نقلا عن المركزية –
موجة تفاؤلية عارمة ارتفعت اليوم في بحر التشكيل قد تصل الى شاطئ الامان من دون عقبات لتبصر الحكومة النور خلال ساعات، ان لم يطرأ شيطان في تفصيل صغير يكبح جماح الاندفاعة نحو وضع حد لتعطيل متماد تجاوز الثلاثة عشر شهرا. فغداة الاتصال الفرنسي – الايراني، وعلى وقع معلومات عن ضغوط اميركية قوية على المعنيين بلعبة الحكومة، بدا ان المياه تحركت جديا في مستنقع التأليف وقد بات صدور مراسيم الحكومة مسألة ساعات لا اكثر.
وبحسب معلومات صحافية، الاجواء الحكومية تفاؤلية وايجابية جدا. ونقلاً عن مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، اشارت المعطيات الى ان هنري خوري سيتولى حقيبة العدل، بسام المولوي الداخلية، الشؤون الاجتماعية من حصة الرئيس عون، الاقتصاد لسني من حصة ميقاتي، الطاقة لرئيس الجمهورية وستسند الى وليد فياض، اما حصة المردة فهي الاشغال والاعلام. واستبعد مصدر مطّلع ولادة الحكومة غداً بسبب الحداد الرسمي، مشيرا الى انها قد تتأجل إلى الأربعاء.
الحزب يتدخّل؟: وفي وقت تحدثت معلومات عن لقاء مرتقب بين وفد من “حزب الله” والنائب جبران باسيل لمناقشة الملف الحكومي، قالت مصادر باسيل ان لا إتصال ولا لقاء مرتقباً بين “حزب الله” وباسيل الذي لا يتدخل في الملف الحكومي. وكان افيد قبل الظهر ان مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم استأنف وساطته الحكوميّة، بعد فترة هدوء أعقبت الخلاف الذي ظهر الى العلن عبر البيانات والمصادر بين بعبدا ورئيس الحكومة المكلّف.
48 ساعة: في المواقف، أبدى عضو كتلة لبنان القوي النائب سليم عون،”تفاؤله في موضوع تشكيل الحكومة”، وقال “لبنان على قاب قوسين او أدنى من التأليف”، متوقعا تأليفها “خلال 48 ساعة“. ولفت في حديث الى إذاعة “صوت كل لبنان”، الى أن “الحكومة ستكون مؤلفة من 24 وزيرا بينهم 8 وزراء لرئيس الجمهورية و16 وزيرا للأطراف الباقية”، وأشار الى أن “رئيس الجمهورية سهل كل الأمور حتى موضوع الثلث الضامن”، منبها الى أن “عدم التأليف ضمن الساعات المذكورة يعني أن لبنان أصبح في مسار آخر وهو ما لا يريده أحد داخليا ولا خارجيا“.
قدّم تشكيلة؟: من جانبه، أعلن عضو كتلة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي النائب علي درويش أن ميقاتي قدم تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لافتا إلى أن “هناك تفاصيل وصلت الى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف“. ورفض إعطاء مهلة محددة للتأليف، مؤكدا أن “الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيرا، وفي حال لسبب ما لم تشكل بهذه الصيغة، فهناك خيارات أخرى للرئيس المكلف من ضمنها طرح موضوع أربعة عشر وزيرا“. وعن احتمال اعتذار الرئيس المكلف، شدد في حديث إذاعي على أن “طالما هناك انطباعا بإمكان تأليف حكومة، فالرئيس المكلف جاهز وحاضر لفعل ما يستطيع فعله، إنما اذا وصل الى أبواب مغلقة بشكل كامل فهو سيعلن عدم الاستمرار بالموضوع“. وأشار الى أن “أطرافا عدة قد أدت دورا ايجابيا في اليومين الماضيين على الصعيد الحكومي“.
كل ما في وسعه: من جانبه، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي ، للأوضاع المعيشية والإنسانية في البلاد وسبل معالجتها بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لا سيما تلك التي تعنى بالشؤون الإنسانية. واكد الرئيس عون “العمل على التخفيف من معاناة اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة”، مشددا على “أهمية دور المنظمات الدولية المعنية“. .. واستقبل الرئيس عون النائب السابق فادي الأعور واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة والمستجدات الحكومية في ضوء الاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وأوضح الأعور ان “رئيس الجمهورية يعمل كل ما بوسعه لولادة الحكومة في وقت قريب“.
المحروقات: معيشيا، الازمات تراوح وعلى رأسها ازمة المحروقات. وليس بعيدا، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الطاقة للـ LBCI أن إجتماع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر مع الشركات المستوردة للمحروقات كان من أجل التنسيق حول آلية توزيع المحروقات والتسعير بعد نفاذ القرار الاستثنائي لتسعير دولار المحروقات على الـ٨ الاف ليرة الذي اتخذ في الاجتماع الاخير في بعبدا. وأفادت المصادر بأنه تم الاتفاق على التواصل مع مصرف لبنان لوضعه في جو الاجتماع التنسيقي.
تسعيرتان: من جانبه، أشار رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة، إلى أن “لدى وزارة الطاقة تسعيرتان للمازوت، وهذا الأمر فرمل سوق المازوت أكثر، ولشهر آب تم تسعير 2460 ليرة للكيلواط“. وأوضح “سبق وأشرنا إلى أن مع رفع الدعم لن نستطيع الإستمرار بتغطية فارق تقنين الكهرباء، ومع رفع الدعم سيصل سعر الكيلواط إلى 8000 ليرة، ومع وصول طن المازوت إلى 11 مليون ليرة لن نستطيع شراء المادة وسنُطفئ موّلداتنا“. وأكد ، أن “الحلّ اليوم هو بدعم المازوت على أساس سعر صرف 3900 ليرة مقابل الدولار لتبقى فاتورة المولّد مقبولة، أو بأن يقوموا بتأمين الكهرباء 24/24 لنذهب إلى منازلنا“.
اجتماع رباعي: في الغضون، ينتقل ملف استجرار الكهرباء الاردنية بالغاز المصري عبر سوريا من دمشق بعد غد الأربعاء الى عمّان، التي سيزورها وفد لبناني في مهمّة تكمل زيارة الوفد الى العاصمة السورية اول من امس، بعدما عاد بموافقتها على إحياء العمل بخط الغاز المصري عبر الأراضي السورية بعد الاردنية الى لبنان. وقالت مصادر معنية، انّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل اطراف الاتفاق سوريا ولبنان ومصر والاردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا. وكانت قالت قناة «المملكة» الأردنية، امس، إنّ الأردن سيستضيف بعد غد الأربعاء هذا اللقاء بدعوة من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هاله زواتي، وسيكون على مستوى وزراء البترول والثروة المعدنية في مصر، النفط والثروة المعدنية في سوريا، الطاقة والمياه في لبنان، للبحث في سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
العلم حضر…غاب: وليس بعيدا، وفيما اكدت اوساط وزارة الخارجية اللبنانية ان اللغط الحاصل حول عدم وضع علم لبنان في المحادثات التي جمعت الوفد الوزاري اللبناني برئاسة نائبة رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والخارجية بالوكالة زينة عكر مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انما هو محصور بمسألة بروتوكولية اقتصرت فقط على الصالون الذي جرى فيه استقبال الوفد في جديدة يابوس ولا يمكن اعطاء الامر اكثر من حجمه اللوجستي البحت، اكد مصدر ديبلوماسي لـ” المركزية” ان في الاجتماع في وزارة الخارجية السورية كان العلم اللبناني موجودا في الداخل كما في الخارج. وعزا غياب العلم في صالون الاستقبال الى خطأ بروتوكولي. وعلمت “المركزية” “ان السفارة اللبنانية في دمشق لم تتبلغ بزيارة الوفد ولم تحضر له، ولم يعلم السفير اللبناني سعد زخيا بقدوم الوفد الا عبر الاعلام، فيما تولى الامن العام الذي كان مديره العام اللواء عباس ابراهيم ضمن عداد الوفد تنظيم الزيارة. ووصف مصدر دبلوماسي الاجتماع بالناجح لكنه اشار في الوقت نفسه الى ان تزويد الكهرباء والغاز يتوقف على تسوية أنابيب النقل للغاز وعواميد نقل ٤٠٠ “كا في ا” kva في درعا المقدر بثلاثة اشهر على الاقل. وقال ان هناك ثماني عواميد نقل في درعا للكهرباء مدمرة وانبوب النقل معطل على طول في ٨٠ كلم من أصل ٢٧٠ كلم وبالتالي فإنها مسألة فنية تأخذ وقتا لكن المهم ان المبدأ أقر وانعقاد الاجتماع الفني الرباعي الوزراي في الأردن هو للمتابعة الجدية.
فنيانوس: اما على صعيد تحقيقات المرفأ، فأرجأ المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، الى 16 أيلول الحالي جلسة استجواب وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس. وكما كان متوقعا، لم يحضر فنيانوس جلسة استجوابه التي كانت مقررة اليوم، بينما حضر عنه المحاميان نزيه الخوري وطوني فرنجية، كما حضر وكلاء الادعاء العام وممثلو نقابة المحامين في بيروت. وتقدم وكيلا فنيانوس بدفوع شكلية، أثارا فيها عدم اختصاص المحقق العدلي لاستجوابه، وأن صلاحية ملاحقة الوزير تعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كما تضمنت مذكرة الدفوع أن فنيانوس استأنف قرار مجلس نقابة المحامين في شمال لبنان الذي أعطى الإذن لملاحقته، وأن الأمر عالق أمام محكمة الاستئناف، ما يعني عدم جواز استجوابه قبل أن تبت المحكمة بقبول الاستئناف أو رفضه. وعليه قرر المحقق العدلي ارجاء الاستجواب الى 16 أيلول الحالي. وعلى أثر تأجيل جلسة فنيانوس، باشر المحقق العدلي باستجواب المدعى عليه سامي حسين، الذي كان يشغل مركز مدير العمليات في المرفأ، وذلك بحضور وكيله المحامي سعيد علامة وفرقاء الدعوى.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.