامهم الوقوف الى جانب اللبنانيين عموما ودعم الجيش خصوصا“. في حين اكد بري أمام الوفد “ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا”.
النادي يرد: بالعودة الى الشأن الحكومي، فقد ردّت مصادر رؤساء الحكومة السابقين على البيان المعمّم بلسان “مصادر مطلعة على أجواء بعبدا”، فقالت: “فيما عملية تشكيل الحكومة لا تزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لجأت “اجواء بعبدا”، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة. وتوضيحاً للحقيقة، وحسماً للجدل نقول: أولاً: إن الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة امام مجلس النواب انطلق من نص المادة ٦٤ التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب. ثانياً: ان موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه انه تلقى قبل اسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريرا عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت، ولم يبادر إلى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال في مجلس الوزراء، كما لم يدع بصفته رئيساً لمجلس الدفاع الاعلى، الى عقد اجتماع للمجلس لدرس التقرير واتخاذ الاجراء المناسب بشأن هذه المواد، ولم يتابع الأمر مع من أشار إليهم بمتابعة أمر هذه الكميات الكبيرة والخطيرة من المواد القابلة للتفجير من أجل الحؤول دون وقوع المحظور. هذا علماً أنّ القاصي والداني يعرف أنّ فخامته، ومنذ فترة طويلة، يتدخل بالأمور الصغيرة والكبيرة- وبشكل يومي- ولكنه تغاضى عن هذه المسألة الخطيرة.
ممنوع: الى ذلك، رأس رئيس حركة “أمل” رئيس مجلس النواب إجتماعا طارئا للمجلس المركزي في الحركة خصص لمناقشة الاوضاع العامة في لبنان لا سيما السياسية والتداعيات الناجمة عن تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والصحية. وأكد الرئيس بري في مداخلته أمام اعضاء المجلس المركزي” انه ممنوع تحت أي عنوان من العناوين على أي أحد كائنا من كان في تنظيم الحركة وفي أي موقع مسؤولية كان أو على ضفافه ان تسول له نفسه بأن يلقي بسيئاته الشخصية والنفعية في مياه نهر حركة “أمل” الذي هو الناس وهي اي الحركة مسؤولة أمامهم وعنهم وليست مسؤولة عليهم“.
المطارنة: وسط هذه الاجواء، رفعت بكركي السقف من جديد. فبعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال المطارنة الموارنة في بيان: يقف الآباء مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهولٍ وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشيكلُ حكومةٍ شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنةٍ على تعذُّر هذا التشكيل لأسبابٍ تحاصصية معيبة لأصحابها. وهم إذ يُحذِّرون من مغبة ما يجري ويُخفي انقلابًا على الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف، وفق ما أشار إليه صاحب الغبطة، يُحمِّلون المعنيين في الدولة، تبعات الكوارث المتتالية التي يتسبّبون بها”. وتابع البيان “يرفض الآباء رفضًا قاطعًا الإذلال المُمنهَج للمواطنين سواءً في تسوّل أموالهم من المصارف أو في طوابير المحروقات، أو وسط شبه انعدام الدواء والمواد الحياتية الأساسية الأخرى. ويُذكِّرون الحكومة التي اتخذت قرارات حمائية تنظيمية رادعة بأن أيَّ قرارٍ يفتقر إلى آلية تنفيذية يزيد من حدّة ذلك الإذلال ومن التحايل الإحتكاري على القوانين. ويتوجّه الآباء إلى ضمائر المواطنين وأصحاب المؤسّسات وخاصّةً منهم التجّار والمستوردين والمهرّبين لعدم احتكار السلع الحياتيّة واستغلال الوضع لجني أرباحٍ غير مشروعة أمام وجع الناس وحاجاتهم الحياتيّة الأساسيّة. ويطالبون إحالة المحتكرين على المحاكم، ووضع يد الدولة على المواد المُصادَرة وتوزيعها بعدلٍ على المُحتاجين، وبالحزم في منع التهريب على الحدود اللبنانيّة-السوريّة تحت طائلة ملاحقة المُهمِلين في ذلك”. وأضاف “يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتِي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلا إلى الخراب”.
ازمة خبز: معيشيا، الازمات تتفاقم. وبينما وضعُ المحروقات من سيئ الى اسوأ، وضع الخبز والطحين بات دقيقا جدا. فقد رأى نقيب اصحاب الافران علي ابراهيم”ان الدراسة التي يعدها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمه بالنسبة لسعر ربطة الخبز وخفضها عند هبوط سعر صرف الدولار، مجحفة بحق الافران”، معتبرا انه “من المفترض ان يتغيّر السعر بحسب سعر المازوت“. ولفت الى ان “الوزير نعمه طلب اسماء الموزعين المعتمدين للخبز وكمية الخبز التي يوزعونها، ويقول اننا وزعنا 50 في المئة من الكمية، هذا الامر صحيح لكن المازوت غير متوافر“. واستغرب تبليغ نعمه المطاحن بعدم تسليم الطحين للافران، مؤكدا ان هذا الامر “سيسبب أزمة خبز”، لافتا الى ان “مخزون الطحين في الافران ينفد اليوم”، محمّلاً المسؤولية للوزير نعمه في هذا الامر. يُذكر ان بعض الافران أعلن اليوم التوقف عن العمل بسبب نفاد الطحين.
دعم اممي: الى ذلك، وفيما القطاع الاستشفائي يتداعى في ظل انقطاع الدواء “المُحتكَر” وشح المازوت، اعلنت الأمم المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار لتأمين الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. وفي السياق، وفي اطار مكافحة المواد المدعومة المحتكرة، نشر الجيش اللبناني عبر حسابه على تويتر خبراً عن مداهمة عناصر في مديرية المخابرات مستودعي أدوية في منطقتي الاشرفية والروشة وألزم اصحابهما ببيعها خلال 48 ساعة وذلك بناءً على طلب وزارة الصحة العامة.
الفيول والنفط: من جهة ثانية، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. وقال من مجلس النواب انه “وقّع عقداً مع العراق لشراء مليون طن من النفط الأسود واستبداله بكميات ملائمة لمعامل الكهرباء، وأكد أن كميّة الفيول العراقي التي يمكن أن نحصل عليها ممكن أن تعطينا بين 4 ساعات و6 ساعات تغذية كهربائية يومياً.” وتابع “نحن قادمون على فترة زمنية حيث ينخفض الطلب على الكهرباء وكمية الفيول العراقي تكفي لاعطاء نفس ساعات التغذية وأضاف”لا نملك المال لكي نأتي بفيول بديل عن الفيول الموجود في خزانات شركة الكهرباء ولولا الفيول العراقي كنا لا نملك الكهرباء.” واشار غجر الى أن “تأمين المحروقات والمازوت للمولّدات بحاجة لفتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان، ونأمل أن تحصل مفاوضات مع مصر الأردن وسوريا من أجل إعادة تفعيل اتّفاقية الغاز.” وعن النفط الإماراتي قال أنه حضّرنا المناقصة وشركة إماراتية ستسلمنا شحنتين من الفيول تحتوي الأولى على 30 ألف طن ولا يمكننا تحديد موعد تسلّمنا إلا أنّها بين 5 و10 أيلول والشحنة الثانية تصل بين 10 و20 أيلول.” أما عن النفط الإيراني، فأكد غجر أنه لم يتم التواصل معه من الجانب الايراني بشأن بواخر النفط.
مسألة امنية: في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي: قضية سفينة الوقود الإيرانية المتّجهة إلى لبنان مسألة أمنية. واعتبر ان لبنان تحول من دولة فيها منظمة إرهابية إلى دولة تحكمها منظمة إرهابية، مضيفا: نحن جاهزون لدعم لبنان ومساعدته في أزمته الاقتصادية.
التدقيق: الى ذلك وقع عون اليوم مرسوم تأمين اعتماد بقيمة 4 مليارات و927 مليون ليرة لزوم شركة الفاريز ومارسال للتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.