نقلا عن المركزية –
توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس الى بودابست للمشاركة في المؤتمر القرباني العالمي الـ52، بدعوة من رئيس أساقفة هنغاريا الكاردينال بيتر اردو، وتستمر زيارته حتى الاحد المقبل 12 أيلول حيث تختتم بقداس يرأسه البابا فرنسيس.
على هامش افتتاح المؤتمر، التقى البطريرك الراعي رئيس الجمهورية الهنغارية يانوش آدير، وقد شكره على كل الدعم الذي تقدمه المجر للبنان، كما بحث معه سبل توسيع هذا الدعم. ومن جهته، ابدى الرئيس آدير قلقه بشأن التدهور الحاصل في لبنان، آملا ان يتم “التوصل الى تشكيل حكومة في أسرع وقت لتقوم بدورها بشكل فاعل في عملية إنقاذ البلد وفي مخاطبة المجتمع الدولي”.
مصادر مطلعة أفادت “المركزية” ان زيارة الراعي الى هنغاريا دينيةبحت للمشاركة في مؤتمر القربان المقدس الذي هو موعد ثابت يشارك فيه البطريرك مرة كل سنتين، وليست ذات طابع سياسي من ضمن نشاطه لطرح الحياد والمؤتمر الدولي. لم يطلب البطريرك تحديد مواعيد مسبقة مع أي مسؤول، إلا أنه بالطبع سيستفيد من وجوده هناك لطرح القضية اللبنانية.
وهل سيكون المؤتمر فرصة لجولة اوروبية، أجابت المصادر: “كلا، سيعود الى بيروت في 12 الجاري”.
وعن زيارته الى واشنطن التي كثُر الحديث عنها مؤخراً، وهل يرجئها الى موعد آخر بعدما تبيّن ان أجندة الرئيس جو بايدن حافلة، وهو ينصرف الى معالجة الملفات الداخلية مع موضوعي افغانستان والنووي الايراني وبالتالي قد تكون هناك صعوبة للاجتماع مع الراعي خصوصا وان لبنان ليس في اولويات أجندة بايدن، أوضحت المصادر ان سبب إثارة الموضوع يعود الى ان أركان الجالية اللبنانية يسعون مع الادارة الجديدة لتنظيم هذه الزيارة، لكن لا مواعيد او برنامج محددا حتى الساعة. إلا ان زيارة باريس والولايات المتحدة والامم المتحدة وخاصة واشنطن ونيويورك حيث مقر الامم المتحدة، على مفكرة البطريرك، وهو يسعى للاجتماع مع بايدن وعدد من أركان الادارة وأعضاء في الكونغرس والى القيام بجولة على عدد من الولايات للاجتماع مع اركان الجالية اللبنانية والاطلاع على اوضاعهم ووضعهم في حقيقة ما يجري في بلاد الارز.
هل أجندة الرئيس بايدن بعيدة من الملف اللبناني ولهذا يتم إرجاء الزيارة، قالت المصادر: “بالطبع، لكن هذا لا يمنع بايدن من الالتقاء بشخصيات من خارج الملف الافغاني او النووي، بيد ان البطريرك لم يبادر بعد شخصياً لطلب مواعيد انما الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة تسعى وتعمل على ذلك.
وعن سياسة بايدن تجاه المنطقة وهل تختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب، لفتت المصادر الى ان سياسة كل رئيس تختلف عن سابقه ان لم تكن في العمق فعلى الاقل في الشكل، والدليل مثلا بايدن بانسحابه من افغانستان كان ينفذ قرارا اتخذه الرئيس ترامب، لكن الشكل الذي اتبعه باعتماده هذا الانسحاب السريع والفجائي دون تأمين خلفيته واستمرار النظام الذي بدأ في افغانستان، بدا وكأنه سلّم البلد الى حركة طالبان المعروفة بتطرفها وتزمتها وجهاليتها وظلامها وارهابها، في حين ان الانسحاب لو جرى في عهد ترامب لتمّ بطريقة اخرى لم تكن لتسمح لطالبان بالسيطرة على البلاد، مثلا.
ولاحظت المصادر ان الانسحاب من افغانستان تُرجم باتجاه المنطقة بالتشدد تجاه ايران في المفاوضات النووية وهذه نقطة جديدة، لأن هناك نقمة كبيرة على بايدن من الرأي العام الاميركي والعالمي، وهناك تململ كبير داخل الحزب الديمقراطي، سينعكس على الانتخابات النصفية التي ستجرى بعد اقل من سنة في الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات الى ان الجمهوريين سيفوزون مجددا بمجلسي النواب والشيوخ اي الكونغرس، الامر الذي سيؤدي الى إحراج بايدن بشكل كبير، وفي حال أتى الفوز مريحاً للجمهوريين، من الممكن ان يطالبوا باستقالة الرئيس التي عادوا للمطالبة بها مجددا بعد أحداث افغانستان.
أما عن السياسة الاميركية تجاه لبنان، فأكدت المصادر انها ما زالت نفسها لم تتغير عن عهد ترامب بمعنى الاكتفاء بالمساعدات الانسانية ودعم الجيش اللبناني والبحث مع الدول الحليفة في الحلف الاطلسي وفرنسا عن كيفية تأمين حلّ سياسي للبنان في مرحلة لاحقة. ولكن القرار الاميركي باتخاذ مواقف صارمة تنطلق من القرارات الدولية اي من الـ 1701 الى 1559 لم تحصل بعد وما زالت اميركا بايدن تتلمس الطريق رغم ان هناك ضغطا فاتيكانيا من البابا شخصيا للاهتمام بلبنان.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.