نقلا عن المركزية –
ثمانية عشر يوما على طوفان الاقصى، وما زالت غزة تطوف بالدم الفلسطيني بفعل الحديد الاسرائيلي الوحشي ونيرانه المجبولة بالحقد والكراهية. مجازر لا تنتهي، كل يوم فصل جديد منها يحصد مئات الارواح فيما انظار العالم مشدودة الى موعد عملية الاجتياح البري التي قد تغير وجه المنطقة، الا ان دونها حسابات دقيقة تبدأ بالضوء الاخضر الاميركي المرجأ ولا تنتهي باحتمال الاصابة بانتكاسة اسرائيلية ثانية اذا ما فتحت العملية عليها ابواب جهنم.
وفي حين لم يسجل اليوم جديدا لافتا او تطورا نوعيا على جبهة غزة، بقيت جبهة جنوب لبنان على حالها من المناوشات، وسط تصاعد وتيرة اعلان لبنان التزام القرار 1701 وحماية قوات اليونيفل ، وقد خصّ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي القطاع الغربي في الجنوب بزيارة مفاجئة برفقة قائد الجيش العماد جوزف عون.
تحذير ايران والحزب: وفي وقت كانت المستشفيات في غزة تخرج تدريجيا من الخدمة، وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى تل ابيب متضامنا، ولم يخل كلامه والمسؤولين الاسرائيليين من التنبيهات الى حزب الله وايران. فقد قال ماكرون إنّ “حزب الله” والنظام الإيراني ومن يُهدّد إسرائيل عليهم عدم تشكيل خطر يخرج الجميع منه خاسرين في أي صراع”. وأضاف “نقترح بناء تحالف إقليمي ودولي لمواجهة المجموعات التي تُهدّدنا جميعا، ومواجهة الإرهاب لا يجب أن تخرج عن حدود القانون الإنسانيّ الدوليّ”. وقال: “أدعو حزب الله وإيران إلى عدم المخاطرة بتصعيد الوضع في المنطقة”. أما رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فقال “إذا انضم “حزب الله” إلى الحرب، سنتصرف ضدّه بكل قوة وبطريقة تفوق التصوّر”.
سيدفع الثمن: من جانبه، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه ماكرون، أن “لبنان سيدفع الثمن إذا قرر حزب الله الانخراط في الحرب”. وأضاف “لا نسعى لفتح جبهة جديدة في الشمال ولكننا حاضرون إذا جرّنا حزب الله للحرب”. بدوره اعلن رئيس الأركان الإسرائيلي: اننا متأهبون لإمكانية اتساع جبهات الحرب.
مناوشات: جنوبا، واذ نعى حزب الله المزيد من الشهداء اليوم، سيطر الهدوء الامني على الجبهة الجنوبية صباحا. لكن قرابة الاولى والنصف، أفيد ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار من موقع مسكاف عام باتجاه بلدة العديسة، على الاثر، أعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل مسلحا تم تحديده في الأراضي اللبنانية حاول إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل. وافيد ايضا عن غارة إسرائيلية على اطراف بلدة يارون تردد انها استهدفت سيارة في المنطقة. واشار إعلام اسرائيلي الى ان الجيش نفذ غارة بمسيّرة لإحباط محاولة إطلاق صواريخ من لبنان. وشنت مسيّرة اسرائيلية غارة على حرش يارون الواقع بين يارون ورميش ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح من حزب الله. وبعدها، رد حزب الله على الغارة الاسرائيلية فاستهدف موقع شتولا المواجه لعيتا الشعب واصابه إصابة مباشرة. وافيد ايضا ان مسيرة إسرائيلية استهدفت منطقة كفرشوبا بـ٣ صواريخ. وأجلى الجيش اللبنانيّ والصليب الأحمر قتيلًا وأربعة جرحى إلى مستشفى مرجعيون الحكوميّ. ولاحقا، افيد ان الصليب الأحمر والجيش اللبناني بالتعاون مع اليونيفل أخلوا شهيدا وجريحا من منطقة واقعة بين كفرشوبا ومزرعة بسطرة.وعصرا سقطت ٦ صواريخ في حولا مقابل مستشفى ميس الجبل وقذيفيتان فوسفوريتان بين موقعي العباد والمنارة.
التزام بالـ 1701: ليس بعيدا، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “ان الجيش ركن البنيان الوطني واليه تشخص العيون اليوم في الداخل والخارج”. وفي خلال جولة مفاجئة في الجنوب، قال “اتينا الى جنوبنا الحبيب، الذي يدفع اليوم، كما دفع دوماً، ضريبة دفاعه عن كامل اراضي الوطن بوجه كيانٍ غاصب لا يعرف الرحمة، لنؤكد احترام لبنان، هذا البلد المحب للسلام، لكافة قرارات الشرعيّة الدوليّة، والإلتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701″. وشدد على”أن منطق القوة في وجه الحق المتبع اليوم لا يستقيم كل الاوقات، والمطلوب العودة الى منطق قوة الحق وفق ميثاق الامم المتحدة وشرعة حقوق الانسان”. وكان رئيس الحكومة تفقد اليوم، في مشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون، منطقة القطاع الغربي في جنوب لبنان للاطلاع على الاوضاع هناك والمهام التي يقوم بها الجيش بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”.
واجب طبيعي: بدوره، أكد قائد الجيش “أن الدفاع عن لبنان هو واجب طبيعي ومشروع للجيش في مواجهة الأخطار التي تهدده وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، وأن المؤسسة العسكرية تتابع تطورات الأوضاع وتحافظ على الجهوزية عند الحدود الجنوبية، بالتزامن مع تنفيذ مختلف المهمات في الداخل”، مشيرًا “الى الإرادة الصلبة لدى العسكريين وإيمانهم بقدسية المهمة من دون تردد”، ومثمنًا “دعم الرئيس ميقاتي للجيش ووقوفه إلى جانبه”. ولفت إلى “ضرورة استمرار التنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار الدولي 1701”.
واجبنا الانتخاب: في الاثناء، واصل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جولته على القادة السياسيين فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والامنية في ضوء تصاعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان فضلا عن الاستحقاق الرئاسي. بعد اللقاء قال باسيل “العنوان الأساس اليوم هو الوحدة الوطنية وحماية لبنان وواجباتنا أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض لمجزرة إنسانيّة”. وأضاف “لا أحد يُمكن أن يجرّنا إلى حرب، إلا إذا اعتدى علينا العدو الإسرائيلي عندها نكون مُجبرين على أن ندافع عن أنفسنا”. واعتبر باسيل أن “اللبنانيين جميعاً متّفقون على أنّهم لا يريدون الحرب، ولكن هذا لا يعني أن نسمح بالهجوم علينا من دون ردّ.” وأشار إلى أن “الحرب ستطول وواجبنا أن نعمل لتأمين انتخاب رئيس للجمهوريّة وهذا يكون بالتفاهم لأنّ الوقت ليس للتحدّي”.
الهجوم المُرتد: من جهته، قال رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط بعد اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي الدرزي: ان العالم الغربي ضدّنا وبعض المعلّقين في لبنان يقولون إنّ ما يحصل في غزّة مؤامرة إيرانية وطهران استفادت ولكن هل قام أحد من العرب بمساعدة “حماس” من مال عربي؟ وشدد على اننا مع مقولة الأرض مقابل السلام بتسوية ولكن هل بقي شيء من تلك الأرض كي نطرح السلام؟ واعلن ان “الهجوم البرّي على غزّة قد يرتدّ على الداخل اللبناني ولذلك كان التواصل مع “حزب الله” بألا نستدرج إلى الحرب فهي في الجنوب “ماشية” ولكن ندعو إلى عدم توسيع رقعته.
شيا: الى ذلك، عرض رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة في لبنان دورثي شيا للتطورات في لبنان والمنطقة، في حضور المستشار في السفارة براين بارون. وزارت شيا ايضا وزير الداخلية بسام مولوي.
تجدد: من جانبه، رفض رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض باسم كتلة “تجدد” “زجّ لبنان في أيّ مغامرة قد تعرّضه للدخول في ساحة الصراع رغماً عن إرادة أبنائه”، ودعا من دار الفتوى بعد لقائه والكتلة المفتي عبداللطيف دريان “باسم اللبنانيين وحفاظاً على مصالحهم لتحييد لبنان عسكرياً عن الصراع المدمر ما يعني استعادة قراره السيادي ورفض تلزيم هذا القرار لأي جهة”. كما أكد “دعمنا الثابت والمستمر لقضية الشعب الفلسطيني الذي آن الاوان لبناء دولته المستقلة وفقاً لحلّ الدولتين”، وأضاف: “نشدّد على دعم الجهود العربية والدولية لحماية المدنيين وإدخال المساعدات إلى غزة، وندعو المجتمع الدولي إلى ممارسة كلّ الضغوط للوصول إلى حل عادل وشامل يستردّ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.” ودعا لـ “وقف العمليات العسكرية فورا ورفض السماح لأي جهة مسلحة لبنانية أو غير لبنانية باستعمال الجنوب منصة لمشاريعها والعودة إلى التطبيق الشامل للقرار 1701 وتسلم الجيش حصرا مهمة حماية الحدود اللبنانية”. وختم معوض “نحن اليوم أمام خطر كياني داهم في غياب دولة فعلية وفي ظل أسوأ الظروف ما يتطلّب أن يبقى لبنان أولاً وأن نتوحّد حول حمايته وإلا نكون قد ارتكبنا جريمة مميتة”.
منصوري ومولوي: في الغضون، استقبل بري في عين التينة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وعرض معه الوضع المالي. وبعد الظهر، استقبل الوزير المولوي حيث جرى عرض للاوضاع العامة لاسيما الامنية والسياسية منها.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.