نقلا عن المركزية –
جمود قاتل يسيطر على الملف الحكومي تزيد من ضراوته البيانات والمواقف العشوائية غير المحسوبة نتائجها، فيما الزيارات الاجنبية الاستطلاعية تراكم خيبات الامل بإمكان احداث اي خرق في الجدار الحكومي الصلب، وقد بات اللبنانيون على قناعة ان ورقة حكومة لبنان محجوزة في ايران، او بالاحرى في فيينا وعلى طاولة مفاوضاتها ، وكلما تأخر الافراج عنها علا سعرها، وهذا المطلوب ايرانيا، فيما لبنان واهله يدفعون ثمنا “نوويا” لا ناقة لهم فيه ولا جمل”، ليس لشيء سوى لأن فريقا منهم قرر رهن البلاد والعباد لمشروع اقليمي ” جهنمي”.
فغداة مواقف رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل العالية السقف امس، والتي وضعت حدا لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومية، ورمت كرة الحسم في ملف التشكيل في ملعب حزب الله، وقد وصفتها مصادر معارضة بمحاولة هروب الى الامام في انتظار حصول تغيير لمصلحته قد لا يأتي ابدا، وفي انتظار اي موقف في هذا الشأن يمكن ان يصدر عن الضاحية الملتزمة الصمت المطبق حتى الساعة، يبقى الترقب السلبي سائدا على ضفة التأليف الذي عاد الى المربّع الاول مع توقّف كل الاتصالات وسفر الرئيس المكلف سعد الحريري الى الامارات.
لا يمكننا الانتظار: وسط هذه الاجواء الضبابية، تتجه الانظار الى الاتحاد الاوروبي حيث ستوضع العقوبات على نار حامية، وسيناقشها الاتحاد جديا في ضوء ما سينقله اليه المفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل من معطيات، بعد ان اطّلع من كثب على الواقع اللبناني القاتم و” تناحر اهل الحكم” على الحصص والاحجام فيما البلاد تنهار. وكان بوريل اعتبر أن لبنان يحتاج لقيادة لعبور الأزمة، ونحثهم على تشكيل الحكومة. وقال في حديث لقناة “العربية” أن لبنان على حافة الانهيار المالي ولا يمكننا الانتظار لإنقاذه.
صمت.. وعدم يأس: في الداخل، قالت مصادر عين التينة تعليقا على كلام باسيل: من كان الكلام لا يكفيه لعلّ الصمت يشفيه. اما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فأكد أنه “رغم كل ما يجري” فإنه لم ييأس “من وصول المبادرات الى حل مع وجود العقلاء، شرط عدم المساس بالدستور وبالصلاحيات التي أناط بها الى السلطات الدستورية وعلى رأسها مقام رئاسة الجمهورية”. موقف الرئيس عون نقله عنه النائب اللواء جميل السيد الذي استقبله في قصر بعبدا، وأجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية الراهنة في ضوء التطورات الاخيرة ومواقف الاطراف منها”.
الابتعاد عن الانانيات: من جانبه، اكد المكتب السياسي لحركة أمل ان “المكتب الذي أعلن غير مرة تمسكه بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وطالب بتطبيقهما دون استنسابية ولا انتقائية، يعيد ويكرر أن الحلّ هو بالالتزام بهما والابتعاد عن الانانيات والمصالح الشخصية باتجاه مصلحة الوطن ومستقبله وأمنه وإستقراره، ويؤكد أن المدخل الأساس هو الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وفق مندرجات وعناوين مبادرة الرئيس نبيه بري للبدء بتلمس الحلول لإنهاء الواقع المأزوم بعيداً عن المهاترات لأن المواطن اللبناني ينوء تحت أعباء الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية المتردية إلى درجة الانهيار”. وشدد “على ضرورة أن يقوم وزراء حكومة تصريف الاعمال بمهامهم دون تردد بما يؤمن رعاية المواطنين في هذه الازمة العميقة التي تمس حياتهم ومستقبلهم، كما القيام بالإجراءات اللازمة لضرب عمليات الاحتكار المنظم من قبل الشركات التي تستنزف قدرات المواطن على تأمين مستلزماته”.
الاوضاع المعيشية: كل ذلك يحصل اذا فيما الاوضاع المعيشية آخذة في الانهيار فيما الدولة مستقيلة من دورها ومسؤولياتها: الطوابير تطول امام محطات البنزين، والدواء مفقود كما المستلزمات الطبية، الدولار يحلّق والاسعار ترتفع في شكل مضطّرد.
مفاجأة دوائية: وفي السياق، افادت مصادر معنية “المركزية” ان بعض القطاعات المعنية بملف الدواء تعد العدة لتصعيد ميداني في مواجهة ما يحصل على مستوى الوضع الدوائي بين الجهات المعنية به ومحاولات التضليل والتعمية على الحقيقة وتحميل المسؤولية لجهة واحدة. واشارت الى ان اليومين المقبلين سيشهدان مفاجأة على هذا الصعيد.
جعجع والمأساة: تعليقا على هذا الواقع، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “إنها لمأساة يتسبب بها رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال بتركهما الناس معلقين بين السماء والأرض، لا يعرفون ماذا يحدث او ماذا سيكون غدهم. هم لا يعرفون إذا كان البنزين مؤمنا والمازوت متوفرا أم لا؟ ولا يعرفون ما مصير الأدوية التي هم بحاجة إليها وما إذا كانت مؤمنة ام غير موجودة؟ ولا يعرفون ما مصير حياتهم في حال احتاجوا إلى عملية جراحية وهل ستتأمن المستلزمات الطبية التي هم بحاجة إليها في هذه العملية أم لا؟ ولا يعرف مرضى غسيل الكلى ما مصيرهم في اليوم التالي إذا لم تتأمن المستلزمات المطلوبة؟اضاف في بيان: فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال، إما أن تتدبرا أمركما في توفير الموازنات اللازمة للاستمرار بالدعم، طبعا من خارج الاحتياطي الالزامي وبعد ترشيده وحصره فقط بالعائلات المحتاجة، وإما عليكما صراحة وجهارا رفع الدعم لكي يعرف اللبنانيون ماذا عليهم ان يفعلوا. وختم “إن الدعم في الوقت الحاضر موجود نظريا ولأناس وأناس وبشكل عشوائي وينذر يوميا بالأسوأ مع بداية فقدان أمور عديدة من السوق، فهل هذا هو الدعم المطلوب أم مزيد من تضييع لما تبقى من أموال اللبنانيين من خلال التهريب إلى سوريا وإلى جيوب بعض المحظيين من كبار التجار والمستوردين”؟ فخامة رئيس الجمهورية، دولة رئيس حكومة تصريف الأعمال، عليكما اتخاذ قرار سريعا وفوريا لأن التاريخ سيحاسبكما”.
قنابل دخانية: في المقابل، أعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء ان “لا يمكن لعاقل الاقتناع والتسليم بهذا العجز السياسي وبانقطاع الحوار المجدي بين المعنيين وبتعطيل كل المخارج التي تؤدي إلى إيجاد تسوية لتشكيل حكومة فاعلة ولديها صلاحيات التعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الحادة، بحيث توقف مسلسل الانهيارات المتدحرجة في البلد والتي تسببت بها سياسات مالية خاطئة متراكمة على مدى عقود، ويعمقها اليوم الانقسام السياسي الحاد الذي منع ويمنع تشكيل الحكومة منذ أكثر من عشرة أشهر، ويتسبب بانهيار العملة الوطنية. وأشار في بيان، الى “إن الأزمة الخطيرة التي بلغها البلد، تستوجب من الجميع وقفة ضمير تستدرك الانهيار الشامل الذي يزيد من عذابات اللبنانيين ويقطع الطريق على أي خطة إنقاذ، بعد أن كانت حسابات شخصية “غطت حقائق” وجمدت خطة التعافي للحكومة قبل أكثر من سنة، وكان الشروع بتنفيذها وفر على لبنان واللبنانيين الكثير من الخسائر. لكن المفارقة أن بعض هذا العجز السياسي يحاول الاختباء خلف قنابل دخانية ويرمي أثقال عجزه على حكومة تصريف الأعمال، عبر عناوين “التعويم” و”التفعيل”، ودفعها لمخالفة الدستور“. أمام هذه الوقائع، ذكرت رئاسة مجلس الوزراء “أن الاولوية تبقى دائما وأبدا، لتشكيل حكومة جديدة تنهي الانقسام السياسي الذي يدفع البلد نحو الاصطدام المدمر على كل المستويات”، معتبرة “ان تشكيل الحكومة هو مسؤولية وطنية، ويكتسب في ظل الظروف الراهنة صفة المهمة المقدسة التي يفترض أن يتجند لها جميع المعنيين، لأن التأخير في ولادة الحكومة العتيدة يشكل طعنة للوطن والمواطنين ويتسبب بهذا الانفلات المخطط في سعر صرف الدولار الأميركي الذي هو أساس كل المشاكل بعد أن تضاعف سعره منذ استقالة الحكومة، وكذلك في فقدان الأدوية والمحروقات وفي تفاقم أزمات الكهرباء والمستشفيات”.
فهمي يهنئ: على صعيد آخر، إستقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد اسعد الطفيلي والمدير العام لمديرية الجمارك بالوكالة ريمون خوري وضباط وعناصر الجمارك في مرفأي بيروت وصيدا الذين احبطوا محاولات تهريب الكبتاغون وحشيشة الكيف الى المملكة العربية السعودية. وتوجه الوزير فهمي إليهم بالقول “أهنئكم من كل قلبي واقول لكم: صحيح انكم لا تملكون المعدات الكافية، لكن عملتم كأي دولة تتمتع بعتاد حديث، فمن مرفأ صيدا الى المطار الى مرفأ بيروت كافحتم بجدارة عمليات التهريب وآخرها 3 ملايين حبة كبتاغون ضبطت في مرفأ بيروت متوجهة الى جدة“. أضاف”لقد عملتم باللحم الحي والارادة الصلبة، ونحن نجهد لتأمين معدات حديثة لكل المعابر على الاراضي اللبنانية. ونؤكد ان لهذا النجاح تعاونا بين كل الاجهزة الامنية لأننا جسم واحد لمصلحة البلد ومن أجل مصلحة أبنائنا ومستقبلهم“.
الانتخابات..دعم اممي: على خط آخر، وفي حين كثر في الاونة الاخيرة الحديث عن امكان اطاحة الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها الانتخابات النيابية ، وبمبادرة من ممثلي منظمات دولية، عقدت هيئة الإشراف على الإنتخابات إجتماعاً مع ممثلي: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، الإتحاد الأوروبي EU، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAIDومنسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان UNSCOL ، وجرى التداول بشأن الإنتخابات النيابية العامة المقبلة في أيار 2022 ، ودور هيئة الإشراف على الإنتخابات وحاجاتها لمراقبتها والإشراف عليها وفقاً للأصول. واشارت المعلومات الى ان المنظمات هذه ابدت كل استعداد لتقديم الدعم اللوجستي وما يلزم لاجراء الانتخابات في موعدها.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.