نقلا عن المركزية –
منذ اشهر، يتحدث المسؤولون عن بطاقة تمويلية ستوزّع على الفئات الاكثر فقرا في لبنان لمساعدتها على تأمين الحد الأدنى من حاجاتها في ظل الغلاء الفاحش للاسعار. الا ان البطاقة حتى الساعة لم تبصر النور ولا تزال ضائعة بين غياهب السراي واجتماعاته من جهة، ومقبرة “اللجان النيابية” ولقاءاتها العقمية.. وبعد ان أَفرُجت الاخيرةُ عنها اليوم، يبقى ان تمرّ في معبر الهئية العامة، في عملية يُتوقّع ان تستغرق اياما اضافية!
بحسب ما تقول مصادر نيابية مطّلعة لـ”المركزية” فإن هذا التعثّر سببه الاول يكمن في غياب مصدر تمويل البطاقة التمويلية، اي ان الدولة تريد تمويلَ الناس بينما هي تحتاج مَن يموّل خزينتها الجافة، في مفارقة مضحكة مبكية.
رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب طرق اوّلا، ابواب قطر علّها تغطّي كلفة البطاقة، الا ان الدوحة، ردّته خائبا بعد ان باتت كما كل الاسرة الدولية، فاقدةً الثقة بالمنظومة الحاكمة، وترفض تجيير اي فلس اليها قبل قيام حكومة انقاذ تتعاون بشفافية مع صندوق النقد الدولي وفق خطة واضحة.
الآن، يريد اهل الحكم في الحكومة والبرلمان، من المصرف المركزي ان يموّل هذه البطاقة. غير ان الاخير، تماما كما نواب المعارضة واهل الاختصاص، يعتبرون ان خطوة كهذه تحتاج الى إجراءات تتخذها السلطةُ السياسية تقضي برفع الدعم او ترشيده، وإلا فإن احتياطي المركزيّ، المكوّن من ودائع الناس، سيُهدر على بطاقة وعلى دعمٍ لن يستفيد منه المحتاجون، خاصة في ظل التهريب المتمادي وتحليق الدولار وتوزيع كل ما يستورد من الخارج بدءا بالمحروقات وغيرها على السياسيين النافذين لحظة وصولها الى لبنان ليبقى الفُتات للشعب الذي يتقاتل عليه.
لكن، بحسب المصادر، تحاذر قوى السلطة اتخاذَ قرار ترشيد الدعم خشية مفاعيله شعبيا عشية الانتخابات النيابية المرتقبة، وتريد ان يبقى “القديمُ على قدمه” مع اعطاء بطاقة تمويلية… وقد دفع هذا السلوك “العشوائي” “الشعبوي” البعيد كل البعد عن التقنية والمهنيّة، نوابَ القوات الى رفع الصوت امس، رافضين ادخال البطاقة في زواريب الانتخابات، وهو ما فعله ايضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم حيث سأل “هل هي بطاقة تمويلية ام بطاقة انتخابية”؟
على اي حال، وفي انتظار انتهاء النقاش النيابي الـ”برج بابلي” هذا وما سينتج عنه، تشير المصادر الى ان البطاقة اذا كتب لها ان تبصر النور، ليست حلا بل حبّة بانادول في جسد ينازع، ستُعطى لفئة صغيرة من الناس، بينما الغلاء يكوي اكثر من نصف الشعب اللبناني الذي بات تحت خط الفقر.. فكيف يصمد هؤلاء امام الاسعار التي ستُضاعف، لا بل اكثر، خاصة اذا تم رفع الدعم، من المحروقات الى الدواء والخبز والطبابة؟
انه الترقيع بحد ذاته، تضيف المصادر: نعطي القليل لـ”جزء” من الشعب بيد، ونسحب كلّ شيء “من الجميع” باليد الثانية… ولا حلّ الا بتشكيل حكومة سريعا تأتي الينا بدعم من الخارج الذي ابدى، وآخره على لسان موفد الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الاستعدادَ لتقديمه… لكن هل مَن يسمع؟!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.