نقلا عن المركزية –
بين برودة العاصفة المناخية التي يشهدها لبنان منذ ثلاثة أيام والمرشحة للاشتداد في الساعات المقبلة مع تسجيل ارقام قياسية في المتساقطات التي اغرقت شمال البلاد لا سيما طرابلس وعكار بالمياه وارتفاع سماكة الثلوج في الجبال وبرودة المناخ السياسي المتأثر بالطقس، غاب أي تطور بارز عن الوضع الداخلي في ما عدا بعض المواقف المتصلة بالملفين الامني جنوبا والرئاسي الذي يبدو سيشهد حراكا خجولا لدفعه قدما في ضوء المعلومات عن اجتماع لدول الخماسية نهاية الشهر الجاري ستعقبه زيارة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان والقطري جاسم بن فهد.
القصف يدمر منزلا: برودة الطقس والامطار الطوفانية لم تبرّد جبهة الجنوب الحامية ،اذ بعد ليل طويل، أطلق في خلاله الجيش الإسرائيلي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على القرى والبلدات، نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية قرابة الأولى الا ربعا بعد الظهر، عدوانا جويا، فأغارت على أحد المنازل في بلدة يارين الحدودية بصاروخي جو- ارض مما أدى الى تدميره بالكامل. وافيد عن وقوع اصابات، وحضرت فرق الاسعاف الى مكان الحادث.كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منطقة “حامول” شرقي بلدة الناقورة، والمنطقة الواقعة بين يارين وطيرحرفا.
وفيما أفادت القناة ١٢ الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي شن هجومًا استباقيًا على جنوب لبنان وان المقاتلات هاجمت أهدافًا لـ”حزب الله”، أشار الحزب إلى أنّه استهدف قبل الظهر موقع العاصي بالأسلحة المناسبة وتمت اصابته إصابة مباشرة.
وقف النار والتزام 1701: سياسيا، اختتم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا أمس زيارة إلى لبنان استغرقت أربعة أيام،كانت جزءاً من زيارة منتظمة لبعثات حفظ السلام في الشرق الأوسط، وقد جاءت في ظلّ التوتر الشديد على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل. وبحسب بيان، ناقش لاكروا “الدور المهم الذي تلعبه اليونيفيل في تهدئة التوتر على طول الخط الأزرق”، مشددا على أنه “يجب على جميع الأطراف وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 والعمل على التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي دائم”، مؤكداً أن “هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم”. وقال لاكروا في ختام جولته في لبنان: “إننا نشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف عبر الخط الأزرق والخطاب الذي شهدناه منذ الثامن من تشرين الأول، والذي يشير إلى احتمال حدوث تصعيد أوسع نطاقاً، وهو ما يجب تجنبه بأي ثمن. إننا نواصل حثً جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، لأن كل يوم يستمر فيه هذا الوضع يزيد من خطر نشوب نزاع أكبر وأكثر تدميراً. ومنذ بدء تبادل إطلاق النار، أصيب أو قُتل عشرات المدنيين والصحفيين، وتعرضت مواقع اليونيفيل للقصف أكثر من عشرين مرة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من جنود حفظ السلام”.وأضاف: “هذا غير مقبول ويجب أن ينتهي. إننا نذكّر الأطراف والجهات الفاعلة المشاركة في تبادل إطلاق النار مرة أخرى بالتزامهم بتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين وحرمة موظفي الأمم المتحدة ومبانيها”، مشيدا ب”المثابرة التي أظهرها أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام من اليونيفيل في مواجهة هذه التحديات”.وقال: “في السياق الحالي، واصلت اليونيفيل كل الجهود لتنفيذ ولايتها على الرغم من التحديات على نطاق غير مسبوق منذ عام 2006″، مضيفاً “ان البعثة وحفظة السلام التابعين لها يواصلون التأكيد على دعمهم المستمر للتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع”.
القوات مستعدة: في المقلب الرئاسي، كتب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على حسابه عبر منصة “إكس” ، “دولة الرئيس نبيه بري: نحن مستعدون لحضور أي جلسة انتخاب رئاسيّة تدعو إليها بدورات متتالية حتى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكن مع الحفاظ طبعًا على حقّ كلّ كتلة نيابية وكلّ نائب بالتصويت لمَن تراه ويراه مناسبا. وهذا ما كان يجب أن يحدث قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ولكن أن تأتي الأمور متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدًا.
“الخارجية” قلقة: في المواقف ايضا، أعربت وزارة الخارجية والمغتربين عن بالغ قلقها من التصعيد الأخير والعمليات العسكرية في البحر الأحمر، وغارات الطيران الحربي على الاراضي اليمنية. ودعت في بيان، الى خفض التوتر، ووقف التصعيد والعمليات العسكرية من خلال تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لدعم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر. كما حذرت من أن عدم معالجة الأسباب الحقيقية لهذا التصعيد، أي الوقف الشامل والفوري للعدوان الاسرائيلي والحرب على غزة، قد يوسع دائرة الصراع كما بدأ يحصل مؤخراً، ويُنذِر بإمتداده الى كل الشرق الاوسط بما يهدد السلم والامن الإقليميين والدوليين. كذلك أكدت الوزارة مجدداً أن السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية القائم على قرارات الشرعية الدولية قادر وحده على تحقيق الامن والاستقرار والرخاء لدول الشرق الاوسط، ومنطقة البحر الأحمر.
العاصفة مستمرّة: في الغضون، توقّعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الأمطار المتفرقة حيث تكون غزيرة احيانا مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 1500 متر وما فوق، خصوصا شمال البلاد، ومن المتوقع ان تشتد في فترة مساء الاحد – فجر الاثنين مع بقاء ظهورالضباب على المرتفعات ورؤية سيئة. وأدت الامطار الطوفانية الى تشكل السيول في بعض المناطق والى انهيارات للتربة في مناطق أخرى، وعمل الدفاع المدني على انقاذ مواطنين علقوا في سياراتهم في خلدة وانقاذ مواطنين من منازلهم في العبدة – منيارة والكنيسة في عكار.وفي عكار، أدّت الأمطار الغزيرة التي بدأت من مساء أمس الجمعة، إلى فيضان مجرى النهر الكبير في عكار صباحا ، ما خلّف أضراراً في الأراضي الزراعية. واقتحمت السيول أراضي وممتلكات المزارعين ومنازلهم في خراج البلدات اللبنانية الواقعة على ضفة النهر، ومنها حكر الضاهري والسماقية والعريضة والمسعودية.وسجل فجر اليوم انهيار سقف منزل في منطقة ساحة الدفتردار في طرابلس على قاطنيه ما ادى الى سقوط جريحة تدعى “س.س” جرى نقلها الى مستشفى طرابلس الحكومي للعلاج نتيجة تعرضها لكسر في ظهرها وفي يدها ووصفت حالتها لاحقاً بالمستقرة. كما غرق مخيم للنازحين السوريين في عكار بسبب السيول الناتجة عن الأمطار.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.