نقلا عن المركزية –
خترق نبأ وفاة رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المشهد اللبناني الانتخابي المحتدم وقد بلغت الحماوة ذروتها مستفيدة من الساعات المتبقية قبل ان يصفر العداد إيذانا ببدء الصمت الانتخابي منتصف الليل على مشارف انطلاق الجولة الاخيرة من انتخابات 2022 النيابية، وعلى وقع موجة التعازي بالراحل واعلان الحداد رسميا في لبنان ثلاثة ايام بتنكيس الاعلام وتعديل البرامج في محطات الاذاعة والتلفزيون، وفيما التجهيزات اللوجستية ليوم الاحد الانتخابي على قدم وساق، والجهوزية الامنية لضمان سلامة العملية الديموقراطية تكتمل، استعرت المعركة الانتخابية التي لا بد سترسم مصير لبنان للسنوات الاربع المقبلة، بين القوى السياسية على اختلافها،لا بل تعدت السياسة الى القيادات الروحية في ظل رد مباشر من المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يمثل كلامه رأي نصف اللبنانيين في الحد الادنى، وقد ازعجته مواقفه من المقاومة وجدواها الى درجة ” اندهاشه” وأسفه للكلام البطريركي وتخصيص خطبته الهادفة الى غسل العقول للدعوة “عالمكشوف” للتصويت للوائح الثنائي الشيعي في خرق فاضح للديموقراطية وحرية ترك الخيار للناخبين.
اما المواقف والحملات والبيانات والمهرجانات الإنتخابية للقوى السياسية والمرشحين واطلالاتهم فملأت المنابر والشاشات الاعلامية، وقد بلغت حدا خرج عن الأطر المعهودة بتوجيه تهم العمالة والتخوين لمن كان في الامس القريب صديقا لا بل اخاً.
تلبية النداء: وفي حين لبى مفتيو المناطق دعوة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بتوجيه نداءات في خطب الجمعة للمواطنين للاقتراع بكثافة وعدم الاستنكاف عن الحق والواجب الدستوري، صعد خطباء الجمعة الشيعة لهجتهم وحثوا على الاقتراع للوائح الثنائي الشيعي في مختلف المناطق.
رد مباشر: فأعرب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان عن دهشته “مما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأن مشكلة البلد بسلاح المقاومة، سائلا أين المقاومة وهي تقاتل في سوريا والعراق واليمن وغير ذلك؟! وأن إيران تنتهك سيادة لبنان!”، متأسفا لأن “غبطته لا يرى بعين لبنان، فهذا أقرب لعقلية المتصرفية من عقلية لبنان الوطن والعيش المشترك،. مؤكدا “أننا لا نريد أن يبقى لبنان محتلا أو مهزوما أو مفتوحا على الاحتلالات المختلفة، وكأننا لا نعرف أن لبنان كان ممسوحا عن الخريطة، فاستعادته المقاومة، وأن لبنان كان مخطوفا فحررته المقاومة، وأن لبنان كان أسيرا بين جنازير الدبابات الإسرائيلية فحطمتها المقاومة، وأن مؤسسات لبنان الدستورية كانت محتلة بآلة الحرب الصهيونية فلم ينجدها إلا المقاومة، وأن لبنان كاد يتحول ولاية تكفيرية، فلم تنقذه إلا المقاومة، وأن المناطق المسيحية التاريخية في سوريا والعراق استباحها التكفيري المجرم فلم يدافع عنها أو يحررها إلا المقاومة، أما الميليشيا فهي خطف على الهوية، وحواجز طائفية ومتاريس، وعمالة، وقتل قيادات وطنية، وتفجير كنائس ومساجد وأماكن شعبية، وليست لتحرير وطن وإنقاذ دولة وشعب كما فعلت المقاومة، أما معركة المقاومة في الإقليم فكانت أكبر ضرورة وطنية لحماية مصالح لبنان العليا من المشروع الأمريكي، الذي أراد تحويل سوريا ولبنان إلى ساحات قتل وأشلاء، إلا اذا كنا لا نرى مشكلة في مذبحة “صبرا وشاتيلا” ومذابح الجبل والاحتلال الإسرائيلي“. ووجه المفتي قبلان خطابه للشعب اللبناني الشريف بالقول:”المعركة الانتخابية معركة خيارات، ويوم الأحد فاصل في تاريخ هوية لبنان، ولأننا لا نريد حواجز ومتاريس طائفية، وذبحا على الهوية، وثكنات صهيونية، قلنا بأن خيارنا الانتخابي المحسوم هو الثنائي الوطني المقاوم مع كل حلفائه، والتصويت لهذا الحلف واجب وطني وأخلاقي وديني…
مال الخارج والوعي: اما على المستوى الرسمي، فلفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أن “بعض المال الذي يُدفع في الاستحقاق الانتخابي يأتي من خارج لبنان ونراهن على وعي الناخبين ورفضهم ان يكونوا سلعاً تباع وتُشترى”. وقال لبعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية التي زارته: ثمة مرشحون يستغلون الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة ويدفعون المال لمصادرة خيار الناخبين الذي يفترض ان يكون محرراً من اي قيد.”وأضاف: “سيصار بعد انجاز الانتخابات الى تشكيل حكومة جديدة تستكمل الخطوات الاصلاحية التي بدأتها الحكومة الحالية.” من جهته، قال رئيس البعثة الاوروبية: المراقبون سيتوزعون في المناطق اللبنانية كافة لتحقيق متابعة متكاملة للانتخابات دعماً للديمقراطية التي يتمتع بها لبنان”.
السنيورة: سياسيا، القى الرئيس فؤاد السنيورة من مكتبه في بلس كلمة توجه فيها الى اللبنانيين في حضور اعضاء لائحة “بيروت تواجه ” استعرض فيها الخلفيات التي املت عليه الانخراط في المعركة الانتخابية والتعاون مع اكثر من مرشح ولائحة في لبنان. وقال: لقد غادرت المناصب الرسمية، ولكني لم أغادر دوري الوطني والعروبي وانتمائي وعملي المثابر من أجل خدمة مصالح هذا الوطن. وعلى هذا، فلقد شعرت أنّ عليّ حقوقاً واجبة تُجاه لبنان واللبنانيين بمؤازرتهم، وعليّ حقوقاً واجبة لمسيرة الشهيد رفيق الحريري، ورأيت أن الظرف الخطير الذي يمر به لبنان الدولة والشعب اللبناني، لا يمكن ولا يجوز أن ندير له ظهرنا، بل علينا واجب التصدي له بكل ما أوتينا من وسائل وعزمٍ وعزيمةٍ مثابرة. وهذا ما دفعني للانخراط في المساعدة في هذه العملية الانتخابية الراهنة لمنع الاستباحة للبنان وبيروت ومناطقه كافة”.اضاف: “أيها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، نحن وإياكم أمام لحظةٍ مفصليةٍ يجب عدم الاستهانةِ بها، ولا بنتائجها، فلا تستخفوا بقوة فعلكم وقوة قراركم وقوة وفعالية صوتكم، ولا تستهينوا بشراسة خصومكم وأنتم الفائزون بإذن الله. ولذلك، فلنشارك بكثافة، ولنصوّت لنهج إعادة بناء الدولة الواحدة الموحدة القادرة على انتشال شعبها مما أوصلته إليه الدويلة. صوّتوا لنهج الخروج من كل الأزْمات التي نعيشها. صوّتوا لنهج الحفاظ على عروبة لبنان ومصالِحِه وعلاقاتِهِ العربية والدولية المميزة.ثقوا أنهم لن يستطيعوا تغييرَ معالمَ الدولةِ اللبنانية الديمقراطية البرلمانية، أو أن يحولوها إلى دولة بوليسية مستبدة، وثقوا أيضاً أن جهاز مناعتكم الوطنية اللبنانية أقوى بكثير من ممانعتهم المزعومة وسطوتهم القاهرة والشرسة. تذكروا أن دويلة الظلم ساعة وان دولة الحق والعدالة الى قيام الساعة.سيبقى لبنان“.
غرفة عمليات بين القصر وحارة حريك: انتخابيا ايضا، كشف النائب بيار بو عاصي المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بعبدا في رسالة وجهها لأهله في دائرة بعبدا، أن “في الساعات الـ 48 الاخيرة، تم إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين القصر الجمهوري وحارة حريك، إستدعت جبران باسيل وتيار “المردة” واعطتهم أمر عمليات يهدف الى الإبقاء على المقعدين المارونيين في بعبدا بيد “حزب الله”، أحدهما مع ألان عون والثاني مع فادي ابو رحال“.وقال: “في العلن “التيار” و”المردة” اخصام أما في الواقع فهما متواطئان وراضخان لمشيئة سيد الجمهورية الاسلامية في لبنان. طبعاً لا مشكلة لدى سامي الجميل مع “التيار” ولا مع “المردة” ولا مع “حزب الله”. مشكلته الوحيدة مع “القوات اللبنانية” وهو يستخدم لائحة نعيم عون وخليل الحلو كأداة للعبة السلطة بأصعب ظرف مصيري يمر به لبنان. هذا خياره وهو حر به“.
لا تنتخبوا هؤلاء! في المقابل، اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميّل، أن “لائحتين أساسيتين في بعبدا كانتا شريكتين في الانهيار وكانتا جزءاً من التسوية المدمّرة التي أوصلت الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية“. وطالب في لقاء بدعوة من إقليم بعبدا الكتائب، بعدم “التصويت لهاتين اللائحتين كي لا نعيش المأساة مجدداً والصوت المفيد يجب أن يكون إلى من عارض وصول مرشح “حزب الله” إلى رئاسة الجمهورية“. وقال: “لأنّ الثورة حرّرت العقول فأنا أكيد أنّ كل مواطن لبنانيّ في بعبدا يستطيع أن يتحرر وأن يصوّت للشخص المناسب“.
انتخبوا يلي بيحافظ على تمثيلكن”: من جهته، غردّ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عبر “تويتر”: “انتخبوا يلّي بيحافظ على تمثيلكن، انتخبوا يلّي بحافظ على حقوقكن، انتخبوا يلّي بدو يحاور مش يلّي بدو يفصل“.
ملفات مسمومة:اما الحزب التقدمي الاشتراكي فأشار إلى أن “بعد أن أمعن تيار العتمة في إغراق لبنان واللبنانيين في الظلام الدامس منذ العام ٢٠٠٨، ها هو اليوم يقوم بتهريب إحدى إبداعاته من مسلسل صفقاته الفاضحة تحت جنح آخر جلسات مجلس الوزراء“.أضاف في بيان: “… “لقد أمطر تيار العتمة مجلس الوزراء بوابل من ثمانية ملفات مسمومة مرّر فيها ما يمكن تمريره وحجَز “أسبقية” لما تبقى منها في حكومة مقبلة ليضمن موقعه “الطاقوي” لاستكمال “إنجازاته العالقة” بسبب مجموعة “ما خلونا”، والتي أضيف إليها مؤخرا البنك الدولي الذي يرفض تمويل الخطة الفيّاضة بالاستجرار دون ضمان إصلاحات فعلية تتخطى التصريحات الممجوجة“. أما الإنجاز الأكبر الذي اقتطفه الوزير الطاقوي في الجلسة “المثمرة” أمس، فهو الموافقة على منح تراخيص لإحدى عشر شركة لبناء محطات لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. وبذلك استنسخ رياح “هوا عكار” التي تم تلزيمها بالتراضي من خلال مناقصة شكلية أجرتها جمعية “المركز اللبناني لحفظ الطاقة” والتي نتجت عنها أغلى الأسعار العالمية مقارنة بمشاريع مماثلة، وقد انتقل الدور أمس إلى الشمس حيث فاضت فضائح الصفقة، إذ إن القانون ١٢٩/٢٠١٩ الذي ارتكزت عليه انتهت صلاحيته بتاريخ ٢٠٢٢/٤/٣٠ (ولا يمكن تجديده إلا من خلال مجلس النواب)، كما أن القانون نفسه الذي يولي مجلس الوزراء صلاحية تعود للهيئة الناظمة في مجال منح التراخيص لا يمكن فصله عن موجبات الهيئة التي نص عليها القانون ٢٠٠٢/٤٦٢ والتي تفرض اجراء مناقصة عمومية عندما تتجاوز القدرة ٢٥ ميغاواط“.وختم: “أمام هذه الفضائح الصارخة، يحذّر الحزب التقدمي الاشتراكي من مغبة استمرار هذا النهج الذي ما زال مصرًا على إغراق لبنان في أتون جهنم، ويدعو مجلس الوزراء إلى ضرورة العودة عن القرارات المخالفة للقوانين ولضرورة التصدي لكافة أشكال الصفقات المشبوهة التي امتهنها وما زال يصر عليها النهج التدميري“.
فتح معبر حدودي: وبعيدا من الصخب الانتخابي، أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في افتتاح مركز أمن عام مطربة الحدودي البري (منطقة القصر – الهرمل ) ان “بمجرد بدء العمل فيه نكون عمليا اقفلنا ثمانية عشر معبرا غير شرعي، كان يضطر ان ينتقل عبرها اللبنانيون المقيمون داخل الاراضي السورية الى لبنان. واعدنا ربط خمس وعشرين بلدة، يقطن فيها نحو عشرة الاف نسمة، بالوطن الام، بعدما كانوا يتكبدون مشقة الانتقال ويقطعون اكثر من اربعين كيلومترا للوصول الى معبر جوسيه – القاع – الهرمل، بينما الان صارت المسافة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، حيث يتم الدخول بطريقة شرعية وبتسهيلات بعيدا من اي تعقيد“.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.