نقلا عن المركزية –
الافق السياسي في لبنان لا يزال محكوما بالضبابية ان لم يكن بالسوداوية في غياب المساعي المحلية والدولية الجدية لحل ازماته المتفاقمة للسنة الرابعة على التوالي. فالاجواء الداخلية مزدحمة بكثير من الاسئلة وخيبات الامل نتيجة عدم معرفة المراجع السياسية من دول الخماسية حقيقة ما جرى في اجتماع لجنتها في نيويورك، الامر الذي خلف حالة من الارباك طبعت الداخل على كل مستوياته، اذ بدت مكوناته المتصارعة وبمعزل عن التحليلات والسيناريوهات والفرضيات التي حفل بها المشهد السياسي، مصدومة ليس فقط بحقيقة انها آخر من يعلم وجاهلة للسبب الذي دفع باللجنة الى توجيه هذه الرسالة السلبية من نيويورك تحديدا الى الداخل في هذا التوقيت بالذات ولاي هدف، بل ان صدمتها اكبر بما بدا انه تجاهل لها في امر يعنيها، خصوصا ان الوقوف على ما جرى في نيويورك هو اولوية لدى كل اللاعبين المحليين على المسرح الرئاسي، الا ان ثمة امورا تتقدم عليها، جوهرها تلمّس ما يخبئه الاتي من الايام كون فشل اجتماع الخماسية شرع باب الاحتمالات واسعا في لبنان، وطلائع هذه الاحتمالات تلوح في الافق القريب حيث ان عدوى فشله لم تصب الحراك الفرنسي الذي استبدل بالقطري وحسب، انما طاولت ايضا مسعى الحوار الرئاسي الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد رفض المعارضة له.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب اشرف بيضون يرفض الاعتراف عبر “المركزية” بسقوط كل من المبادرة الفرنسية وتلك التي دعا اليها الرئيس بري انما يقول تفاءلوا بالخير تجدوه. مبدأ يؤمن به رئيس المجلس الذي لن يترك لبنان للفراغ والمجهول. من هنا حرصه الدائم على الدعوة الى الحوار في كل فترة وهو لن يعدم السبل ايمانا منه بأن لا قيامة للوطن الا بالحوار والتلاقي بين جميع مكوناته. لذا دعا معارضيه الى تقديم البدائل انطلاقا من ان قوة لبنان على ما تأكد وتحقق في اكثر من مناسبة وملف هي بتلاقي ووحدة ابنائه. اضافة الى ان الجميع يعترف ويقر بأن لا انتظام لعمل المؤسسات الادارية والدستورية وتاليا نهوض البلاد من عثراتها الا بتكوكب اللبنانيين على مختلف مستوياتهم وانتماءاتهم حول وحدة الدولة والعلم اللبناني، خلافا لذلك لنفترض اننا انتخبنا رئيس تحد خارج اطار التفاهم. السؤال البديهي هل يستطيع تشكيل حكومة ومعالجة الملفات الشائكة وما اكثرها اليوم؟ بالطبع لا .
وعن الحراك القطري وامكانية نجاحه يقول: على ما صرح الرئيس بري واجبنا ان نساعد كل يد ممدودة لنا واعتقد ان الموفد القطري على عكس الفرنسي يحيط لقاءاته بالكتمان، ما يوفر له فرصا اكثر للنجاح. هو تعلم من هذه التجربة. لكن العجيب والغريب هو الرفض المسيحي للحوار مع ان رئيس المجلس خاطب وجدانهم مرارا واكد الذهاب الى جلسة انتخاب بدورات مفتوحة سواء نجح او لم ينجح حوار الايام السبعة واكد البقاء في مبنى البرلمان حتى صعود الدخان الابيض. اعتقد ان لبنان يستأهل من الجميع التنازل فلنقدم
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.