نقلا عن المركزية –
الى اين تتجه البلاد بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، وهو الرقم 2 في التكليف بعد اعتذار السفير مصطفى اديب في ايلول الماضي؟ الى اين تتجه الازمات كلها، من سعر صرف الدولار الذي تخطى عتبة العشرين الف ليرة واستتباعاته على مختلف المواد الى المحروقات والدواء و..و والعداد لا ينتهي. على ماذا يراهن المعرقلون وقد بلغت التحذيرات الدولية من وصول موسى العقوبات الى “الذقون الكبيرة”؟
قد لا يكون الحريري الذي مضى على تكليفه ما يقارب تسعة اشهر حبل الخلاص الوحيد من الازمات، وهو ليس كذلك حكماً، لكنّ اعتذاره في هذا التوقيت بالذات يفتح ابواب المجهول على لبنان الغارق في نيران جهنم، في ضوء غياب “الجهادي” البديل المستعد لخلافته وغياب الغطاء السني من جهة والدولي الذي مارس اقصى انواع الضغوط لعدم بلوغ نقطة الاعتذار من جهة ثانية.. لكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ابلغه بالفم الملآن ” لن نتمكن من التوافق”.
الاعتذار: خلافا لكل التوقعات التي ذهبت في اتجاه ترقب التشكيل او على الاقل فرملة الاعتذار، نتيجة الحركة المتسارعة محليا وخارجيا على خط تسهيل التشكيل، زار الرئيس الحريري في الرابعة عصرا قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية، وقال بعد اللقاء: “التقيت الرئيس عون وأجرينا مشاوراتنا في الموضوع الحكومي. ومن ضمن الكلام، كانت هناك تعديلات يطلبها الرئيس، اعتبرها أنا جوهرية في التشكيلة. كما تناقشنا بالأمور التي تتعلق بالثقة أو بتسمية الوزراء المسيحيين الآخرين وغير ذلك. الواضح أن الموقف لم يتغير في هذا الموضوع، والواضح أننا لن نتمكن من الاتفاق مع فخامة الرئيس. وخلال الحديث مع فخامته، طرحت عليه أنه إذا كان يحتاج إلى مزيد من الوقت لكي يفكّر بالتشكيلة، فقال لي أننا لن نتمكن من التوافق. ولذلك، قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة، و”الله يعين البلد”، وإن شاء الله نتحدث اليوم مطولا“. (سيطل عبر قناة الجديد مع الاعلامية مريم البسام).
تشاور اضافي: وقبل ان يزور الحريري قصر بعبدا في الرابعة بعد الظهر، اعلن القصر الجمهوري ان رئيس الجمهورية تابع اليوم درس الصيغة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف امس، ويلتقي الرئيسَ الحريري بعد ظهر اليوم لاستكمال التشاور.
شيا وغريو في القصر: الاعلان عن اجتماع بين الرجلين اتى عقب استقبال رئيس الجمهورية السفيرتين الفرنسية آن غريو التي حرصت على زيارة القصر على رغم الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، والأميركية ودوروثي شيا في بعبدا، حيث اطلع منهما على نتائج اللقاءات التي عقدت في الرياض مع المسؤولين السعوديين على اثر إجتماع وزراء خارجية اميركا وفرنسا والسعودية في إيطاليا. وسلمت السفيرتان الرئيس عون رسالة خطية مشتركة من وزيري الخارجية الاميركية والفرنسية انطوني بلينكن وجان ايف لودريان، أكدا فيها “اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني وضرورة الاسراع في تشكيل حكومة جديدة تواجه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان”.
الخارجية الأميركية: من جهتها، اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان “على قادة لبنان تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات للخروج من الأزمة”. وكشفت ان الوزير انتوني بلينكن سيبحث مع نظيره الفرنسي الجهود المبذولة لمعالجة الوضع في لبنان.كما أفادت بأن الوزير بلينكن ناقش مع وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان جهود العودة للاتفاق النووي الإيراني.”
ترويكا دبلوماسية: وعلى الخط نفسه، اتضحت صورة الضغط الدبلوماسي على المسؤولين اللبنانيين من خلال ترويكا فرنسية- اميركية- مصرية. اذ اكدت اوساط دبلوماسية مصرية لـ”المركزية” ان الجمهورية العربية المصرية عدلت عن فكرة ارسال وفد رفيع المستوى الى بيروت برئاسة نائب وزير الخارجية السفير نزيه النجاري وستستعيض عنه بتنسيق عن كثب بين السفير المصري في لبنان ياسر علوي والسفيرتين الفرنسية آن غريو والاميركية دوروثي شيا من اجل تذليل العقبات السياسية.واشارت الى ان التنسيق الاميركي- الفرنسي مع السفير السعودي في لبنان وليد البخاري يقتصر على ما يتصل بالشأن الانساني لا اكثر.
دعم فرنسي: في الاثناء، ولمناسبة العيد الوطني الفرنسي، ألقت السفيرة الفرنسية في لبنان كلمة اكدت فيها ان مؤتمر الدعم المرتقب في 4 آب محطة اخوة جديدة بين البلدين، قائلة ” وما المساعدة العاجلة إلّا يدٌ ممدودة لشعب شقيق يتعرّض لخطر داهم. لذا لا مجال للتردّد. بل وجُب الإندفاع كي لا تجرفه الأنواء من دون عودة، وكي لا يتمّ رهن مستقبله. فلبنان يجب ألّا يقتصر على كونه مسألة عاجلة لا غير. للبنان مستقبله. أجل، مستقبله، ولكن أيّ مستقبل؟ “وهلأ لوين؟” إن أردنا إقتباس عنوان هذا الفيلم الجميل للمخرجة نادين لبكي. أصدقائي اللبنانيين الأعزّاء، أقول لكم إنّ التزامنا إلى جانبكم إنّما يهدف لتمكينكم من إختيار في أيّ لبنان تريدون أن تعيشوا. تتبادر إلى ذهني بالطبع المواعيد الانتخابية المرتقبة في العام المقبل ولكن يجب النظر إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى مصير لبنان نفسه. لهذا السبب بالذات أردتُ أن يتمّ الإحتفاء بكم، أنتم شباب لبنان، لمناسبة هذا العيد الوطني، في هذا القصر الذي ترجّع جدرانه صدى تاريخ لبنان. فأنتم، أيّها الشباب، مَن سيخطّ ويصنع تاريخ لبنان الغد”.
جعجع والحصانات: وليس بعيدا من جريمة 4 آب، اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “مبدأ الحصانات النيابية وجوهرها هو من أجل مساعدة النائب لا لعرقلة التحقيق”، معتبرا ان “ما يحصل موضع شبهة رئيسيّة ومرفوض وأن الحجج جريمة بحدّ ذاتها وتقتل الضحايا مرّتين”. واكد أن “تكتل “الجمهورية القوية” مصمم أكثر من أي وقت مضى على مواجهة ما يجري على صعيد طلب رفع الحصانات والوصول إلى الحقيقة حتى النهاية. فإذا كان التحقيق في جريمة بحجم جريمة انفجار بيروت يتم التعتيم عليه من قبل البعض وبهذا الأسلوب المبتذل والمفتعل، فعلى الدنيا السلام”. ودعا عقب اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة” في معراب، باسم حزب “القوّات اللبنانيّة” والتكتل “أهالي الشهداء والجرحى والمتضررين والشعب اللبناني بمختلف فئاته إلى خوض هذه المواجهة، يداً واحدةً، لأنه في ضوئها سنُثبت وسيعرف الجميع أن هناك شعباً حياً ينبض بالكرامة والحس الوطني في مواجهة مجموعة حاكمة متحكمة ومتسلطة، تضرب عرض الحائط بمختلف الاعتبارات والأخلاقيات والمعايير وبمصالح لبنان واللبنانيين الذين يراهنون على فتح ولو ثغرة تطل على الحقيقة وسط الأزمات المأساوية التي تلاحقهم تماماً بسبب هذه المجموعة نفسها التي تمسك بزمام السلطة، لكنّها لن تتمكّن ابداً من الإمساك برقاب اللبنانيين“.
نفط العراق: معيشيا، وبينما الدولار يحلّق، والتقنين الكهربائي القاسي وشح المحروقات اعادا الناس الى الشارع، اعلن مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انه تم انجاز اتفاقية المليون طن الخاصة بالفيول مع العراق، وسيتم توقيع العقد خلال يومين، “بحيث نتسلم الكمية خلال اسبوعين، كما ان الترتيبات ستجري حاليا بين المصرف المركزي في العراق ونظيره قي لبنان” ،وقد اعلن ذلك خلال لقاء تعارفي مع اللقاء التشاوري الجامع لممثلين عن المحافظات.
ازمة محروقات.. في المقابل، ناشد عضو نقابة اصحاب محطات المحروقات جورج البراكس في بيان، “حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، متابعة موضوع ملفات المحروقات شخصياً. وأشار الى انه “غير مستعد ولا حتى أصحاب المحطات، لتحمّل الذل والقهر والمعاناة والمشاكل اليومية في الشوارع نتيجة اهمال شخص لملفات لم يجد الوقت الكافي لاتمامها بسرعة“. ورأى انه “اذا بدأ مصرف لبنان برفض اعطاء الموافقات المسبقة لاستيراد المحروقات، فهذا يعني اننا سنعود الى ازمة خانقة كالتي شهدناها أخيراً”، داعياً “المعنيين الى ضرورة الانتباه لهذا الموضوع، واتخاذ الاجراءات المطلوبة لتفادي حصوله“. وكانت مصادر نفطية اشارت الى ان أزمة المازوت والبنزين مستمرة والى المزيد من التأزم. وتابعت: على الرغم من تفريغ باخرة مازوت لدى منشآت النفط إلا ان الكمية لم تكن كافية لأنها تشكّل ٢٥% من حاجة السوق وقد أعطيت الاولوية في التسليم إلى المستشفيات والافران في وقت تزداد الحاجة إلى المادة في ظل انقطاع مستمر في الكهرباء. أضافت: اما في موضوع البنزين، فالمادة اليوم باتت شبه مفقودة مجدداً في ظل وجود ثلاث بواخر راسية قبالة الشاطئ اللبناني تنتظر فتح الاعتمادات وفق آلية ٣٩٠٠ ليرة لتفريغها على الرغم من ايعاز حاكم مصرف لبنان بفتحها على مدى اسبوعين، ففتحت الاسبوع الماضي ولم تفتح هذا الاسبوع.
..ودواء: في الموازاة، وبينما ارقام كورونا عادت لترتفع، أكّد تجمع اصحاب الصيدليات أنه لم يعد يستطيع الاستمرار في العمل لخدمة المرضى، معلناً “التوقف عن العمل اعتبارا من صباح الجمعة 2021/7/16 الى حين اقرار وزارة الصحة جداول ومؤشر الأسعار وتأمين الحماية للصيدليات لنتمكن من الاستمرار برسالتنا”.
لا للامتحانات: من جهة ثانية، وعشية انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية، وسط اصرار وزير التربية طارق المجذوب على اجرائها، اعتصم حشد من طلاب المرحلة الثانوية امام منزلي رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب في تلة الخياط، والوزير المجذوب مطالبين بالغاء الامتحانات الرسمية، والاستماع الى مطالب المئات منهم الذين تجمعوا بالامس امام وزارة التربية في الاونيسكو. كما قطع الطلاب طريق الأونيسكو قرب وزارة التربية بمستوعبات النفايات، وأفيد عن حصول تدافع بينهم وبين القوى الامنية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.