نقلا عن المركزية –
الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة”. ليس أدلّ الى مأسوية الواقع اللبناني وازمته العصيّة على الحل من عبارة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، في يوم التأمل والصلاة في الفاتيكان. ساندري العالم بـ”البير اللبناني وغطاه” وفداحة اقترافات الطغمة الحاكمة، القابضة على ارواح اللبنانيين، سلّم وقداسة البابا فرنسيس لبنان وشعبه الى الروح القدس لانقاذه من جهنم منظومته الماضية في اتجاه المزيد من ممارسات اذلال الشعب وسحقه واستنزافه حتى آخر نقطة من احتياطه بموافقة استثنائية هنا واستدانة هناك واستصدار بطاقات تمويلية غير مؤمن مصدر تمويلها، فيما تتلف بلامبالاتها اخر قطرات من اعصاب الناس في طوابير الذل امام المحطات على رغم رفع سعر صفيحة البنزين الى اكثر من سبعين الفاً. معاناة يندى لها جبين العالم بأسره الا جبين قادة لبنان من اعلى الهرم الى اسفله، ولا يهزه تقرير لمنظمة اممية تؤكد ان 30 في المئة من اطفال الوطن المنهار ينامون ببطون خاوية ولا امن يترنح كل لحظة على حافة الانفجار ولا اناس يموتون لعدم توافر كهرباء لآلات تنفس او دواء سجلت آخر انجازاتهم اليوم مواقف كلامية بوجوب استمرار دعمه من دون تأمين مصادر تمويل. فهل تشفع صلوات العالم بأسره بلبنان وتفعل الهامات الروح القدس فعلها في عقول حكامه ليفكوا اسر حكومته من سجن اطماعهم وانانياتهم الشريرة؟
البابا يصلّي للبنان: فيما اللبنانيون غارقون في جهنّم حقيقية ويتقلّبون يوميا على نار الازمات المعيشية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، انشدّت قلوبهم وعيونهم اليوم الى الفاتيكان الذي صلّى منه البابا فرنسيس على نيّة خلاصه وسلامه وانتهاء جلجلته.
الله وحده قادر: في العاشرة صباحا انطلق في الفاتيكان، “يوم التأمل والصلاة من اجل لبنان” الذي دعا إليه الحبر الاعظم، بمشاركة عشرة من قادة مختلف الطوائف المسيحية في لبنان، والسفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري. وضمّ اللقاء عشرة من المسؤولين الكنسيّين في لبنان: 6 يمثّلون الكنيسة الكاثوليكيّة و3 يمثّلون الكنائس الأرثوذكسيّة، وواحد يمثّل الكنيسة الإنجيليّة. وقد بدأ اللقاء بترحيب من الحبر الأعظم، ليعقد بعدها أول اجتماع مغلق يليه غداء ثم الجولة الثانية من الاجتماع. في السياق، وقال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري “الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها”. وكان البابا قال امس ادعو الجميع إلى الوحدة معنا روحيا بالصلاة كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها وأن يظهر مجددا وجهه، وجه السلام والرجاء“.
3 جلسات وصلاة مسكونية : وفي بيان صادر عن دار الصحافة لدى الكرسي الرسولي، حيا الحبر الاعظم، في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان رؤساء الكنائس في لبنان لمناسبة “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” الذي دعا إليه في كلمة وجهها بعد صلاة التبشير الملائكي في الثلاثين من أيار الفائت. وأورد البيان أن الحبر الأعظم قال إنه “سيلتقي في الفاتيكان في الأول من تموز بقادة الجماعات المسيحية الموجودة في لبنان، ليوم تأمل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معا من أجل عطية السلام والاستقرار“. وجاء في البيان “أضاف الأب الأقدس أنه يوكل هذه النية إلى شفاعة أم الله المكرمة في مزار حريصا، ومنذ هذه اللحظة أطلب منكم مرافقة الاستعداد لهذا الحدث بصلاة تضامنية، طالبين مستقبلا أكثر سلاما لهذا البلد الحبيب. توجه الجميع بعد ذلك سيرا على الأقدام من بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس حيث كانت هناك وقفة صلاة: “صلاة الأبانا“. وتتخلل “يوم التأمل” ثلاث جلسات مغلقة في القصر الرسولي بالفاتيكان: الأولى عند الساعة العاشرة صباحا، والثانية عند الساعة 11 والثالثة عند الساعة 14. يختتم “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس بصلاة مسكونية من أجل السلام“. أضاف البيان “هذا وقد ذكر قداسة البابا فرنسيس في كلمة وجهها بعد صلاة التبشير الملائكي الثلثاء الماضي بيوم التأمل والصلاة من أجل لبنان ، وقال أدعوكم جميعا للاتحاد روحيا معنا والصلاة من أجل لبنان كي ينهض من الأزمة الخطيرة التي يمر بها ويظهر للعالم مجددا وجهه، الذي هو وجه سلام ورجاء. نرافق بالصلاة “يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان”… معا من أجل لبنان“.
لجنة متابعة؟ ووصفت مصادر مطلعة لـ”المركزية” الاجواء في الفاتيكان بالجيدة جدا،اذ طُرحت مجمل الافكار الواردة في اوراق العمل وانعكاس الخلافات بين المسؤولين من الطائفة نفسها سلبا على الاوضاع العامة، كما وجوب متابعة اللقاء عبر لجنة او اي وسيلة اخرى لعدم تركه يتيماً. واكدت ان قداسة البابا يبدي اهتماما بالغا بلبنان وقضاياه حتى انه وصل باكرا وبدأ اللقاء قبل الموعد المحدد، موضحة ان نتائج اللقاء ستتظهر في وقت لاحق، من خلال شبكة علاقات الفاتيكان مع دول العالم المؤثرة الرافضة انهيار لبنان.
عون وترسيخ الوحدة: في المواكبة المحلية للحدث الفاتيكاني، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ”يوم التأمل “، وكان غرد عبر “تويتر”: “اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان. دعوتنا معا، مسيحيين ومسلمين، أن نوطّد قيم الحق والعدالة والتوازن والاحترام المتبادل التي ترسّخ وحدتنا الوطنية، فنعيد معاً لوطننا رسالته الفريدة في العيش المشترك، في محيطه والعالم“.
الحريري: من جانبه، قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري: ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب. واضاف: أملنا ان يتكلل اللقاء الفاتيكاني بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان اكثر من بلد، انه رسالة.
باسيل: بدوره، غرّد رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل عبر “تويتر”، قائلاً: “وجود المسيحيين في لبنان مرتبط بدورهم فإذا انتفى الدور انتفى الوجود؛ تعاطي الفاتيكان معهم بأقل من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة أقلها هجرتهم الكاملة؛ دور الفاتيكان محوري ومعنوي، هم ليسوا بحاجة لمن يفرض وجودههم بل للاعتراف بدورهم؛ الكرسي الرسولي قادر على استنهاض قوتهم فيطمئنون إلى غدهم“.
المحروقات: محليا، الازمات على حالها، وقد لاحت اليوم بوادر حلحلة مرتقبة في ازمة المحروقات مع صدور جدول الاسعار الجديد صباحا وبدء الشركات بتسليم البنزين والفيول الى المحطات تباعا، في ضوئه. وبينما بقيت الطوابير طويلة امام المحطات رجحت معلومات صحافية ان تبدأ المحطات بتزويد المواطنين بالبنزين بدءاً من مساء اليوم أو صباح الغد بعدما بدأت البواخر بإفراغ حمولتها، لافتة إلى وعود تلقتها الشركات المستوردة للنفط بفتح اعتمادات في 10 تموز المقبل، وفي حال صدقت ستُحلّ مشكلة البنزين جزئيًّا.
البراكس: تعقيباً على ذلك، لفت عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس عبر mtv إلى أن “الشركات تقوم بالتوزيع على المحطات بوتيرة أفضل من قبل، ومن المفترض أن نلمس بعض التحسّن”، لكنه أشار إلى أن “الحل الجذري للأزمة هو بوقف التخزين والتهريب… وليس باعتماد سعر صرف 3900 ليرة لدعم الاستيراد”.
أبو شقرا: وكان ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا طمأن المواطنين صباحاً، إلى أن “البواخر بدأت بالتفريغ وبدأت الشركات المستوردة للنفط بتوزيع المحروقات على المحطات اليوم، وهناك شركات أبدت استعدادها للتوزيع في أيام العطلة لإراحة السوق”. وأبدى في تصريح، ارتياحه “للاتصالات التي جرت مع الشركات المستوردة للنفط التي طمأنت إلى تحسّن وضع السوق في الايام المقبلة”، وشكر “كل مَن سعى وعمِل على حل الازمة”، وقال: الموضوع الاهم هو المواطن الذي يبقى الهمّ الأول والأخير“.
جدول جديد: وصدر اليوم جدول تركيب أسعار المحروقات الجديد حيث تخطّت سعر صفيحة البنزين الـ 70 ألف ليرة، وجاءت الأسعار بحسب الجدول الصادر عن المديرية العامة للنفط – وزارة الطاقة، كالآتي:
– بنزين 98 أوكتان: 72200 ليرة. – بنزين 95 أوكتان: 70100 ليرة. – ديزل أويل: 54400 ليرة.
دعم الدواء مستمر: في همّ معيشي آخر، رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وزير المال، وزير الصحة حمد حسن وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة للبحث بأزمة الدواء والحلول الآيلة الى الحدّ من تداعياتها السلبية. وصدر عن الاجتماع بيان اشار الى “توافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحدّدة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيس الحكومة الى مجلس النواب، وضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية“. وقال البيان: ستصدر لاحقاً موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة.
من اين الدعم؟ في السياق، تساءلت مصادر معنية عبر “المركزية” عن الجهة التي ستموّل استمرار دعم الدواء وما اذا كانت على غرار المحروقات المُستدان ثمن دعمها من احتياطي مصرف لبنان على أمل ردها في دولة انعدام الامل او كالبطاقة التمويلية التي اُقرت عشوائيا لاستخدامها انتخابيا على امل ايضا ان تمول بعد ثلاثة اشهر من قرض البنك الدولي؟ واكدت ان استمرار العلاج الموضعي واستمرار استنزاف احتياطي “المركزي” سيتسبب عاجلا ام آجلا بافلاس الدولة ان لم يسابق الانفجار الامني مسيرة الاقتراض من دون كفالة.
ما بعد الاعتذار: سياسيا، لا جديد والرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد. وبينما سُجّل اليوم استقبال الرئيس فؤاد السنيورة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، حيث عرضا الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما اعلن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة، قال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش ان “الكلام حالياً ليس عن الإعتذار لكن البحث قائم على “ماذا بعد الإعتذار“.
دار الفتوى والجيش: في الموازاة، ربط كلّ من تيارالمستقبل” ودار الفتوى، بين الوضع الامني في طرابلس الذي اهتز في الايام الماضية، من جهة، وبين التعثر في تشكيل الحكومة من جهة ثانية. فقد قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان “نناشد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعا من الوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم“. ونوه بـ”المهام الكبيرة التي يقوم به الجيش والقوى الأمنية في حفظ الأمن والسلامة والاستقرار الذي هو الأمل الأخير في بقاء لبنان وشعبه الصبور الذي لا يفقد إيمانه بالله وبوطنه الذي سيخرج لا محالة من هذا النفق المظلم بهمة المخلصين والأوفياء لوطنهم“، خاتما “نوجه تحية محبة وتقدير واحترام الى قائد الجيش وضباطه وعناصره الذين يسهرون على حماية الوطن والمواطن بالتعاون مع القوى الأمنية المولجة حفظ الأمن. حمى الله لبنان واللبنانيين من شر الفتن والأزمات المتراكمة التي تلاحقهم كل يوم، وهذا لا يمكن أن ينتهي إلا بتشكيل حكومة إنقاذ تنهض بالوطن وتكون على مستوى التحديات التي نواجهها جميعا“.
اجندات مشبوهة: بدوره، أكد تيار المستقبل ان “قوتنا تكون بدعم جيشنا لمنع محاولات خطف طرابلس، والتلاعب بمصيرها”، مشيرا الى ان “الخروج من القعر المالي والاقتصادي، يكون اليوم برفع الصوت عالياً حيال كل من يعطل تشكيل حكومة المهمة بقيادة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسب الدستور، من أجل الضغط عليهم للافراج عن التشكيلة الحكومية التي يحتاجها اللبنانيون لوقف الانهيار وإعادة وضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي، بعد ما وصله من انحدار في ظل سياسات هذا العهد التي لا تقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين، ولا سيما الطرابلسيين خصوصاً، وأهل الشمال عموما“. وقال التيار اثر اجتماع لقيادته في طرابلس “إن ما يحدث في طرابلس اليوم، يؤلمنا جميعا كأهل لهذه المدينة التي لن يستطيع أحد اذلالها أو اخضاعها، أو استخدام أبنائها في أجندات مشبوهة تسعى إلى الفوضى، بعيدا من ثقافتهم وقيمهم الإنسانية والوطنية الحريصة على السلم الأهلي. وناشد ” جميع الأهالي، عدم الانجرار إلى مشروع تحويل طرابلس إلى جزيرة معزولة عن وطنها، وندعو اليوم، أكثر من أي وقت مضى إلى التمسك بالدولة، والتلاحم مع جيشنا الوطني وسائر الأجهزة الامنية، التي تعيش معنا ومع كل اللبنانيين نفس المعاناة ونفس الوجع“.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.