نقلا عن المركزية –
ما يجري في العراق يعكس حال الصراع القائم بين نارين: من يسعى لقيام العراق ووقف التدخلات الايرانية فيه وبين جماعات تسعى لتثبيت النفوذ الايراني. تتخذ المعركة الطابع القومي بعدما التفت زعامات شيعية قوية شعبياً امثال مقتدى الصدر(سائرون) وعمار الحكيم (الحكمة) والزعامتان تحت عباءة المرجعية الشيعية الاولى علي السيستاني. وتحتدم المواجهة مع الحشد الشعبي المتهم بتصفية ناشطين عراقيين.
في المقابل، تحظى حكومة مصطفى الكاظمي بدعم داخلي عارم ومساندة خارجية لفرض القانون وحصرية السلاح بيد الدولة وانهاء الحالات الشاذة. وبدت لافتة المواقف التي صدرت السبت عن مسؤولين وعدد من رؤساء الكتل ضد ممارسات الميليشيات الشيعية والاصرار على حصر السلاح بيد الشرعية وعدم التراجع عن تطبيق القانون على الجميع. فهل اقترب العراقيون من بناء الدولة التي يحلمون بها؟
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر أكد لـ”المركزية” “ان اجتياح جورج بوش للعراق كان اكبر خطأ في التاريخ، أدى الى قتل الملايين وتسليم البلاد الى ايران، فتولى الحكم جماعة من الفاسدين، نهبوا على مدى 18 عاماً ولا زالوا، ولم يساعد الاميركيون ولا الجانب الآخر، العراق في بناء دولة او تأسيس جيش رغم ان الجيش العراقي كان من أقوى الجيوش في البلدان العربية. في المقابل، نجد ان ايران دولة اقليمية كبيرة، عانت من العراق في عهد صدام حسين ومن الاجتياح والحرب، لذلك اعتقد أنها لن تتخلى عن نفوذها في العراق، خاصة وأنها تملك مراكز نفوذ من خلال جماعتها المؤيدة لها. أما الجانب الاميركي الذي فشل فشلا ذريعا، لكنه في الوقت عينه لا يستطيع ان يترك العراق بخفي حنين ويسلمها لانصار ايران”.
أضاف: “ممنوع على الجيش العراقي أن يتسلح الا بما تُنعم عليه الولايات المتحدة، وممنوع عليه ان يتعامل مع جيوش الدول العربية الاخرى الا بإذن اميركي، لذلك، فإن أي حكومة تصل الى الحكم لا يمكنها الاستمرار اذا لم ترض عليها ايران اولا واميركا ثانياً، بدليل تسلم الفاسدين البلاد منذ عام 2003 ، بشهادة العراقيين الذين بدأوا يكشفون عن المليارات التي نُهبت من البلاد. فالعراق من أغنى الدول العربية، ويملك النفط واراضي زراعية خصبة تشتهر بالنخيل والارز، لكن النخيل يتم حرقه والانهر تتلوث وتموت الاسماك. فهل هذا الامر مقصود لإفقار العراق وجعله خاضعاً دوماً؟ واين تذهب أموال النفط؟
ولفت جابر الى ان “تركيا تحتل قسما من العراق، كما ان داعش ما زال موجودا وهناك الميليشيات المساندة للجيش، منها الشرعي وغير الشرعي، والحشد الشعبي يعتبره العراقيون شرعيا لأن البرلمان صوّت على وجوده وشرعيته ووضع له الاسس، في حين تعتبره الولايات المتحدة خصما لها، وهذا ما خلف التوتر في العراق وسيبقى كذلك، الى ان يحصل تفاهم اميركي – ايراني استنادا الى الاتفاق النووي. توازياً، يسير رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بين النقاط، لأنه من جهة لا يمكنه معاداة ايران ومن جهة اخرى لا يمكنه إغضاب الولايات المتحدة”.
ورأى “ان الحل يكمن في حصول انتخابات نزيهة ووصول برلمان الى الحكم يمثل الشعب، بعد صياغة قانون انتخابي جديد وإجراء الانتخابات بإشراف دولي، والوضع في لبنان مشابه تماما، عندها يستطيع العراقيون ان يتفاهموا على صيغة الدولة العراقية وعن علاقتها الممتازة مع الجارة ايران المهمة بالنسبة لها وفي الوقت نفسه على علاقة مميزة مع أميركا. آنذاك، تبدأ عملية فك العقد خطوة خطوة كمصير الحشد الشعبي مثلاً ووضع استراتيجية دفاعية وتسليح الجيش فيصبح دور القوات غير النظامية في المرتبة الثانية بعد الجيش النظامي”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.