نقلا عن المركزية –
بعد فترة انقطاع، استؤنف منذ ايام الحوار السعودي – الايراني برعاية عراقية على مستوى المسؤولين الامنيين . في تفاصيل الجولة الجديدة، قالت وزارة الخارجية في بغداد إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان حاضرا في جلسة المفاوضات. الا انها ذهبت في الرهان على خرق قد تحمله، بعيدا، حيث لفتت الى ان المباحثات السعودية الايرانية التي تجري في بغداد “قد تمهد لعودة العلاقات الدبلوماسية”.
المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف ذكر عبر وكالة الأنباء العراقية “واع”، أن “العراق استضاف الجولة الخامسة للحوارات الثنائية، ضمن إطار انتهاج السياسة العراقية مبدأ التأسيس للحوارات الجماعية لتكريس التوافق والتوازن على مستوى المنطقة”. وشرح أن “أجواء المفاوضات سادها الهدوء وكانت هناك حالة من الإيجابية والتفاهم”، موضحا ان “الحوار دار حول ملفات عدة من بينها الملف الأمني”، لافتا الى ان “جولة الحوارات بدأت ولا زالت ممتدة وتأخذ طريقها إلى أحداث مقاربات جوهرية وأساسية ربما سيكون منها استئناف التمثيل الدبلوماسي بين إيران والسعودية”.
بحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية لـ”المركزية “، فقد اتفق على المواضيع المدرجة على جدول الاعمال على ان ترتقي الاجتماعات المقبلة من مستوى الامنيين الى وزيري خارجية البلدين لاستكمال النقاش، في خطوة بالغة الاهمية. وقالت إن انتعاش الحوار الاقليمي علامة جيدة ومطمئنة. ذلك انه وبعد انطلاق الحرب الأوكرانية وما كان لها من تداعيات سلبية على مفاوضات فيينا، عُلّقت الاخيرة فدخل العالم عموما والمنطقة ضمنا، مرحلةَ تصعيد جديدة اصابت بشظاياها الحوارَ السعودي- الايراني، الذي توقّف ايضا، خاصة بعد ان اعدمت الرياض معارضين شيعة… غير ان عامل الوقت بدّل هذا التشنج، فاستوعب العالم ما يحصل في أوكرانيا واعاد الامساك بالملفات الساخنة والدسمة كلها: محادثات فيينا استؤنفت في الكواليس وباتت في مراحل متقدمة، وعليه، وانطلاقا من هنا، كان لا بد للحوار الاقليمي من ان ينتعش. فهكذا كان.
ووفق المصادر، ان الجانبين في مرحلة ترقّب، وسيواكبان ما سيحصل في فيينا. فاذا خرجت محادثات العاصمة السويسرية بـ”قمحة”، أسّس حوار بغداد لتهدئة بين القوتين الاقليميتين. اما اذا خرج بـ”شعيرة”، فما يسعى اليه المجتمع الدولي من خلال الوساطة العراقية، المدعومة من عواصمه الكبرى، من اوروبا الى واشنطن، هو الا يؤدّي سقوطُ المفاوضات النووية الى انفجار الاوضاع في المنطقة، بل ان يبقى “حوار بغداد” ساحةً للتنسيق والتهدئة والتلاقي ولضبط الخلافات واستيعابها…
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.