نقلا عن المركزية –
بتعاون وتضامن ومحبة وروح ايجابية” وبسرعة قياسية يُشهد لها ويؤمل ان تنسحب على نمط عمل الحكومة الميقاتية الثالثة، انتقل مشروع البيان الوزاري من قاطرة لجنة صياغته الى محطة مجلس الوزراء الذي ينعقد غدا في القصر الجمهوري لدرسه واقراره. قد يكون الحدث بشرى سارة للبنانيين لو كانوا في ايام العز والبحبوحة التي تنعموا بها قبل سنوات، بعدما كان صوغ البيان الوزاري يستلزم اسابيع واحيانا اشهر نسبة لكمّ الخلافات الذي لطالما تحكم ببنوده، لا سيما حينما كانت قوى المعارضة تشارك في الحكومة، غير ان كمّ الهموم والضغط الذي يقبعون في ظله اليوم لم يترك من مكان للسرور في ايامهم السوداء المثقلة بكل انواع الذّل بدءا من اصطفافهم في طوابير ذل المحطات وصولا الى عجزهم عن ارسال اولادهم الى مدارس فتحت ابوابها من دون تأمين مستلزمات العودة.
انجاز البيان يستحق الثناء، بيد ان العبرة تبقى في التنفيذ وفي بقاء مناخات المحبة والتضامن مخيمة في ارجائها لتتمكن، ان صدقت النيات، من الشروع في فرملة الانهيار وبدء مسار الانقاذ، خلال عمرها القصير المحدد بثمانية اشهر او اقل في ضوء اتجاه كشفت عنه مصادر مطلعة لـ”المركزية” لتقريب موعد الانتخابات النيابية من ايار الى اذار لمصادفة الموعد المحدد للانتخابات خلال شهر رمضان، علما ان الاتجاه هذا يبقى غير محسوم في انتظار اقلاع الحكومة وشروعها في العمل الفعلي.
إنجاز البيان: في اجتماع هو الثالث، اي في سرعة قياسية تُسجّل لها، أنجزت اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري التي يرأسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مشروع البيان على ان تُعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً في بعبدا لإقراره.
نيتنا طيّبة: وبعد اجتماعها في السراي، قال وزير الاعلام جورج قرداحي: “نيتنا طيبة” ولا خلافات بيننا بل هناك تعاون وتضامن ومحبة وروح ايجابية تخيّم على الاجتماعات ونريد ان نعمل معا لان البلد لا يحتمل. وتابع: مسودة البيان الوزاري ستُناقش غداً وسيتمّ إقراره على امل ان تمثل الحكومة الجديدة امام مجلس النواب بداية الاسبوع المقبل. واضاف “سيتمّ إطلاع الإعلام على مضمون البيان الوزاري بعد أن يُقرّ في مجلس الوزراء”، مردفا: نريد أوّلاً تأمين الكهرباء والمازوت والبنزين للناس ولسنا مع الشعارات وإنّما مع الأفعال”.
البيان: وفي السياق اشارت رويترز الى ان ” مسودة البيان الوزاري تدعو إلى استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق تعتمد برنامجا انقاذياً قصيرا ومتوسط الأمد” وعلى “معاودة المفاوضات مع الدائنين للاتفاق على آلية لإعادة هيكلة الدين العام بما يخدم مصلحة لبنان”. وافادت ان الحكومة اللبنانية تلتزم في مسودة البيان بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتثمن المبادرة الفرنسية والالتزام ببنودها كافة وتقول إنه سيتم وضع خطة لتصحيح وضع القطاع المصرفي”.
معركة الخروج من الهاوية: في الموازاة، مواقف مطمئنة سُجلت من بعبدا اليوم. فقد اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “اننا لسنا خائفين من الانهيار، بل نحن نخوض الآن معركة الخروج من الهاوية التي نحن فيها، ونأمل التوفيق. وسنبذل كل جهدنا لتحقيق هذه الغاية، وليس لنا الا هذا الهم الكبير الذي يفوق كل حالة طبيعية“. أضاف “نأمل قريبا جدا، وبعد تشكيل الحكومة، ان ننطلق بالمحادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من اجل التمويل، حيث هناك ارادة دولية لمساعدتنا“. وقال: “على كل مواطن ان يساعد الدولة في هذا الظرف الدقيق. وانا اعاني كل ما يعاني منه عمال لبنان. فأنا مثلكم في صرختكم المطالبة بحقوقكم من المصارف وبمختلف الحاجات، ولو كنت في هذا القصر الأ انني اعاني مثلكم“. كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة رئيسه الدكتور بشارة الأسمر، جاء لتهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة والبحث معه في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان وسبل الخروج منها.
البطاقة: من جانبه، تطرق الاسمر الى البطاقة التمويلية، فطالب بألا يكون تمويلها على حساب خطة النقل المشترك، “فنحن نصر على تطبيق هذه الخطة التي توفر نحو 40% من مداخيل الفرد، كما نتمنى ان يكون علاج مشكلة الدواء سريعا، وحل مشكلة الكهرباء، ووضع حد لنزيف الهجرة… كل ذلك نتيجة سياسات مالية واقتصادية خاطئة اتبعت منذ عشرات السنين. ونحن كاتحاد عمالي عام نصر على دولة القانون والقضاء، ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي الذي يجب ان يشمل كل شيء من المصرف المركزي وصولا الى المصارف والبلديات، لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحالة. ونتمنى على الحكومة ان تتعاون مع الاتحاد العمالي العام فنحن معنيون بكل وزارة من الوزارات“.
المصارف والنهوض: الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير. وتم في اللقاء عرض الواقع المصرفي في لبنان ودور المصارف في مرحلة إعادة بناء الاقتصاد اللبناني. واكد صفير بعد اللقاء “ان الجمعية أبدت ارتياحها لتشكيل الحكومة الجديدة، والمصارف على استعداد للمشاركة في الخطوات التي من شأنها النهوض باقتصاد لبنان من جديد، بعد الازمة التي شهدها لبنان“.
المحروقات: في الاثناء، بقيت الاوضاع المعيشية ضاغطة على الارض، سيما في ملف المحروقات. وفيما تصل طلائع المازوت الايراني الى لبنان وسط احتفالات، وفي انتظار الحلول التي سيخرج بها وزير الطاقة الجديد بالتعاون مع الأفرقاء المعنيين، للأزمة، لا يزال التهافت على شراء البنزين والمازوت على أشدّه، إن من المحطات أو من السوق السوداء في موازاة التهريب اليومي… وسط معلومات صحافية تفيد بأن “دوائر وزارة الطاقة والمياه استعجلت استصدار جدول تركيب أسعار المحروقات على أساس سعر السوق، إلا أنها تريّثت بعد قرار حاكم مصرف لبنان فتح الاعتمادات للبواخر الراسية قبالة الشواطئ اللبنانية على أساس سعر 8000 ليرة لبنانية“. عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس بشّر “بقليلٍ من الانفراج” لأن “باخرة محمَّلة بالبنزين بدأت بتفريغ حمولتها منذ أمس”. ولفت عبر “صوت لبنان”، إلى أن “هناك بواخر مقبلة لا تحمل كلها بنزيناً…”.لكنه أشار إلى أن “طوابير السيارات أمام المحطات لن تنتهي، والمشهد باقٍ حتى نهاية الشهر الجاري، لأن خزانات الشركات كانت فارغة“. وقال: يجب أن يُطلعونا على الآلية التي سيتم اتباعها لاستيراد المحروقات بعد رفع الدعم .. وما إذا كان سيتم دفع سعر المحروقات بالدولار… حينها سندخل في أزمة جديدة“.
لبنان عربي: على صعيد آخر، وفي وقت لا مواقف خليجية او سعودية بعد من الحكومة الوليدة، وعشية وصول النفط الايراني الى لبنان عبر سوريا، غدا بواسطة حزب الله، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “ان خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا عن المحاور التي تتناقض مع مصالحه الوطنية“. موقف المفتي جاء اثر استقباله قبل الظهر في دار الفتوى، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي حيث عقد معه خلوة في مكتبه الخاص… وبعد اللقاء، قال الرئيس ميقاتي: “الزيارة بروتوكولية، جددنا خلالها تأكيد العلاقة الوثيقة التي تربط رئاسة مجلس الوزراء مع دار الفتوى الكريمة“. من جهته، بارك المفتي دريان الجهود التي بذلها الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة بالتعاون مع المخلصين الحريصين على لبنان وشعبه، مشددا على تعزيز الوحدة الإسلامية والوطنية. وأكد ان خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا من المحاور التي تتناقض مع مصالحه الوطنية، وحث المفتي دريان الرئيس ميقاتي على الإسراع في إيجاد الحلول للأزمات التي يعانيها الناس والبدء بالخطوات العملية للنهوض بالدولة ومؤسساتها لاحتضان قضايا الشعب ومتطلباته الحياتية و كل ما له علاقة بتوطيد مكانة الدولة وهيبتها ودورها الراعي لشؤون أبنائها بدون تفريق بين منطقة وأخرى ليسود العدل بين اللبنانيين جميعا“.
الراعي: في الموازاة، وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تحية إلى رئيس الحكومة وإلى كل الوزراء، مشيراً إلى أن “الشعب اللبناني بحاجة إليكم ونصلّي ان يأخذ الله بيدكم لأنّ العالم بأكمله ينظر إليكم”، لافتاً خلال رعايته المؤتمر السنوي السابع والعشرين للجنة الاسقفية والامانة العامة للمدارس الكاثوليكية، إلى أن “لبنان أضحى بأمس الحاجة إلى تربية جديدة على محبة الوطن والولاء له وحياده عن الحروب الاقليمية”. ودعا في افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكية السنوي السابع والعشرين في مدرسة سيدة اللويزة الى “التنسيق بين المدارس الكاثوليكية وتعزيز التعليم الديني المسيحي في كافة المدارس والقداديس وتقديم سر الإعتراف لتحضير التلاميذ للإندماج في رعاياهم”، مضيفاً أن “مدارسنا مفتوحة لكل الطلاب وفي مختلف المناطق وهذا ما تنصّ عليه الشمولية”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.